وفاة رئيس وزراء البحرين الذي قمع انتفاضة المعارضة ودافع عن حكم العائلة

الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة (أرشيف)
الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة (أرشيف)

هيئة التحرير - وكالة رويترز - 2020-11-11 - 8:48 م

ترجمة مرآة البحرين

قمع رئيس الوزراء البحريني المخضرم الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة الانتفاضات المتكررة للمعارضة خلال نحو نصف قرن [أمضاها] في منصبه، وكان من أشد منتقدي الربيع العربي قائلًا إنه لم يجلب للعرب إلّا "الموت والفوضى والدمار".

وأفادت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية أنّ الشيخ خليفة، الذي قضى أطول فترة [في منصبه] رئيسًا للوزراء توفي اليوم الأربعاء في مستشفى مايو كلينك في الولايات المتحدة.

الشيخ خليفة، الذي كان يدير البحرين يوميًا منذ العام 1971، كان يُنظَر إليه لعقود على أنه الشخصية المهيمنة في الحكومة، وعدو إيران، وصديق المملكة العربية السعودية والمدافع عن عائلة آل خليفة الحاكمة للدولة.

ودافع الشيخ خليفة، الذي ندّدت المعارضة ذات الغالبية الشيعية بكونه حاجزًا رئيسًا في وجه الإصلاح في المملكة التي يحكمها السنة، عن رد صارم على الاحتجاج العام الذي شهد سجن الآلاف من نشطاء المعارضة. ويقول منتقدون إن كثيرين تعرضوا للتعذيب أو سوء المعاملة في الحجز، وهي تهمة تنفيها البحرين بشدة.

ورفض رئيس الوزراء منذ استقلال البحرين عن بريطانيا، الشيخ خليفة ، 84، وهو عم الملك حمد، بشكل روتيني وصف المعارضة له بأنه أكثر رجل مسؤول عن الجمود المتكرر في الجهود من أجل الإصلاح السياسي.

وصرّح لمجلة دير شبيجل الألمانية في العام 2012 أنه "صدقوني، لو كان منصبي وحده سببًا للاضطرابات، لكنت عندئذ استقلت منه العام الماضي. لكن هذه مجرد ذريعة أخرى من المعارضة ".

وردًا على ملاحظة مفادها أنه قضى وقتًا طويلًا في منصبه، بشكل غير عادي، قال للمجلة: "ماذا في ذلك؟ الأنظمة الديمقراطية مختلفة جدًا... لماذا لا يمكننا أن نكون مختلفين أيضًا؟ "

وشهدت البحرين، وهي حليفة للمملكة العربية السعودية الشقيقة، وموطن للأسطول الخامس الأمريكي، اضطرابات دورية منذ خروج المتظاهرين الشيعة إلى الشوارع في فبراير / شباط 2011 للمطالبة بمزيد من الديمقراطية. كما دعا كثيرون إلى استقالة الشيخ خليفة.

رد قوي على الانتفاضة

قمعت السلطات احتجاجات العام 2011، واتهمت إيران القوة الشيعية الخليجية بإثارة الاضطرابات -وهو اتهام تنفيه طهران والمعارضة. وقال الشيخ خليفة إن أولئك الذين دعوا إلى العنف في البحرين كانوا إرهابيين تدعمهم إيران وحزب الله اللبناني المدعوم منها [إيران]، وهي تهم نفوها.

وتشتكي المعارضة البحرينية من التمييز ضد الشيعة في مجالات مثل العمل والخدمات العامة، وتطالب بملكية دستورية مع حكومة يتم اختيارها من داخل برلمان منتخب ديمقراطيًا.

الحكومة تنفي التمييز

يقول موالو الشيخ خليفة إنه بذل، أكثر من أي شخص آخر، [جهده] لتحويل البحرين من الاعتماد الفعلي على النفط كمصدر رئيسي للدخل إلى مركز مصرفي ومالي وأحد أكبر منتجي الألمنيوم في الشرق الأوسط.

لكن ردّه الصارم على الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في البحرين في العام 2011 -وانتقاد الانتفاضات المماثلة في جميع أنحاء العالم العربي- أكّدا على السمة البارزة في مسيرته المهنية بالنسبة للكثيرين، ألا وهي الدفاع الشديد عن حكم العائلة.

 وقال لصحيفة دير شبيغل: "هل تعتقد أنّي سعيد لرؤية ما حدث في كل هذه البلدان؟ هذا ليس"ربيعًا عربيًا". الربيع مرتبط بالورود والحب والناس السعداء -لا الموت والفوضى والدمار".

وأفاد تحقيق دولي في نوفمبر / تشرين الثاني 2011 أن 35 شخصًا قُتِلوا في ثورة البحرين. وكان معظم القتلى من المحتجين، لكن من بينهم خمسة من أفراد الأمن وسبعة أجانب.

في أعقاب الانتفاضة، أصبحت المحاكمات الجماعية شائعة، وسُجن عشرات الأشخاص بمن فيهم شخصيات معارضة بارزة ونشطاء حقوق الإنسان. وفرّ كثيرون آخرون إلى الخارج.

إساءة "منهجية"

قال منتقدون إن رئيس الوزراء يتحمل بعض المسؤولية عن انتهاكات قوات الأمن في 2011، والتي ادعتها جماعات حقوقية ، لأنها بدّت كسلوك منهجي من قبل الدولة.

فشلت محادثات المصالحة بين السلطات والمعارضة في نزع فتيل التوترات، ولا يزال انعدام الثقة بين المعارضة وآل خليفة كبيرًا.

في العام 2016، حلت محكمة جمعية الوفاق الشيعية المعارضة الرئيسة، متهمة إياها بالمساعدة في تعزيز العنف والإرهاب، في تصعيد لحملة قمع المعارضة.

جاءت نقطة التحول في مسيرة الشيخ خليفة مع الثورة الإيرانية في العام 1979، بقيادة رجال الدين الشيعة الذين اعتبرتهم البحرين ودول الخليج الأخرى بمثابة نيران توسعية لإضعاف القوى السنية المنافسة، خصوصًا البحرين ذات الأغلبية الشيعية.

لكن في الحرب العراقية-الإيرانية بين العامين 1980 و1988، حافظت البحرين على علاقات جيدة مع البلدين على الرغم من اكتشاف ما وصفته البحرين بمحاولة انقلاب موالية لإيران في العام 1981، وأخرى في العام 1986.

كرئيس للوزراء، أدار الشيخ خليفة الشؤون اليومية للدولة في عهد الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، الذي توفي في العام 1999، وفي عهد خليفته الملك حمد.

لقد وقف بحزم ضد أربع سنوات من الانتفاضة التي قام بها الشيعة في العام 1994، وأرسل آلاف النشطاء إلى السجون. وخفّت الاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية في العام 1998.

أقام خليفة أيضًا علاقات جيدة مع الدول العربية. لكن في يونيو / حزيران 2017، قطعت البحرين، مع كل من السعودية والإمارات ومصر، العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر، متهمة إياها بدعم الإرهاب. تنفي قطر الاتهام، وتتهم جيرانها بالسعي للنيل من سيادتها.

في مايو / أيار 2019، اتصل الشيخ خليفة بأمير قطر بمناسبة أول أيام شهر رمضان في تفاعل نادر بين مجموعة الدول المتناحرة، على الرغم من أنّ الحكومة في المنامة لم تُشِرْ إلى أي تغيير في الموقف السياسي.

أصيبَ الشيخ خليفة بنوبة قلبية خطيرة في العام 1985. وبعد نوبة قلبية ثانية في يوليو / تموز 1988، خضع لعملية جراحية في العاصمة السعودية الرياض.

تلقى العلاج الطبي في ألمانيا عدة مرات في عام 2020.

 

النص الأصلي