أين مصرف البحرين المركزي عن عُملة محمد العرب الوهمية؟

محمد العرب (وسط) وشريكيه فهد فقيه (يمين) ويوسف حاجي (يسار)
محمد العرب (وسط) وشريكيه فهد فقيه (يمين) ويوسف حاجي (يسار)

2021-12-01 - 9:32 ص

مرآة البحرين (خاص): قد لا يكون غريباً الآن أن يسأل أحدنا: هل يوجد في البحرين بنك مركزي؟ وهل هناك إدارة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي؟
إذا كانت بلادنا تملك مصرفا مركزيا وإدارة في وزارة الداخلية تخص الأمن الاقتصادي، فكيف لتافه مثل محمد العرب أن يفعل ما يفعله؟
كيف له أن يصدر عملة رقمية ويروج لها عبر برنامج التيك توك من البحرين؟ يخبر الناس الذين نَصَبَ عليهم إنها عملة مرخصة في البحرين والإمارات، ويحصل على الملايين بعدها.
أين راشد المعراج وابتسامته الباهتة؟ وأين بسّام المعراج الذي صدّعنا الذباب الإلكتروني ببطولاته؟
أثبت المصرف المركزي فشله وفساده، ليس الآن، بل منذ زمن بعيد، يكفي أن نعرف أن أول رئيس تنفيذيّ لبنك رقمي (يعمل عبر تطبيق في الهواتف المحمولة) في البحرين وهو بنك "إلى" التابع لبنك ABC، هو شاب صغير اسمه محمد المعراج، نعم إنّه نجل محافظ البنك المركزي راشد المعراج.
المصرف الذي أعطاه القانون حق المصادقة على أعضاء مجالس إدارة البنوك، حتى صار يرفض تعيين هذا لـ «قلة الخبرة»، وذاك لـ «تواضع المؤهلات»، يمر عليه تعيين رئيس بنك بمواصفات نجل المعراج مرور الكرام!
نموذج آخر، هو منصة شركة "رين" التي هي أول منصة مرخصة في البحرين لتداول وحفظ الأصول المشفرة والعملات الرقمية، وهي مرخصة من مصرف البحرين المركزي، يقودها شاب صغير آخر هو محمد خالد عتيق، أبوه هو المدير التنفيذي السابق للرقابة المصرفية في بنك البحرين المركزي، الرئيس التنفيذي الحالي لبنك الأسرة، وله عضويات أخطبوطية في إدارات شركات مالية كثيرة.
لا ينتظر أحد تبريرا لتلك التعيينات أو كيف مرت، لكن الكثير وأولهم من استثمر في عملة العرب ينتظر من المحافظ المعراج الإجابة على التساؤلات: هل أقرت البحرين تشريعات تخص إصدار العملات المشفرة ومبادلتها بالدينار أو أي عملة نقدية أخرى؟ وهل رخّص البنك المركزي لعملة حزم التي تاجر بها العرب أم لا؟
إذا كان الجواب بنعم، فبموجب أي قانون وما هي إجراءات حماية المستثمرين؟ وأين هي الرقابة التي يفترض أن يقوم بها المصرف المركزي؟ ومن هو محمد العرب وما خبراته ليفتح مؤسسة مالية باسمه؟ وما هي الضمانات التي يملكها مؤسسو العملة الرقمية حزم؟ وهل يحق لأي مواطن في البحرين إصدار عملة رقمية؟، أليس إصدار العملات من صلاحيات المصرف المركزي حصرا؟ ماذا يقول الدستور والقانون البحريني في هذا الشأن؟
أما عن إدارة الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والالكتروني، فصحّ النوم!
ألم تصدروا بيانا في شهر مايو الماضي تحذرون المواطنين فيه من شركات تداول واستثمار وهمية؟، ألم يكن محمد العرب من بينها؟ أم أنّه مصرفّي مُرخص مكتمل الأركان؟
لا حاجة لأن يصلكم عنه بلاغ من أحد، فها هو شقيقه يرفع عليه قضية أمام المحاكم، ويفضي ببعض التفاصيل وقد نشرتها الصحافة، إنها عملية احتيال ونصب، وها هم الضحايا الذين تم النصب عليهم يعلنون شكواهم في كل مكان، إن أصحاب عملة حزم الصادرة من المنامة سرقوهم، فهل اقتصاد البحرين والثقة به ستزداد بعد عمليات الاستثمار الوهمي هذه؟
كوميديا سوداء تخترق واقعنا كأمر طبيعي، حيث إن عُملة حزم الرقمية الوهمية أصبحت هي الراعي الرسمي لفريق نادي الحد لكرة الصالات، وغدًا ربما نراها الراعي الرسمي لسباق الفورمولا.
يبدو إنّ العميد بسّام المعراج محتار "وعامل نفسه ميّت"، نعم "اعمل نفسك ميّت" يا معراج، فلعل الدهن يصب في (مَكَبَتك) أنت أو رشيد، فكلاكما ياسبحان الله من نفس العائلة أيضا!
المحامي عبدالله هاشم غرّد عبر "تويتر" قائلاً "النَصاب فيلم بحريني بدأ إنتاجه في 2011، ممثليه زمرة التحفت بمفهوم زائف للوطنية جوهرها الارتزاق والمداهنة، حصدوا العطايا والأوسمة وانتحلوا الأسماء من هذه الزمرة من قضى ومنهم من تنتظره المزبلة".
بين راشد وبسّام المعراج، مثال يلفتنا إلى أن المحسوبية وتوريث المناصب لا يسري فقط على حكم البلاد، بل يسري على حُكم قطاعات اقتصادية وأمنية ومهنيّة في البلاد، أصبح ابن الضابط ضابطا، وابن القاضي قاضيا، وابن المصرفيّ مصرفيّا، ونجل الطبّال طبّالا، وعلى سبيل المثال لا الحصر: نبيل الحمر جلب ابنه راشد الذي لا يفقه حرفا في الصحافة والإعلام ليصبح نائبا لرئيس جمعية الصحفيين.