حكومة راشد بن عبدالله تتصدر المشهد البحريني عبر معابر السفر
2022-06-27 - 11:51 م
مرآة البحرين (خاص): ذهب خليفة بن سلمان وجاء راشد بن عبدالله آل خليفة، الرأس الثاني في حكومة البحرين الآن، الرجل القوي الذي يقرر ساعة يشاء توتير المشهد وتبريده، بيده قوات القبض والتنفيذ، بيده منافذ البلاد، وبيده إصدار وثائقها الأهم ومنع إصدارها.
الرجل الذي في ذمته لوحده 38 مسجدا مهدما، واعتقال ما مجموعه عشرين ألف معتقل منذ العام 2011، وأكثر من سبعة آلاف مواطن تم توثيق تعذيبهم، والقتلى في عهده أكثر من مائة روح بريئة بينهم أطفال، هذا الرجل الآن في هذه الساعات قرر اتخاذ خطوات معاكسة للرأس الأول في الحكومة سلمان بن حمد آل خليفة، هذا يتخذ خطوات تبريد للساحة ليبنى عليها وضعا صالحاً للتفاهم، والرأس الثاني في الحكومة قرر إشعالها.
ماذا يفعل وزير الداخلية؟
راشد بن عبدالله ببساطة قرر استصحاب قرارات أزمة الكورونا التي انتهى العالم منها تقريباً، لينفذ منع سافر شامل ضد الشيعة البحرينيين المتجهين للسفر للخارج، تحت حجة إنهم متجهون لزيارة الأماكن المقدسة في إيران والعراق وسوريا.
صار الشيعي المتجه لدبي يعود خائبا من المطار لمنزله، لقد تم منعه من السفر من قبل موظف عادي هناك، ومهما حاول المواطن إفهام الموظف إنه متجه لدبي، يأتيه الجواب على شكل اتهام: لا أنت متجه إلى مدينة مشهد الإيرانية.
هكذا يتم إعادة المواطن المتجه لدبي أو للكويت وغيرهما، لأن راشد بن عبدالله قرر الآن أن أزمة الكورونا لا تزال باقية وأن السفر ممنوع خصوصا على الشيعة.
هو كذلك قرر في آخر جمعة أن يرسل عشرات من سيارات الشرطة مع سيارة مصفّحة لتكون بقرب أكبر صلاة جمعة، يحضرها الشيعة في البحرين في بلدة الدراز. لماذا سيارات الشرطة والجنود المدججون بالسلاح قرب صلاة آلاف البشر المتجهين لربهم؟
يتبادل البحرينيون عبر وسائل التواصل الآن، قصص منعهم من السفر هذا الصيف، ورغم كل محاولات الإقناع ومحاولات النقاش الجاد مع موظفي المنافذ الذين حين تنفذ حججهم أمام الحجج القانونية التي يتحدث بها المواطنون، يلجأون إلى عبارة واحدة: القرار من فوق من السلطات العليا، يسألهم المواطنون: أية سلطات بالضبط، فيردّون: وزارة الداخلية.
خسرت مكاتب السفر، وخسر مواطنون آلاف الدنانير، بدون أي ذنب، ودون مبرر قانوني أو دستوري، ورغم الأغاني الصادحة في الإعلام الرسمي عن حرية الاعتقاد والأديان في البحرين، فإن واقع البلاد الآن هو في وادي آخر، يراه الجميع بوضوح، التمييز ضد المواطنين الشيعة فاضح وعلني.
علنيّ لدرجة أن نائب كويتي سابق (فيصل الدويسان)، ناشد "إدارة المنافذ الجوية بوزارة الداخلية في البحرين مراعاة حقوق الإنسان، فلا تمنعوا شعبكم حق السفر إلى دبي بحجة الذهاب لزيارة مشهد تلكم مخالفة صريحة للبند 2 من المادة 12 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان". هكذا غرّد الدويسان.
وهكذا إذن وزارة الداخلية هي السلطات العليا، ووزيرها هو رئيس حكومة لوحده يقرر متى يشاء أن يزيد في الاضطهاد الحاصل للشيعة ويعانون منه كل يوم، من بطالة، وعدم احترام، وغياب عن كل مناحي التأثير الحقيقية في البلاد، هم محرومين من حقوقهم كمواطنين، والآن يقوم راشد بتذكيرهم برؤيته تجاههم: أنتم لستم بشراً.
وهكذا يوثق الحقوقيون المزيد من الانتهاكات، فهذا منتدى البحرين لحقوق الإنسان ينشر ما مفاده : شكى عدد من المواطنين البحرينيين إرجاعهم من المنافذ الحدودية التي في البحرين أو دبي بسبب توجههم إلى إيران لزيارات دينية بعد قرارات (غير قانونية وغير معلنة) صادرة عن الجهات الرسمية في البحرين في تعد واضح على حرية التنقل والحريات الدينية".
هل هذا كل شيء؟
لا ليس هذا كل شيء، فراشد بن عبدالله يزيد من التضييق على سجناء جوّ، هو راغب أن يتقيّح ملف حقوق الإنسان أكثر وأكثر. بدءا من قمع المحكومين الصغر في سجن الحوض الجاف، للتنكيل بالسجناء المرضى في سجن جو، وهاي هي قصة المعتقل أكبر علي تنتشر في طول البلاد وعرضها، وما يتم فعله مع المعتقل أحمد علي رحمة، والسجن محمد الخور، هذه مجرد نماذج.
أيضًا الاستدعاءات المتكررة وتركيب القضايا على آباء يطالبون بالإفراج عن أبنائهم مثلما يتم مع التربوي علي مهنّا، وآخرين من النشطاء السلميين الذين كل طموحهم الإفراج عن ذويهم.
في المحصلة، يجب أن يفهم الناس في البحرين، أن الحكومة لم تصبح برأس واحدة، وأن ثمة رأس أخرى تعود لتوريط البلاد طائفيا من جديد.. ولها القدرة على اتخاذ القرار وتنفيذه، وله القدرة على تلميع ذاته عند الأمريكيين أكثر من مسؤول آخر في هذه البلاد، أليس سفير البحرين في واشنطن هو ولده الأثير الذي كدّس خزانة أبيه بالجوائز الأمريكية.