جيش أحمد بن عطية الله الإلكتروني... "عهد سلمان" الهدف رقم 1
2020-12-01 - 1:45 م
مرآة البحرين (خاص): لا يكل الشيخ أحمد بن عطية الله آل خليفة، وزير المتابعة بالديوان الملكي، ولا يمل، عن القيام بما يفضح ولعه بالسلطة. بالنسبة إليه فإن هناك واقعاً جديداً يتشكل، وثمة حركة للقوى داخل عائلته فرضها موت رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، لذا فإن عليه أن يتحرّك بسرعة. لقد أوعز إلى أتباعه بإنشاء جيش تحت مسمى "الجيش الإلكتروني البحريني" فيما بالكاد مر أسبوعان على تسلم ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة رئاسة الوزراء.
كمتخرج من أحد تخصصات علوم الحاسب الآلي ووكيل سابق للجهاز المركزي للمعلومات الذي عمل فيه أكثر من عشرين سنة فهو يدرك أهمية الجيوش غير التقليدية في الهيمنة واحتلال المواقع. إن معركته داخليّة تقف على أعتاب مضارب عائلته قبل أن تكون خارجية مع معارضي النظام الذين تم إنهاكهم على مدى تسع سنوات من القمع المتواصل.
لأسابيع كانت الصحيفة المملوكة له "الوطن" تضخ عبر كتّابها في أهمية وجود جيش حَمَلاتي إلكتروني يسيطر على تدفق المعلومات الذي هو ليس شيئاً آخر غير ما بتنا نعرفه تحت اسم "الذبّان الإلكتروني" على سبيل النكتة من الدور المفضوح الذي يقوم به. وما هي إلا فترة وجيزة حتى وجدنا من يأتي بخبر إنشائه ويذيع بيانه الأوّل والذي هو ـــ هل هي مصادفة؟ ـــ ليس سوى أحد موظفي الصحيفة إياها. إذا كنت تعتقد أن "الأدوات" تهرول عبثاً فعليك أن تشك في وعيك.
في الواقع، إن الشيخ أحمد بن عطية الله مقاتل مصمّم في سبيل تحقيق أهدافه؛ ولكن مشكلته الحقيقية هو أنه ليس بارعاً في مسح الآثار التي يتركها خلفه. وقد سبق لرئيس الوزراء الراحل الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة أن قام بتوبيخه خلال ما عرف بـ"فضيحة البندر" (2006). قال له بحسب الروايات المتداولة "قضيت 40 سنة في العمل الحكومي ولم تُضبط علي ورقة. فيما أنت، في ظرف سنتين، تمت كتابة تقرير عنك من 500 صفحة". وهذا هو الحال.
خلال الفضيحة المذكورة التي كانت حدثاً مهماً حطّم الآمال المعقودة على مشروع الملك الذي دشنه في أول عهده، كان عمل عطية الله وفريقه ينصبّ على هندسة مخرجات الانتخابات عبر اللعب على أوراق الشقاق الطائفي. أما الآن فإن مهمته تتلخص في هندسة الرأي العام لتصميم شكل موقعه المستقبلي في خارطة السلطة. فليقم جيش إلكتروني إذن! على أن مهمته هذه المرة لا تقتصر على إثارة الشقاق الطائفي بين "الطائفتين الكريمتين"؛ حيث أن الشقاق واقع في الحقيقة وتأثيراته عميمة. بل الشقاق العائلي الذي شاهدنا بروفة صغيرة له في الشرشحة التي تعرض لها رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة على مواقع التواصل الاجتماعي في سنتيه الأخيرتين والتي انتهت بسجن أحد مستشاريه "إبراهيم الدوسري" بعد اختراقه وتسريب محادثة خاصة له نعت فيها عطية الله بـ"الكلب".
لقد كان الكشف عن "تقرير البندر" (2006) هو بداية النهاية الفعلية لمشروع الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي دشنه في 2002. فهل يكون جيش أحد بن عطية الله الإلكتروني بداية النهاية لعهد بالكاد بدأ لابنه الشيخ سلمان بن حمد في رئاسة الوزراء؟