ما الذي يحصل في "جروب الدائرة الأولى"؟ شاعر الحب لا يعرف كيف يحب
2022-08-24 - 6:00 ص
مرآة البحرين (خاص): صالح محمد الشاووش. هو شاعر الحب والتراث وشاعر المحرّق. أو هكذا يحلو له وصف نفسه في حسابه على موقع "انستغرام". لكنه في الحقيقة شاعر الكراهية والعنصريّة والطائفيّة الجاهلية. 78 سنة هو عمره الحافل الممتد منذ العام 1944. لكنْ كل هذه السنوات المديدة لم تعلمه شيئاً واحداً: أن يحب إخوته الشيعة. نظراءه في الخَلْق والدين والمواطنة والإنسانية. لقد شبّ على كراهيتهم وكراهيّة معتقداتهم وشاب عليها. وعلى ذلك - على الأرجح - سيموت!
"أخيراً استوعب الشعب والحكومات بأن الحسينيات ما هي إلا بيوت دعارة
وزواج المتعة
نشر الأكاذيب الإيرانية
طابور خامس
نشر البدع مثل التطبير واللطم
تنظيم سياسي ضد دولهم والتبعية لإيران
جمع الفلوس وإرسالها لإيران"
ما مضى هي كلماتٌ كتبها حرفياً "شاعر الحب" صالح محمد الشاووش في مجموعة "واتس اب" تحوي شخصيات عامّة من ألوان الطيف البحريني. (لمشاهدة صور من المحادثات زر صفحتنا على انستغرام)
كان النائب السابق (ع. م) والمترشح حالياً لانتخابات العام 2022 قد أنشأ هذه المجموعة تحت مسمى "مجموعة الدائرة الأولى" كوسيلة للدعاية لنفسه ولتبادل الأفكار المتعلقة بالسباق الانتخابي في دائرته الواقعة في المحافظة الجنوبية. فاضت قريحة الشاعر الفحل في ليلة ليلاء فألقى على أبصار أعضائها تلك الكلمات الحقيرة. داعب فيديو لحادثة طائفية أمنية في دولة مجاورة دخيلته السوداء فأخرج أسوأ ما فيه: تفاهته.
لم يعتذر رغم مسارعة أعضاء في المجموعة إلى تنبيهه والخروج منها احتجاجاً على ازدراء معتقدهم. "مع الأسف أيها الأخ الشاووش ما رأيت مآتمنا أماكن للدعارة ولكن كل إناء بالذي فيه ينضح". كان هذا أحد الردود التي تلقاها. وجاءه ردٌّ آخر "عيب نشر هذه الأمور النتنة في القروبات خصوصاً أن الأعضاء من الطائفتين الكريمتين حتى لو كان الخبر منقولاً". لكن الشاووش ما ارعوى لأنه شاووش "مُشوّش".
هو "مشوّش" فعلاً إلى حدّ الفصام الذي يصلح معه أن يكون حالة عياديّة تسترعي اهتمام الطب النفسي. في تدوينة صغيرة سابقة له على حسابه في "انستغرام" كتب الشاووش "أي شعب لا يتّحد ويتشبث بطائفيته لا ينال إلا القليل القليل من مطاليبه المشروعة من سلطاته". بل أن نبذ الطائفية والفرقة كان عمود حملته الانتخابية عند ترشحه في انتخابات العام 2014. أنت لا تعرف أي "الشاووشين" الذي يكلمك حقاً؟ شاووش "الواتس اب" قليل الأدب أم شاووش "الانستغرام" الوطني والمترشح الانتخابي كامل الدسم! ألم نقل إنه يصلح أن يكون حالة عيادية!
هو يعرف تماماً أن الطائفية "كخّة" والعنصرية "كخة" وإهانة مقدّسات طائفة دينية "كخة" لكن مع ذلك يحلو له الخوض في وحلها المنتن لأنه نفسه "كخّة" في "كخة".
الثمانية عقود التي كابدها وعَصَرَ فيها التجارب عصْراً لم تعلمه كيف يحب ويكون آدمياً. كتب الأشعار والأغاني وعمل مترجماً للغة الإنجليزية وأسس فريقاً لكرة القدم لكنّ شيئاً واحداً لم يعرفه: أن يتسلّح بالمحبة. وهو لن يعرف "كيف؟" في السنوات القليلة المتبقية من عمره. أطال الله عمره.