الشيخ عبداللطيف المحمود و"روزنامة الزبارة والبحرين": كيف أكل الدين حمار السياسة؟
2021-08-03 - 12:58 ص
مرآة البحرين (خاص): علل فضيلة الشيخ عبداللطيف المحمود الرئيس السابق لتجمع الوحدة الوطنية ونائب رئيس اللجنة العليا للتقويم البحريني في تصريح إصدار التقويم البحريني الجديد لعام 1443هـ باتبّاع منهجية "روزنامة الزبارة والبحرين" قائلا إن ذلك "تم وفق المعايير الشرعية".
فعلى من يضحك بهذا الكلام؟
يعرف البحرينيون أن إصدار الروزنامة المذكورة يأتي في إطار خلاف سياسي متفاقم مع قطر وتراشق إعلامي بين الدولتين ينخرط فيه كل الإعلام الحكومي البحريني، كما أبرز مسؤولي السلطة والعائلة الحاكمة، مثل مستشار الملك للشؤون الدبلوماسية ووزير الخارجية السابق الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة الذي صرح في 30 يوليو/ تموز 2021 بأن "الزبارة أهلها بحرينيون شاء المدعون أو أبوا" وأن "لأهل البحرين فيها حقوق لن تضيع". ومثل المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة الذي صرح في 2 أغسطس/ آب 2021 بأن التوجيه الملكي لإصدار الروزنامة بهذه المنهجية "يدلل على الامتداد التاريخي والطبيعي للزبارة كعاصمة أولى للدولة الخليفية العريقة وترسيخ الازدهار المعرفي الذي تميزت به الزبارة إبان تأسيسها في العام 1762 وصولاً إلى العهد الزاهر لصاحب الجلالة الملك".
إن السياق السياسي و"الخصامي" لإصدار الروزنامة واضح تماماً وحاضر بقوة، ولا يمكن خداع البحرينيين أو التذاكي عليهم بشأنه؛ ومع ذلك يريد الشيخ المحمود إقناعنا بأن ذلك قد "تم وفق المعايير الشرعية". نعم، هي "معايير شرعية" ولكنها معايير فقهاء السلطان أولئك الذين تدور أطرافهم وألسنتهم أينما دار أهل الحكم والسياسة.
تظهر الروزنامة بوضوح حجم الاستغلال السياسي للدين وتطويعه لخدمة أغراض سياسية فهي ستؤدي إلى اختلاف التوقيت المحلي لصلاة العشاء بنحو 14 دقيقة عن توقيتها السابق (في 21 مارس و22 سبتمبر) وباختلاف 7 دقائق (في 9 أغسطس)، كما أوضح ذلك رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة. كما سيؤدي أيضاً إلى إضافة ما بين دقيقة إلى دقيقتين إلى توقيت صلاة الظهر بعد أن أصبح التقويم الجديد يعتمد وقت صلاة الظهر عندما يقطع كل قرص الشمس خط الزوال وليس عندما يعبر مركز القرص الخط كما في السابق. والحال فقد تغيرت مواقيت صلاة المؤمنين؛ بل طائفة كاملة، لأن شخصاً ما في العائلة الحاكمة البحرينية قرر أن يعبث في التقويم المحلي رداً على ما يعتبرها "إساءات" لقناة الجزيرة والإعلام القطري. فعن أي "معايير شرعية" يتحدث فضيلة الشيخ المحمود!
يخبرنا المحمود بأن الروزنامة "جمعت بين المنهجية وعلم الفلك الحديث"، وما هذا إلا تلبيس وافتئات على المنهجية والعلم على السواء، فالصحيح هو أنها جمعت بين "رغبات أهل الحكم وفساد رجال الدين المبرّراتية" الذين أصبح أحدهم. لقد وعد المحمود أنصاره في "تجمع الفاتح" خلال أزمة 2011 بقيام تيار مستقل "مارد" يطرح مطالب "لنا مطالب" ويتفادى سلبية الإخوان والسلف فإذا به يصير بوقاً يضاهيهم في التطبيل والسلبية وتطويع أحكام الدين لأصحاب الحكم والنفوذ والثروة. ما هكذا تؤتى الاستقلالية يا فضيلة الشيخ، ولا مطالب الناس الفقراء في طائفتك الذين نسيتهم وتركتهم وراءك وتفرغت إلى منافعك، ولا هكذا يؤتى الدين!