فاطمة قاسم: لماذا البحرين محطة استراتيجية للتصدي لإيران؟

ولي العهد ملتقيًا رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت
ولي العهد ملتقيًا رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت

فاطمة قاسم - 2022-02-19 - 12:17 م

(كيباه) قبعة دينية وغطاء رأس تقليدي يهودي يرمز إلى الصهاينة الأكثر تطرفاً وتعصباً وعدائية وشغفاً في التوسّع، لهذا يتباهى رئيس الوزراء الإسرائيلي واليميني المتطرف (نفتالي بينيت) بارتدائه الكيباه، وهو المعروف بتعصبه لليهودية.

نفتالي بينيت وهو الشخصية الموصوفة بالانتهازية والبراغماتية، أبى زيارة البحرين للمرة الأولى في التاريخ كرئيس حكومة إسرائيلي إلا (والكيباه) تفترش رأسه.
رافقت الكيباه نفتالي في جولاته المكوكية منذ أن وطأة قدماه أرض مطار البحرين الدولي وصولاً إلى اجتماعه بالملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصره بمنطقة الصخير مروراً بلقائه نظيره ولي العهد سلمان آل خليفة الذي استقبله على وقع عزف النشيد الإسرائيلي الأمل (هتكفا) مصحوباً بعرض عسكري. عداء نفتالي المتطرف ضد إيران
سار نفتالي المتطرف برفقة قبعته الكيباه الى داخل قصر ولي العهد وكأنّ عينيه تشخصان باتجاه الدولة المحاذية إيران التي يكن لها العداء.تخشى اسرائيل من إيران ونفوذها الإقليمي ومن قدراتها العسكرية والنووية .
لجأت اسرائيل إلى الخليج الذي يشكل لها عمقاً إستراتيجيا" لبلوغ أهدافها بعيدة المدى ضد إيران وهذه المرة من البحرين التي أريد لها أن تكون منصة قريبة ومحطة لاستهداف إيران وزعزعة استقرارها وأمنها.
تفقد زيارة (نفتالي) سمة العلاقات الثنائية المتوازية وإن حاول الطرفان الترويج لتعاون اقتصادي وتعزيز العمل المشترك، حيث إن آفاقها استراتيجية - أمنية، وفق التحليلات العسكرية، وهذا ما كشفه نفتالي خلال حديثه مع صحيفة الأيام عن أن الكيان الإسرائيلي والبحرين تتعاملان مع تحديات أمنية كبيرة تتبع من ذات المصدر الا وهي الجمهورية الإسلامية في إيران .
ربما يتساءل البعض لماذا اختار الكيان الإسرائيلي البحرين منصة لاستهداف ايران وليست دولة الإمارات المطبعة معه؟
على الرغم من كل التسهيلات التي قدمتها حكومة الإمارات لإسرائيل إلا أنها لم تفلح في إرضاء رغبات الكيان الميدانية وطموحات رئيس حكومته المتطرف والذي عمل خلال زيارته للبحرين على توسيع آفاق فضائه العسكري وزَج بالمنامة في عمق هذا الفضاء.
ينظر نفتالي إلى البحرين بعد زيارته من منظور التابع لكيانه عسكرياً وأمنياً خاصة بعد تقديمها السيادة البحرية كعربون محبة لإقامة قاعدة عسكرية إسرائيلية متمركزة بشكل مادي وموضوعي.
الخريطة الجغرافية توضحّ، تبعد القاعدة العسكرية الإسرائيلية عن إيران مسافة 220 كيلومتر وفيها ستزرع منظومة صواريخ باتريوت، وزوارق بحرية مسيرة وأحدث التقنيات الأمنية وأجهزة تجسس تراقب عن بعد، وذلك من أجل ضرب ايران وتهديد أمنها متى حصلت الحرب المرتقبة.
وكما الاحتلال البحري الإسرائيلي للمياه البحرينية كان الاحتلال الجوي لمطار البحرين حيث تعقد مباحثات تجارية مع (ملكا-أميت Malca-Amit) وهي شركة شحن ولوجستيات اسرائيلية متخصة في نقل وتخزين البضائع الثمينة.
هذه هي قواعد استراتيجية العداء الإسرائيلية الجديدة ضد إيران من داخل البحرين، في أكبر خرق للمنطقة التي منيت بخسارة فادحة معنويا، نتيجة بيع العائلة الحاكمة السيادة لإسرائيل وتحويل أرضهم إلى منصة إسرائيلية لاستهداف دولة اقليمية وجارة اسمها (إيران) وهنا تبدأ القصة.

*صحفية لبنانية.