صفاء الخواجة: المعتقل الكفيف جعفر معتوق حكاية طويلة من الألم
صفاء الخواجة - 2021-03-14 - 4:11 ص
المعتقل الكفيف جعفر معتوق له حكاية ليست من الخيال، حكاية فصولها مليئة بالألم والقسوة مع سجين فاقد للبصر ولا يقوى على الحركة ولا يمكن أن يعيش بين جدران السجون.
جعفر معتوق حكايته تحمل حكمًا أصدرته إحدى المحاكم البحرينية في نوفمبر 2016 بالسجن المؤبد مع إسقاط جنسيته في قضايا على خلفيات سياسية.
معتوق بحسب القواعد الدنيا في معاملة السجناء يحمل تصنيفاً خاصاً، فهو من فئة ذوي الإعاقة، وهذا يستوجب عناية متخصصة سواء في مكان سجنه أو في حاجته للعلاج والرعاية الصحية التي ينبغي أن يتحصل عليها وقد سبق للمعتقل جعفر معتوق ان اشتكى من مضايقات وحالات حرمان من العلاج بحسب ما نقلت عائلته.
هناك سؤال مشروع في هذه الحكاية الحزينة، كيف لكفيف أن يقوى على أن يكون عضوًا في خلية مسلحة وأن يقوم بتنفيذ تفجيرات؟
لقد اعتقل جعفر معتوق من مستشفى السلمانية، حينها كان يتلقى العلاج جراء تعرضه لحادث فقد على إثره البصر.
تنص الاتفاقية الدولية لحماية الأشخاص ذوي الإعاقة على ضمانات متعددة وترتيبات تخفف من معاناة المعاقين، في حين إن عملية الاعتقال لوحدها من الممكن أن تزيد من محنة ذوي الإعاقة. وهذه الاتفاقية تلزم الدول بحماية حرية هؤلاء الأشخاص وأمنهم.
تشير دراسة نفسية إلى أن المعاق بصريًا يعيش عالمين، عالم خاص به يستحضره ويعيش فيه، والعالم الآخر هو العالم الحقيقي الذي يعيشه المبصرون، لذلك يكون المعاق بصريًا أقل تكيفًا مع ذاته وأقل توافقاً مع المجتمع وحين يتعرض لاعتقال تعسفي فإن حجم الألم يكون مضاعفًا لديه وقد يؤدي لاضطرابات غير مأمونة النتائج.
إن من حق المعتقل جعفر معتوق أن يحظى بالإفراج الفوري، مراعاة لوضعه الإنساني وإيقافاً لتعسف مشدد ناله هذا الكفيف.
إن القلق الذي تبديه الجهات الدولية يكون في حالة المعتقل جعفر معتوق، قلقا متزايدًا، فهو ينتظر من العالم المبصر أن يشعر بمعاناته ويطالب بأن يتحول القلق إلى أفعال منجزة تجعله ينعم بالحرية في وسط أسرته وبين أفراد مجتمعه.
*ناشطة في مجال حقوق الإنسان