موقع فايس: البحرين تشيّد كاتدرائية ضخمة لكنها ترفض إعادة بناء مساجد الشيعة

صوفيا سميث جالر - موقع فايس - 2021-12-15 - 5:11 م

ترجمة مرآة البحرين

افتتحت البحرين الكنيسة الكاثوليكية الأكبر في شبه الجزيرة العربية، وهي الكاتدرائية الجديدة الأولى التي يتم بناؤها في المنطقة منذ 60 عامًا.

وكُرّسَت كاتدرائية ماري سيدة العرب يوم الجمعة في منطقة العوالي، على مسافة 16 ميلًا جنوب العاصمة المنامة، وقد شاهد 1400 شخص الحفل عبر الإنترنت بسبب القيود المفروضة بسبب جائحة الكورونا، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الكاثوليكية Crux.

وتسعى البحرين إلى تقديم نفسها كمركز للتسامح الديني - كما تفعل دول خليجية أخرى، مثل الإمارات العربية المتحدة - لكن جماعات حقوق الإنسان انتقدت استمرار سوء معاملة الغالبية الشيعية في البلاد.

تم بناء الكاتدرائية بعد أن تبرع الملك حمد بن عيسى آل خليفة بالأرض للجالية الكاثوليكية في العام 2013.

ومن بين 2.5 مليون كاثوليكي في شمال شبه الجزيرة العربية،  فإن الغالبية العظمى من الكاثوليك هم عمال أجانب من دول مثل الهند والفيليبين وسريلانكا ولبنان والدول الغربية.

لكن كثيرين آخرين ينتقدون معاملة البحرين للغالبية الشيعية من السكان في ظل الحكم الملكي السني. لا إعلام مستقل أيضًا في البحرين، وقد تعرضت لانتقادات من قبل منظمة العفو الدولية في العام 2020 بسبب المحاكمات الجائرة للمنتقدين والاحتجاجات.

وقد شهدت انتفاضة العام 2011 في البحرين، التي اندلعت بسبب الربيع العربي، هدم الحكومة لـ 38 مسجدًا شيعيًا. وعلى الرغم من تعهدها بإعادة بنائها كلها، إلا أنّ الحكومة لم تنفذ ذلك التعهد بعد.

وتقول سلمى الموسوي، وهي رئيسة قسم الشؤون القانونية في منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية، إنّه "في كل عام، هناك مرات يصلي فيها [أفراد] على أرض هذه المساجد المدمرة، وينتهي الأمر باستدعائهم وإجبارهم على توقيع تعهدات بعدم تكرار ذلك".

وأضافت زميلتها، جويل عنيسي، أنّ "المساجد التي أعيد بناؤها  بُنِيَت من قبل المجتمع نفسه بشكل أساسي. ولا تتم صيانة الكثير منها بشكل صحيح. عندما يتعلق الأمر ببناء الكاتدرائية، فإنهم يتخلون عن مسؤوليات أخرى باسم الدفع نحو هذا التسامح ".

وكانت مجموعة من خبراء حقوق الإنسان المستقلين في الأمم المتحدة أعربت في العام 2016 عن قلقها البالغ إزاء "المضايقات المنهجية" للسكان الشيعة، الذين يُستَهدَفون غالبًا [على خلفية] "التحريض على كراهية النظام" و "التجمعات غير القانونية". وقد اعتبرتها "اتهامات زائفة تستخدم لإخفاء الاستهداف المُتَعمّد للشيعة في البلاد ".

وفي أغسطس/آب من العام الحالي، أصدرت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين تقريرًا يتعلق بشأن كيفية إصدار الحكومة للإجراءات الصحية الخاصة بـفيروس الكورونا قبل يومين من بدء شهر محرم  الذي يحييه الشيعة بمواكب يُسَيّرونها في الشوارع لإحياء ذكرى معركة كربلاء التي قُتِل فيها الإمام الحسين بن علي، حفيد النبي محمد

ومن بين القيود تقليص عدد الأشخاص  المسموح لهم بالمشاركة في المواكب، والطلب من المواطنين إزالة الرايات السوداء من على أسطح منازلهم، واعتراض رجال الأمن لمواكب الحداد لمطالبة المشاركين فيها بإبراز بطاقات الهوية.

وتمّ توجيه عدد من الاستدعاءات إلى المعزين والقراء الذين شاركوا في المواكب، أو الذين رفعوا الأعلام فوق منازلهم.

وتوضح الموسوي أنّ "هذا ما يحدث منذ  العام 2011" مضيفة "لقد حولوا عاشوراء ومحرم إلى فرصة لممارسة سياسة عقاب جماعي ضد الأفراد الشيعة من خلال فرض القيود على الدين".

في الوقت نفسه، سمحت [السلطات] بإقامة مباريات كرة السلة الوطنية من دون قيود متعلقة بفيروس الكورونا - بالإضافة إلى مهرجان "أونام" الهندي، الذي تحتفل به الجالية الهندية في البحرين. وتمّ تصوير ابن الملك وهو يشارك في المهرجان وسط حشود كبيرة، لم يرتدِ أي منهم أقنعة أو يلتزم بالإجراءات الصحية لفيروس الكورونا.

لم تردّ الحكومة البحرينية على طلبات التعليق على تقرير منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين، أو على تعهدها بإعادة بناء مساجد الشيعة.

وفي مكان آخر في المنطقة، تبني الإمارات المعبد الهندوسي الأول في البلاد، ومن المرجح أن ينتهي العمل فيه بحلول العام 2023. وكانت [الإمارات] قد احتفلت في العام 2019 بعام التسامح، والذي أصبح فيه البابا فرانسيس أول بابا في التاريخ يزور البلاد ويؤدي قداسًا في شبه الجزيرة العربية.

ويجري أيضًا بناء معابد يهودية، إذ انفتح الخليج على التقاليد الدينية اليهودية منذ اتفاقيات أبراهام، وهي سلسلة من الاتفاقات أدّت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين.

في سبتمبر/أيلول، استضاف كنيس يهودي جُدِّد مؤخرًا في البحرين الصلاة اليهودية العامة الأولى في البلاد منذ العام 1947 الذي شهد، خلال اشتباكات في بداية الصراع العربي الإسرائيلي، تدمير الكنيس اليهودي الوحيد في البحرين.

النص الأصلي