بوكشمة: شارع الشباب ومكرمات الملك الكريم

بوكشمة - 2022-04-06 - 8:24 م


منذ تصويت شعب البحرين في فبراير 2001م على الميثاق بنسبة عالمية، بموجبه تم منح حمد بن عيسى لقب ملك البحرين، ليكون أول ملك من اَل خليفة، وبدوره كأي شخص صادق وصدوق وحافظ للعهد والعهود ضرب على صدره وقال " إن أجمل الأيام لم تروها بعد " ولذا شعب البحرين صغيره وكبيره مواليه ومعارضيه توقع أن تنهال عليه المكرمات والعطايا خصوصا وأن البحرين وضعها المالي ممتاز قياساً لعدد السكان الذي لم يتجاوز ثلاثة أرباع المليون (مع المجنسين).

وبصراحه لم يقصر طويل العمر إذ خلال العشرين سنة، قدم ثلاث مكرمات عظام يغبطنا عليها الجيران والأصدقاء ويحسدنا عليها الأعادي والبغضاء، تميزت المكرمات بالإبداع والخروج عن المألوف، فاقت ما حصل عليه جيراننا الخليجون من مكرمات جداً عادية وتافهة مثل زيادة الرواتب ومضاعفتها ومنح أراضي وبيوت نموذجية للمواطنين أو إسقاط القروض الشخصية للمواطنين وتسديد ديون التجار المعسرين أو منح مبالغ وقروض ميسره جداً للشباب لبدء أعمالهم التجارية أو زيادة المنح المالية الشهرية لكبار السن والمطلقات والأرامل واليتامى وذوي الاحتياجات الخاصة (تفوق رواتب موظف جامعي بحريني) وزيادة المبتعثين للدراسة بالخارج وزيادة مخصصاتهم المالية لإسقاط فواتير الكهرباء والماء إن وجدت.
أبو كشمه يؤكد أن كل ذكره هي أمور اعتيادية وتتعلق بشكل أساسي بتحسين أوضاع المواطن المادية والمعيشية، ولكنها لا تمس السمو العقلي والوجداني وتفتقد إلى الإبداع والتفكير خارج الصندوق مقارنة بمكرمات فلتة زمانه الملك الكريم والرحيم الذي يفضل شعبه حتى على نفسه وعلى أبنائه!
أول الغيث كان 2004 م إذ لم يتأخر الملك الفلتة عن وعده إذ تم منح الشعب هدية عظيمة لا يشق لها غبار، وهي عبارة عن نافورة عملاقة وسط البحر وتحديداً بين الجسرين اللذين يربطان جزيرة المحرق بالمنامة، ولكبر المكرمة غاصت النافورة خجلاً وامتناناً في أعماق البحر تم بذل مبالغ طائلة لكي تنهض النافورة مرة أخرى وخصصت لها مبالغ الفلكية لصيانتها ورغم ذلك أبت إلا أن تغوص للأبد في الأعماق. ولكن لماذا غاصت؟
أبو كشمه يقول لو عرف السبب لبطل العجب فهذا الغوص الأبدي بسبب الغيرة الشديدة من المكرمة الثانية التي ليس لها مثيل لا في مشارق الأرض ولا مغاربها ونقصد بها مكرمة صرح الميثاق العملاق الذي نفذته في العام 2012م شركة زخريادس، وهي شركة مساهمة بين أهل المحرق وسترة ورغم أن 94,8% من الشعب لم يرَ هذا الصرح إلا أنهم حبوه عمياني، وانهالت الدعوات والصلوات للملك الكريم الرؤوف المحب، على هذه المكرمة التي تمت بمرسوم ملكي وتشكيل هيئة عليا جلها من الشيوخ ولتقدير الأهمية تم تعين مدير شيخ ابن شيخ وتحت تصرفه كوكبة من الموظفين المخلصين.
ولم يكد الشعب يستوعب وينهل من المكرمة السامية حتى تكرم جلالته بالمكرمة الثالثة بعد عشر سنوات وهي عبارة عن إطلاق اسم (شارع الشباب) على أحد الشوارع بالمنطقة التعليمية. هذا الشارع سوف يسد شغف الشباب البحريني بالتحصيل العلمي ومواصلة دراسته العليا، لكي نراه عند التخرج يبيع سنبل وحب شمسي في الشوارع وكب كيك في البيوت بينما الوظائف العليا يستولي عليها الضيوف الأجانب (أكثر من 70% من الرواتب العليا في القطاع الخاص ذهبت للأجانب بينما اكتفى الشباب البحريني ب30%). هذا عدا الهدايا التي يقدمها أبناء الملك خاصة ميداليات نصور المعجزة في الرياضات الغريبة بمشاركة رياضيون أشكالهم وأسماؤهم غير شكل ولا ننسى هدية رمضان هذا العام المقدمة من قواطي الحكومة بخصوص قانون التقاعد.
هذه المكرمات لا ينكرها إلا جاحد وحاقد ورافس للنعمة ونكار لها. الآن كل شعب البحرين يتطلع للمكرمة الملكية الجديدة خلال العشر سنوات القادمة مستذكرين شعر المتنبي " على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرم المكارم".

* "بوكشمة" رجال عادي وبسيط، عقله حصيف وقلبه نظيف وضميره عفيف، يشعر بالغصة وتخنقه العبره لما آل إليه حال بلاد المليون نخلة.