«اللي تطوّع لمواجهة الكورونا نحبّه على راسه ونوظّف أجنبي مكانه»
2021-03-04 - 2:39 م
مرآة البحرين (خاص): يوم الأربعاء الماضي، قال وزير المالية سلمان بن خليفة آل خليفة في رده على انتقادات النائب ابراهيم النفيعي: إن «من يسهر ويحافظ على البلد ويواجه كورونا ويترك أهله، ويتواجد في الصفوف الأمامية سنشيد به تماماً مثله مثل الذي يعمل لصالح البلد وحماية المال العام، فاسمح لنا لأن من يستحق الإشادة لابد من توجيهها له ومن يقوم بالواجب نشكره ونحبه على راسه».
وبعد ساعات من تصريحه، تداول المواطنون كلمة «نحبه على راسه» التي تحمل معنى التقدير للذين واجهوا الوباء من القطاع الصحي وغيره. لكن حدث ما قطع خيط التفاؤل سريعا.
فقد نشرت حسابات ناشطة على الأنستغرام، رسالة متطوعين في الصفوف الأمامية لمكافحة جائحة فيروس كورونا، يقولون فيها إنهم وقعوا عقودا للتوظيف مع وزارة الصحة إلا أنهم تفاجؤوا بتوظيف أطباء أجانب بدلا منهم
هكذا إذن، لم يصمد التصريح الرنان لوزير لمالية، فقد سقطت مصداقيته سقوطاً مدويًا.
يؤكد المتطوعون الذين هم خليط ما بين أطباء شباب تخرجوا حديثًا ولا زالوا عاطلين عن العمل، وفنيّي المختبرات وغيرها «أن الوزارة اتصلت بعدد منهم من تلقاء نفسها بعد فترة من التطوع لتقوم بتوظيفهم».
أضافوا «قمنا بتسليم كافة المستندات المطلوبة من الوزارة لإتمام عملية التوظيف وحصلنا على رخصة مزاولة المهنة من الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية (نهرا)، بعد ذلك تمّ توقيع عقود العمل التي تتضمن كافة التفاصيل الدقيقة كمكان العمل والمسمى الوظيفي».
ويضيفون «لكننا فوجئنا بتوقف إجراءات توظيفنا بدون ذكر أي سبب واستعانة الوزارة بموظفين من جالية آسيوية قام المتطوعون مع بقية الموظفين البحرينيين بتدريبهم».
فبدلا من أن يحصل البحرينيون على التدريب بهدف إحلالهم مكان الأجانب، يقوم البحرينيون بتدريب الأجانب ليحلوا مكانهم! إن ذلك لا نراه إلا في البحرين.
لقد عمل هؤلاء المتطوعون عاما كاملًا دون مقابل مادي، فهل عدم توظيفهم حتى الآن وتوظيف أجانب بدلًا منهم هو «حبة الراس» التي تكلم عنها الوزير؟
من الأساس، لم يكن يفترض أن يكون خريجو القطاع الصحي (ممرضين وأطباء وفنيين) عاطلين عن العمل، لكن الجميع يعلم حقيقة أنّ البطالة في البحرين سياسية وليست اقتصادية. إذ تتكدس أعداد كبيرة من خريجي تخصصات جامعية مطلوبة بينما تستمر الحكومة في سياسة تفضيل الأجانب.
الوقت وحده سيحكم ما إذا كان هذا النوع من التصريحات - التي تفرط في إطلاق الوعود- سيكون لها مصداقية. هؤلاء المتطوعون هم من تمت الإشادة بهم سابقًا من قبل المسؤولين، وتم اعتبارهم تجسيداً لحب البحريني واستعداده للتضحية من أجل بلاده وشعبه، فمواجهة وباء ليس رحلة ترفيهية ترفع فيها أعلام الوطن وتُسمع فيها أغاني صاخبة، إنه اقتراب من أحد أسباب الموت ياسعادة الوزير.
لو كان هناك مجال للنصيحة، سنقول: لتدع الحكومة أعمالها وخطواتها العملية تتحدث عنها، لتأتي المانشيتات الصحفية تنقل بتلقائية وصدق عن أي إنجاز يحصل، هذا أمرٌ أفضل من الكلمات الخاوية.