من يعادي من؟ نماذج من عداء النظام البحريني للبنان شعبًا وأرضًا

قاد حزب الله تحالفاً سياسياً حصد أعلى الأصوات في الانتخابات الأخيرة، وهو ممثل في الحكومة اللبنانية منذ العام 2005 حتى اليوم
قاد حزب الله تحالفاً سياسياً حصد أعلى الأصوات في الانتخابات الأخيرة، وهو ممثل في الحكومة اللبنانية منذ العام 2005 حتى اليوم

2021-12-16 - 6:11 م

مرآة البحرين (خاص): في الحد الأدنى فإن طريقة تعامل رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي أمام ما يطال بلاده وشعبه من بعض الدول الخليجية، هي طريقة غير مشرّفة، فالرجل يكاد يقبّل أقدام مشايخ الخليج علنا.

البحرين بها نظام يمتهن توتير وشحن أجواء المنطقة منذ زمن ليس بالقليل، تم استخدامها في مشاكل متعددة مع إيران، وكانت هي نقطة انطلاق حصار قطر عبر اتهام الأخيرة بالتدخل في شؤونها الداخلية، الأكثر أن البحرين دعمت علنًا اعتداءات إسرائيلية ضد لبنان البلد العربي وضد أرضه وناسه.

واللافت في الأمر إن ما تعتبر إساءات بحق البحرين، والتي تصدر من لبنان، هي خطابات سياسية مصدرها أحزاب، سياسيين (ليس لهم صفة رسمية)، صحفيين أو معارضين بحرينيين، بينما في الطرف المقابل فإن كل ما تصدر من خطابات معادية من البحرين تجاه لبنان، مصدرها مسؤولون أبرزهم وزير الخارجية البحريني الذي يرأس دبلوماسية بلاده ويمثلها بشكل رسمي.

ليس سرا اتهام البحرين المعارضة لديها بالانتماء لحزب الله، وربط أي فعل في البلاد بتدريبات تتلقاها المعارضة في لبنان، لكن اللافت إن البحرين تخطت هذه التصريحات المعتادة منذ التسعينات إلى خطاب كراهية تجاه لبنان بشكل عام، وخطاب حب وود تجاه «إسرائيل» عدو لبنان الأول الذي يحتل جزءاً من أراضيه (وفق ما تقول الأمم المتحدة) وقتل الآلاف من مواطنيه منذ الأربعينات حتى اليوم.

وعلى الرغم من أن حزب الله يعتبر أكبر حزب لبناني من الناحية العددية، ويقود تحالفاً يمتلك أكبر كتلة برلمانية، وهو ممثل في الحكومة بعدد من الوزراء، ويمثل الطرف الأهم في الدولة اللبنانية، إلا أن كل ذلك لم يمنع البحرين من مهاجمته وسيق الاتهامات له، دون اكتراث لما يمثل ومن يمثل.

مع اندلاع الاحتجاجات في البحرين، عادت الحكومة إلى اسطوانتها المشروخة واتهمت حزب الله بدعم المعارضة، لكن اللافت كان إقدامها في مارس 2016 على إبعاد عشر عائلات لبنانية مقيمة عن البلاد بتهمة دعم حزب الله، وهي الفترة ذاتها التي تم فيها إدراج حزب الله على لائحة إرهاب خليجية، وبحرينية أيضاً، بل لم يخف وزير الخارجية البحريني مساعي بلاده لإقناع دول أخرى بوضع حزب الله على لوائح الإرهاب.

ولاحظنا كيف أن البحرين كانت تسارع إلى الترحيب بإدراج حزب الله على لوائح الإرهاب، أكان القرار صادراً عن دولة لها تأثير مثل بريطانيا، أو دول ذات تأثير محدود في المنطقة أو العالم ويكاد لايذكر مثل الأرجنتين.

لكن البحرين انتقلت من مهاجمة حزب الله إلى استهداف لبنان كدولة، بحجة أن لبنان بات تحت السيطرة التامة لحزب الله وفق ما ذكر وزير الخارجية البحريني في تصريح له أواخر العام 2017.

في العام 2018  عبر وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة، عن دعمه لعملية اسرائيل لكشف وتدمير أنفاق المقاومة اللبنانية على الحدود مع فلسطين المحتلة.

قال الوزير ما نصّه "أليس قيام حزب الله الإرهابي بحفر الأنفاق عبر حدود لبنان هو تهديد صريح لاستقرار لبنان وهو شريك الحكم فيه؟ من يتحمل المسؤولية حين تأخذ الدول المجاورة على عاتقها مهمة التخلص من هذا الخطر الذي يهددها؟".

في العام 2019 أعلنت المقاومة اللبنانية تدمير آلية عسكرية إسرائيلية في منطقة أفيفيم قرب الحدود الجنوبية للبنان، عاد نفس الوزير البحريني ليكتب التالي "اعتداء دولة على أخرى شيء يحرمه القانون الدولي. ووقوف دولة متفرجة على معارك تدور على حدودها وتعرض شعبها للخطر هو تهاون كبير في تحمل تلك الدولة لمسؤولياتها".

إنه من المثير للسخرية حقاً أن تتهم البحرين لبنان بالإساءة إليها، فيما وزير خارجيتها ذات يوم وصف أمين عام حزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله بـ "المجرم" دون اكتراث لما يمثل هو وحزبه في لبنان، وأشاد بالمجرم القاتل شيمون بيريز واصفاً إياه بـ "رجل السلام" على الرغم من أنه قاد إسرائيل في الحرب على لبنان عام 1996 (عناقيد الغضب)، وأشرف على مجزرة قانا القاسية التي خلفت ما لا يقل عن 250 ضحية بين شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء.