نجل وزير الدفاع البحريني السابق سفيراً في "اسرائيل": لماذا على "الجلاهمة" أن يقبلوا المهمة القذرة؟

بحرينيون يحرقون صورة السفير الجلاهمة وأعلام الكيان المحتل الخميس 31 مارس 2021
بحرينيون يحرقون صورة السفير الجلاهمة وأعلام الكيان المحتل الخميس 31 مارس 2021

2021-04-01 - 12:59 م

مرآة البحرين (خاص): أعاد ملك البحرين تقديم اسم عائلة الجلاهمة من جهة لا تشرّفهم، هي جهة المهمات القذرة. حيث قام الملك (30 مارس/ آذار 2021) بتعيين خالد يوسف أحمد الجلاهمة (43 عامًا) سفيرا لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي بعد اتفاق لتطبيع العلاقات.
غفلت المؤسسات الإعلامية التي تناولت السيرة الذاتية للسفير، عن أهم ثلاثة معطيات في سيرته، وهي أهم بكثير من عام ولادته أو دراسته.
الأول هو الخلفية العائلية التي يأتي منها، ما الذي يمثله أبوه، و المعطى الثالث هو ماذا يعني تقديم اسم عائلة الجلاهمة في واجهة هكذا مهمة بالنظر إلى الأزمة الكبيرة التي عاشتها مع العائلة الحاكمة أخيرا على خلفية لجوء ضباط وأفراد لقطر.
تبدو السيرة الذاتية للسفير المكلف بالمهمة القذرة عادية جدا. وكما قدمه الإعلام الحكومي فإنه حاصل على درجة بكالوريوس في الآداب من الكلية العسكرية ولاية كارولينا الجنوبية. وحصل لاحقًا على درجة الماجستير في نظم المعلومات من الجامعة الأمريكية في واشنطن.
وكشخص مولود لقبيلة موالية، فلا يبدو العمل في المؤسسة العسكرية انجازا كبيرا. فقد عمل الجلاهمة مساعدا لمدير مشروع في نظم المعلومات (قوة دفاع البحرين) ثم عمل كمدير للمشروع نفسه. كما تولى منصب مدير علاقات الجهات الحكومية في الأمانة العامة لمجلس الدفاع الأعلى وهي مؤسسة لا يعرف المواطنون البحرينيون شيئا عن طريقة عملها.
الجلاهمة الذي شغل منصب نائب رئيس بعثة سفارة مملكة البحرين في واشنطن لـ 4 سنوات، تولى منصب رئيس المشاريع والعقارات في وزارة الخارجية، ثم قائمًا بأعمال رئيس العمليات والمتابعة، فمديرا لإدارة العمليات في الوزارة نفسها.
لكن الأهم من كل ذلك هو معرفة أن السفير البحريني الأول لدى كيان الاحتلال، هو نجل يوسف أحمد الجلاهمة وزير الدفاع البحريني السابق.
وخسر والده منصبه بعد الزلزال الذي أحدثته حلقة "اللاعبون بالنار" الذي بثته قناة الجزيرة القطرية (14 يوليو/ تموز 2019)، إذ شكّل هذا الفيلم محطّة مهمّة في الاستقطاب السياسي بين البحرين وقطر وأزمة كبرى بين الجلاهمة وآل خليفة.
وتضمن الفيلم شهادة حصرية لضابط بحريني قاد الفرقة العسكرية التي اقتحمت دوار اللؤلؤة العام 2011، كما قاد الفرقة لاقتحام مستشفى السلمانية، كان ذلك الضابط هو المقدم السابق في الجيش البحريني ياسر عذبي الجلاهمة.
الجلاهمة، وفي حدث خطير نفى الفرضية التي بنت عليها العائلة الحاكمة استخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين آنذاك. وقال الجلاهمة «إن المتظاهرين كانوا عزّلا من السلاح. وأضاف أن قوات من الأمن جاءت بمجموعة أسلحة وقامت بتصويرها داخل منطقة الدوار لاتهام المحتجين».
بعد فترة وجيزة فقط من الهزة التي أحدثتها الحلقة استقبل قائد قوة الدفاع خليفة بن أحمد آل خليفة وزير شؤون الدفاع ولكن بصفته ضابطًا متقاعدًا! لقد تمت إقالة الوزير الجلاهمة دون إعلان رسمي.
بعد 5 أشهر، وتحديدا في ديسمبر 2019، تم الإعلان عن إسناد منصبه لضابط من عائلة النعيمي، حيث تم تعيين اللواء الركن عبدالله بن حسن النعيمي وزيرا لوزارة شؤون الدفاع، خلفا ليوسف بن أحمد الجلاهمة الذي أطاحت به شهادة ياسر بن عذبي.
لم ينفع قبيلة الجلاهمة بيانها في التبرؤ مما فعله الضابط المنشق الذي انتقل للعيش في قطر هو وعدد كبير من أفراد العائلة، وأصبحوا يحصلون على امتيازات كبيرة.
صحيح أن العائلة الحاكمة أقالت الجلاهمة من منصبه وزيرا للدفاع إلا أنها أعطته منصبين رمزيين وذلك بالإشراف على هيئة علوم الفضاء، والعضوية في الهيئة العليا للصندوق الملكي لشهداء الواجب.
يظهر ذلك أن عائلة آل خليفة باتت بين نارين، القبول على حذر بالجلاهمة كحليف أو خسارتهم كقبيلة حليفة لصالح قطر، وذات المعضلة يعيشها الجلاهمة البحرينيون. ومن هنا كان لابد من إعادة الاختبار.
لدى كيان الاحتلال سفيرٌ من نتاج أزمة داخل النظام. بين الشك والولاء، صار على السفير أن يمسح بوجهه فضلات التطبيع مع إسرائيل، وتبييض جرائمها بحق الفلسطينيين. صار عليه أن ينام مع المحتلين فقط من أجل هدف واحد وهو إعادة تقديم أوراق اعتماد عائلته خادما مطيعا لآل خليفة قبل تقديم أوراق اعتماده لنتنياهو.