صفاء الخواجة: الأسد لا يبكي!
صفاء الخواجة - 2021-03-17 - 10:09 م
كلمات تخترق حاجز الصمت لتزرع الأمل في نفوس أطفال يرون والدهم يحيط برقبته حبل المشنقة.
مكالمة مصورة من داخل سجن جو المركزي للمعتقل المحكوم بالإعدام محمد رمضان مع ابنه "أحمد" الطفل الصغير، حديث امتلأ بالألم والأمل. حينها كان الأب يُعلّم ابنه الصبر لكن الطفل لم يتمالك رؤية والده فراح يجهش بالبكاء، طفولة مُعذّبة قدرها أن تعيش هاجس الخوف في كل لحظة من فقدان الأب في حسبة ظالمة.
محمد رمضان كان أكبر من حُكم السجان وجدران السجون، فراح يشحن إبنه بكلمات عالية سوف تستقر في عقل ووجدان هذا الصغير حين يكبر حيث شبهه بالاسد وكأنه يقول له: "الأسد لا يبكي" كلمات ذات مغزى عميق لن ينساها طيلة حياته.
خسر محمد رمضان مع محكوم آخر هو حسين موسى فرصة الطعن أمام محكمة التمييز في يوليو 2020 على حكم الإعدام الصادر من محكمة جنايات بحرينية في ديسمبر 2014 بتهمة قتل شرطي وكانت منظمات حقوقية أممية ومنها العفو الدولية قالت إن اعترافات رمضان وموسى انتزعت تحت التعذيب وهو ما يجعل هذا الحكم فاقداً للمعايير الدولية في التقاضي.
منذ أيام أيضا صدر عن برلمان الاتحاد الأوربي قراراً يدعو حكومة البحرين إلى التوقف عن استخدام عقوبة الإعدام ودعا إلى عدم تنفيذ الأحكام الصادرة بحق 12 سجيناً في قضايا سياسية، وسمّى القرار محمد رمضان وحسين موسى ودعا بشكل واضح للإفراج عن محمد رمضان الذي يعمل حارس أمن في مطار البحرين.
زوجة محمد رمضان زينب إبراهيم هي الأخرى دونت في حسابها في تويتر تدوينة "يمزقني إحساس الرعب الذي أثارته معرفة أن زوجي يمكن أن يُعدم في أي لحظة دون سابق إنذار" إنها رسالة زوجة وأم بالحفاظ على حق الحياة للانسان بكونه حقاً إنسانياً مدوناً في المعاهدات الدولية.
زينب ابراهيم أعادت بنشر فيديو المكالمة قضية زوجها من جديد لعل العدالة التي غادرته تعود اليه.
إن مكالمة المحكوم بالإعدام محمد رمضان انتشرت وكأنها تقول لنا أن البحرين لا تحتاج إلى أحكام إعدام بغيضة بل إلى قرارات جريئة بالإفراج عن المعتقلين وأن تكون هذه الإفراجات قريبة حتى يتحقق الأمل للأطفال بسلامة آبائهم الذين قضّهم الشوق والألم جراء الغياب القسري.
*ناشطة في مجال حقوق الإنسان