المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: الإجراءات العقابية ضد الخواجة قد ترقى إلى القتل البطيء

المعتقل البحريني عبد الهادي الخواجة (أرشيف)
المعتقل البحريني عبد الهادي الخواجة (أرشيف)

2022-04-04 - 12:34 م

مرآة البحرين (خاص):

أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء وضع سجين الرأي عبد الهادي الخواجة بعد أن فرضت إدارة السجن في البحرين بحقه سلسلة من الإجراءات العقابيّة كان آخرها حرمانه من الاتصال بعائلته الأسبوع الماضي.

وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان أصدره يوم أمس الأحد، إنّ إدارة سجن جوّ منعت الخواجة في فبراير/ شباط الماضي من تلقي الرعاية الصحية، بما في ذلك المواعيد الطبية الخاصة بمتابعة حالة عينه اليمنى، بالإضافة إلى حرمانه من العلاج الذي كان يتلقاه للتخلص من آثار التعذيب الذي تعرض له في داخل السجن.

ونقل المرصد عن ابنته مريم الخواجة قولها إنّ "السّلطات البحرينية واصلت تطبيق إجراءات عقابية بحق الخواجة إذ أبلغ عائلته خلال الاتصال الهاتفي الأخير في 30 مارس/آذار الماضي أنّه لن يُسمَح له بإجراء مكالمات هاتفية بعد الآن".

وأكّد المرصد أنّ "عزل الخواجة عن العالم الخارجي وإهمال تقديم الرعاية الطبية اللازمة له بشكل متعمد قد يشير إلى نوايا خطيرة يُمكن أن تصل إلى القتل البطيء"، فهو يعاني من عدد من الأمراض، الّتي قد يؤدي تفاقمها إلى الخطر المحدق على حياته، كما أن قطع الاتصال عنه سيساهم في إخفاء تطورات صحته الجسدية والنفسية، ويمكّن السلطات من مواصلة سياستها المشينة تلك.

وترى مريم الخواجة أن السّبب وراء اتخاذ تلك الإجراءات هو أن الخواجة أطلق في ساحة السجن هتافات مناصِرة للفلسطينيين، كما ندّد بالسّياسات الإسرائيلية، وذلك في فبراير/شباط الماضي.

ويواجه الخواجة منذ اعتقاله تدهورًا في حالته الصحية  نتيجة لتعرضه للتعذيب، في سياسة إهمال طبي قال المرصد إنّها "تبدو متعمدة"، إذ إنّ إدارة السّجن تؤخر أو تلغي مواعيده الطبية حتى العاجلة منها، وتحرمه من الحصول على نسخة من سجلاته الطبية، وتمنع عنه في بعض الأحيان المستلزمات الطبية للتخفيف من ألمه. وهو لا يستطيع النوم بشكل طبيعي بسبب الإصابات التي يعاني منها في أجزاء مختلفة من جسده، كما أنّه من المحتمل أن يكون مصابًا بمرض الجلوكوما الذي يُهَدّد بإصابته بالعمى. 

ولفت المرصد إلى أنّ قضية الخواجة مثال على الانتهاكات الواسعة داخل السجون في البحرين، وبشكل خاص في سجن جو، إذ توفي السجين السياسي عباس مال الله في أبريل/ نيسان 2021  داخل السجن بسبب الإهمال الطبي، وفقًا لما أكده نشطاء محليون. وأعربت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في الشهر ذاته عن "انزعاجها من استخدام القوة غير الضرورية وغير المتناسبة من قبل قوات الشرطة الخاصة لتفكيك اعتصام سلمي في سجن جو، ودعت إلى "إجراء تحقيق شامل وفاعل على الفور في القمع العنيف للاعتصام".

ودعا المرصد الأورومتوسطي السلطات البحرينية إلى توفير الرعاية الطبية للمعتقل عبد الهادي الخواجة بشكل فوري من دون أي تأخير، وإلى تمكينه من ممارسة حقوقه كافة، وخاصة الاتصال بعائلته، والحصول على سجلاته الطبية التي قد تساعد في توفير الرعاية الطبية اللازمة لحالته.

ودعا المرصد الأورومتوسطي المقرر الأممي الخاص المعني بمسألة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة إلى زيارة البحرين لتقصي الحقائق، والاطلاع على الانتهاكات التي يتعرض لها معتقلو الرأي داخل السجون، وتقديم تقرير بهذا الشأن إلى مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة للأمم المتحدة، من أجل الضغط على السلطات البحرينية لوقف تلك الانتهاكات.

وكانت السلطات البحرينية اعتقلت "الخواجة" في العام 2011 بعنف، ما تسبب بغيابه عن الوعي، وكسور في وجهه، كما تعرض للتّعذيب الجسدي في داخل السّجن، وتدهور الرؤية في عينه اليمنى، كما حكمت عليه في يونيو/ حزيران من العام نفسه بالسجن المؤبد على خلفية نشاطه الحقوقي، ومشاركته في الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد.