ماذا ينتظر الناس من جلسة جنيف؟ «3-3»
2012-09-19 - 8:55 ص
مرآة البحرين (خاص): كيف يتطلع البحرينيون إلى جلسة مجلس حقوق الإنسان التي تنعقد في جنيف الأربعاء 19 سبتمبر؟ ما هي توقعاتهم منها؟ هل هم متفائلون أم العكس؟ كيف يتوقعون أداء كل من الوفد الرسمي والوفد المعارض؟ وكيف يرون إلى هذا الـ (حشر)؟
مرآة البحرين استطلعت آراء عدد من المهتمين والحقوقيين والصحافيين والكتاب والمغردين، تنشر توقعاتهم بشكل يومي حتى تاريخ انعقاد الجلسة..
خطوات متقدمة..
الناشط الحقوقي يوسف المحافظة يقول: "الأنظار كلها ستصب على البحرين من منظمات وصحافة ومراقبين ودبلوماسيين، وسيكون هناك ضغط إعلامي من الصحافة المكتوبة والمرئية من قبل عشرات من وسائل الإعلام الغربية والعربية، وسيكون هناك ضغط حقوقي حيث ستُصدر عدد من المنظمات الدولية بيانات وتقاير عن الوضع الحقوقي في البحرين"، ويكمل المحافظة: "المفوضية أصدرت بياناً أدانت فية الوضع الحقوقي المتدهور في البحرين، وقد صنفته بعد سوريا مباشرة، مما يدل على تدهور أوضاع حقوق الانسان في البحرين. و أيضا بان كي مون قد أصدر بياناً، طالب بحماية الوفد الاهلي". يضيف: " كما تعلمون بأن توصيات جنيف ليست ملزمة قانونيا وبإمكان السلطة بأن تكذب كما فعلت اليوم عندما قالت إنها ستنفذ، وبإمكانها أن تتجاهل التوصيات لأنها واقعا غير ملزمة، فهي لم تصدر من مجلس الأمن، لكن سيكون هناك ضغط من الوفد الأهلي من أجل أن يتم اتخاذ خطوات متقدمة على موضوع التوصيات، حتى وإن لم تنجح فالنجاح الحقوقي والإعلامي يخدم ملف البحرين الحقوقي ويضاف إلى قضيتنا المحقة".
خطوة في مسار الألف..
أما المغرد المعروف باسم ليث البحرين فهو يحمل تفاؤلاً من ناحية إعلامية فقط، يقول " أتوقع من جلسة جنيف التالي: سينتصر الوفد الحقوقي الشعبي انتصاراً إعلامياً كبيراً على وفد النظام الخليفي وسنفرح كثيراً لنعيش وهم هزيمة النظام الساحقة وهو ما لم نحققه بعد على أرض الواقع" ويضيف :"واقع الحال أن هذا النظام أصبح يُدار بعقلية أمريكية بإمتياز (قل ما تريد وأفعل أنا ما أشاء) لا تهتم بسمعة النظام ولا مدى الادانات التي يحصل عليها ما دام محافظاً على أمرين: رضا أمريكا وموافقتها على كل خطواته التصعيدية، ووجود الاقتصاد القوي وإن كان متضرراً نوعاً ما ولكن الضرر تم تغطيته بغطاء خليجي متواطىء مع النظام في جرائمه. لذلك نصرنا شبه المحسوم في جنيف لن يكون إلا لحظياً وسينتهي بعد انقضاء الجلسة مباشرة فكل التوصيات لا تعني النظام بشيء وستزداد الانتهاكات بعد جلسة جنيف كثيراً بحيث لن يكون هناك ما يردع النظام أو يقيد حركته حينها". لكن ليث البحرين لا يعول على نتائج كبيرة، يقول "جلسة جنيف يجب عدم تهويلها، إنها ليست إلا خطوة صغيرة في مسار الألف خطوة لثورتنا المجيدة نحو النصر الذي يحتاج البذل الكبير والعطاء بلا حدود من أجل إسقاط او اصلاح النظام".
حزمة قوانين شكلية
الناشط المدون محمد التوبلاني يتوقع خلاف ما سبق، ويرى أن: "النظام ستتحسن صورته قليلاً وذلك لاهتمامه بالوفد وعدده وتنوّعه وبالاجتماع عموماً، وسيظهر ذلك كدليل على جديته في تنفيذ التوصيات وحقوق الإنسان عموماً، ولكن ليس ذلك لب المشكلة، لأن المجلس يطالب النظام بتطبيق التوصيات وهدف الاجتماع الدوري هو مراجعة ملف النظام في مجال حقوق الإنسان ومدى التزامه بها"، يضيف التوبلاني: " لذلك استبق النظام ذلك بإصدار حزمة قوانين شكليه ولجان وهميه، النتائج ستتحدد بمدى قدرتنا على إظهار أن النظام لم يطبق التوصيات على الأرض ومن خلال التوثيق والحراك الشعبي القوي والنوعي على الأرض لفضح أكاذيبهم، واعتقد بأن الوفد الأهلي جاهز وسنحقق نقطة في مجال طريقنا الطويل في تحقيق الحرية والكرامة"
تواطؤ دولي..
الكاتبة الكويتية هديل بوقريص تقول: "أود بداية أن لا أرفع سقف طموحي بشأن جلسة جنيف رغم تمكن الشعب البحريني من الانتصار في معركتة وحيدا في جلسة جنيف الأولى في 23 مايو الماضي أمام مجتمع دولي تكالب عليه وتآمر على ثورته. كانت المعارضة قد قدمت ملفا مثقلا بالعنف والقتل والتغريب للمواطن البحريني وسلبه حقوقه كاملة وتجريده منها بالأدوات العنصرية والطائفية والإقصائية التي استخدمها النظام البحريني طوال عام الثورة ورغم كل ما تقدمه المعارضة من إثبات لإدانة ممارسات النظام البحريني يقابل تلك الإثباتات صمت من قبل المجتمع الدولي مما يشعرنا كمتابعين للشأن البحريني بتواطئ صارخ ومتجاوز لكافة القوانين والأعراف".
وحول توقعاتها تقول بوقريص: "لا أعول كثيرا على جلسة جنيف في مجلس حقوق الإنسان وإلتزام النظام البحريني مما سينتج عنها من توصيات وملاحظات وتعليقات على الشأن البحريني، فمملكة البحرين كمعظم الدول العربية التي وقعت على معاهدات واتفاقيات ولم تلتزم بها، كما أن لدى النظام البحريني سابقة في عدم الالتزام بتوصيات اللجنة الملكية لتقصي الحقائق التي شكلت بأمر من ملك البحرين وتوقيعه عليها وتعهده بالالتزام بها إلا أنه ومنذ نوفمبر الماضي لم يتم تنفيذ أي من تلك التوصيات".
توصي بوقريص الشعب البحريني أن: "يستمر على وتيرته التي حافظت وأوصلت صوته إلى العالم دون الحاجة إلى الاستجداء عبر محافل دولية ومجالس إنسانية تقصيه وتقصي قضيتة طبقا لسياسة الدول الغربية اتجاه الخليج العربي تحديدا ، فجلسة جنيف ستكون محطة من محطات ثورته لا بداية انطلاقها ولا نهاية لتوقفها". تصف بوقريص مرحلة جنيف بأنها "مرحلة توثيقية جديدة يمر بها الشعب البحريني ليبرهن من جديد أن ثورته السلمية مازالت تلتقي أداة البطش دون التزام لأبسط حقوق وهو حق التعبير عن الرأي وحق التظاهر السلمي وحق تقرير المصير وغيرها من الحقوق المكتسبة لا التي يعتبرها البعض كمكرمة وهبة من أحد".
منظمة مستقلة أم مسيسة؟
المغرد مهدي الربيعي يرى أيضاً أن الجلسة ستؤثر إعلامياً: "نعم، قد ترتفع النسبة لصالح المعارضة إعلامياً، وهو قد يؤتي أكله مستقبلا بخطوات سلحفائية. من يراهن على الجلسة في إحداث تغيير جوهري فرهانه خاسر، وعاقدو الأمل أخشى أن يصابوا بالخيبة. أما الموقف الرسمي فيبدو من خلال تصريحات وزير الخارجية أنه يتكلم من قوة، الأرجح قيامه بشراء بعض المواقف المساندة. ويحتمل أيضا ما اعتاد المجتمع الدولي عليه من - قواية عيون - فقد جهروا بالصوت سابقاً بأن لا سجين سياسي في البحرين ومؤخرا قالوا ان نبيل رجب في سجن أشبه بفندق خمس نجوم ! اذا الموقف السياسي للنظام يبدو أنه يحظى بموقف داعم من متواطئين على مستوى الكثير من الدول. و قد تمثّل في الدعم العملي لسياسة التنكيل ومساندة خفية من الحلفاء (من الدول المهيمنة على صناعة القرار) قبال المحافظة على مصالحهم و نفوذهم في المنطقة".
يضيف مهدي: "ينبغي الإشارة أن المجلس مآله إلى منظمة الامم المتحدة، والسؤال هل هذه المنظمة مستقلة أم أنها مسيّسة وخاضعه لقرارات وإرادات الدول الكبرى؟ لطالما أعلن مسئولو الإدارة الاميركية بين الفينة والأخرى بالتهديد بعدم تمويل المنظمة اذا ما وافقت الأغلبية على قرار ترفضه هي".
- 2024-11-25هل تُقفل السلطة ملفات الأزمة في ديسمبر 2024؟
- 2024-11-13صلاة الجمعة.. لا بيع أو شراء في الشعيرة المقدّسة
- 2024-11-13ملك المستعمرة أم ملك البحرين: كيف تتعامل المملكة المتحدة مع مستعمرتها القديمة؟ ولماذا لم تعد تثير أسئلة حقوق الإنسان على فارس صليبها الأعظم؟
- 2024-11-05الجولة الخائبة
- 2024-11-03هكذا نفخت السلطة في نار "الحرب" على غزة كتاب أمريكي جديد يكشف دور زعماء 5 دول عربية منها البحرين في تأييد عمليات الإبادة