حين تخلت الرياض وأبوظبي عن المنامة لصالح الدوحة

من اليمين مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني - 16 سبتمبر 2021
من اليمين مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني - 16 سبتمبر 2021

2021-10-07 - 12:07 م

مرآة البحرين (خاص): كشف الوثائقي الذي بثته قناة الجزيرة الأسبوع الماضي الذي تناول اعتقال الأطفال في سجن الحوض الجاف (برنامج المسافة صفر)، واستمرار التراشق الإعلامي بين الدوحة والمنامة، حقيقة ظلت ثابتة منذ اتفاق العلا، مفادها أن الدوحة لا ترغب في ترميم علاقتها مع المنامة، أو على الأقل تريد تدفيع البحرين ثمناً باهضاً لقاء تصدرها المشهد إبان المقاطعة الرباعية التي استمرت لفترة ليست بالقصيرة.

وتؤكد الصورة التي انتشرت مؤخراً في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تجمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى جانب أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني ومستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد آل نهيان المشكلة العميقة والتي يبدو أنها ستطول بين البحرين وقطر.

لاشك أن ما يجمع أسرة الحكم القطرية بنظيرتها البحرينية هي أكثر بكثير مما يجمعها مع أسرة الحكم السعودية والإماراتية، فالعلاقات والمصاهرة وحتى الاعتماد على القبائل ذاتها في الدولتين، إضافة إلى الحقيقة التاريخية التي تحكي مجيء آل خليفة من الزبارة للبحرين، كان بإمكانها أن تكون نقاط التقاء مع الجار القطري، إلا أن البحرين قررت أن تخاصم قطر، وقدمت سوء النية دائما في تعاملها الدوحة.

لقد لعبت البحرين دور رأس الحربة في المقاطعة الأخيرة لقطر، ولربما كانت البحرين مجبرة على لعب هذا الدور بطلب إماراتي سعودي آنذاك، لكنها ذهبت بعيداً، أبعد بكثير مما طلب منها في العداء مع قطر، وهو ما أغضب الجار القطري الذي قرر معاقبة البحرين بعد قمة العلا التي شهدت عودة سريعة للعلاقات القطرية السعودية.

نعم إن قطر كانت بحاجة للسعودية ولم تخف ذلك يوماً، لكنها عاملت الإمارات كـ "ند" ورفضت فكرة الذهاب لأبوظبي من أجل ترطيب العلاقات. ما حدث كان رغبة إماراتية لطي الخلاف خصوصاً مع الخطوات السريعة التي كانت تقوم بها السعودية تجاه قطر. وقد أوكلت أبوظبي المهمة لمستشار الأمن القومي طحنون بن زايد، الذي زار الدوحة واجتمع بأميرها لتذويب الخلاف ومحاولة حل المشاكل العالقة وإن بشكل تدريجي.

إلا أن قطر عبرت بشكل غير مباشر إلى عدم رغبة في طي الخلاف مع البحرين، لقد رفضت الاستماع لنداءات الاستجداء البحرينية بالحوار، مرات ومرات، بل لم تكتف بالتجاهل، وواصلت تغطياتها للأوضاع السياسية في البحرين عبر منصتها الأبرز والأقوى (قناة الجزيرة).

حاولت البحرين لعب دور الند لقطر، وفتحت المجال لصحيفة الوطن وتلفزيون البحرين لمهاجمة قطر وفتح ملفها الحقوقي. إلا أن هذه البرامج لم تقابل إلا بالتندر والفكاهة، لضعفها وركاكتها.

بيد أن الصورة الأخيرة لقيادات الدول الثلاث وبملابس غير رسمية، ألقت بأثرها البالغ على البحرين التي بدت في حيرة من أمرها.

حزم ملك البحرين حقائبه، وذهب مسرعاً إلى مصر في زيارة خاصة، لم يعرف لها جدول أعمال حتى للتغطية على غياب البحرين عن مثل هذه اللقاءات الرسمي منها وغير الرسمي.

تشعر البحرين بأن الرياض وأبوظبي تخليتا عنها، لكنها لا تستطيع أن تعبر عن امتعاضها من الأمر، وكيف لها ذلك وهي التي ظلت تستنزف منهم المليارات لدعمها في قمع شعبها على مدى عقد كامل، وباتت تعتمد على دعم الدولتين بشكل رئيسي.

لقد قررت البحرين منذ 2011 التخلي عن سيادتها، مقابل حفنة من الدنانير، وباعت قرارها السيادي للرياض وأبوظبي، وهي تدفع اليوم ثمن تلك الخطوة التي لم تقم بها إلا لمواجهة شعبها ومحاربته والزج به في السجون.