رولى الصفار: فحصتُ سجّانتي التي ظلت تُسيء مُعاملتي «4-6»

2012-09-15 - 10:03 ص


مرآة البحرين (خاص)

البحرين، ابتسام صالح




"أنا الآن لستُ رولى الصفار، أنا سُهى بشارة، سأخرج من هنا لا محالة كما خرجتْ سُهى بشارة".

بهذه الكلمات راحت رولى تُهدهِد نفسها، فيما هي تواجه مصيرها المجهول وسط زنزانةٍ مُظلمة مُخيفة، وفي توقيتٍ هو الأسوأ في تاريخ البحرين، لا أحدَ يعلم ما الذي ينتظره عند يد البطش، لا مكان لغير الانتقام الأسود من جرأة الورد على الكلام. راحت رولى تُردّد على نفسها هذه الكلمات، تَمنحُ نفسها (بشارة) تكفيها للصمود، وللخروج مُنتصرة.


في الحلقة السابقة، مُخرج بحريني مشهور، ومُمثّل بحريني معروف، ومُدير تلفزيون سابق، وصحفي ذائع الصيت ومذيع معروف، وحقوقي من جهة حكومية، يشاركون جميعهم في تصوير اعتراف رولى واعتذارها للملك. تكمل رولى

عيادة السجن

 
كنتُ طبيبة السجن، مرّت عليّ أكثر من سبع حالات أسعفتُ فيها نزيلات بالإسعافات الأوليّة حتى تصل سيّارة الإسعاف. واصلتُ عملي في السجن، أُقدّم المساعدة الطبية لأيِّ إنسانٍ كان. ذات مرّة سقطت نزيلة مُغمىً عليها فطلبتُ الإسعاف من شرطية السجن، ردّت علي باستهانةٍ واستهتار، صرخت في وجهها: اطلبي الإسعاف حالًا وإلا إذا ماتت "فموتها في رقبتك" لم تشأ مُعاندتي.

عاينتُ أطفالًا رضّع ولدوا في السجن، وساعدتُ أمهاتهن لمعرفة كيفية الرضاعة الطبيعية، وغسل الوليد وتنظيفه. هؤلاء الأمهات مومسات، لكن هذا لا يهمّني لأنّ الواعز الإنساني والأخلاقي هو شيمتي، والمسؤولية الطبّية هي واجبي قبل أن يكون قَسَمي الطبّي الذي أقسمتُ عليه.

سألتُها: سمعنا عن تدهور صحة جليلة السلمان في السجن، وأنّها تشكو من مشاكل في القلب. كيف تصرّفتِ معها؟ ردّت: نعم، أُغمي عليها مرّتين أو ثلاث هناك، وكنت أسعفها بقياس ضغطها وغيره. هُناك مُمرّضة في السجن لكنّها ليست أهلًا لمهنتها، فكنتُ أستعين بأجهزتها فقط. كانت جليلة تحت إشرافي، وكانت تحت إشرافي أيضًا إحدى سجينات السلامة الوطنية، امرأةٌ حامل في الشهر السادس، أشفقتُ عليها واعتبرتُها كابنتي وتابعتُ صحّتها. خرجتْ قبلنا واليوم أودُّ لو أراها، مُشتاقةٌ لها.

ذاتَ مرّة، استشارتني شرطيّة سيّئة الأخلاق معي، ومعنا، حيثُ كانتْ خائفة وتشكُّ بإصابةٍ ما في الثدي، ففحصتُها، وطمأنتُها بسلامتها مما يُخيفها، ونصحتُها بزيارة طبيبٍ مُعيّن، لكنَّ ذلك لم يُغيِّر من مُعاملتها. كذلك شرطياتٌ أخريات كنّ يستشرنني في مشاكلهن الصحيّة أو حتى مشاكل أهاليهن، أصفُ لهُنّ الدواء أو أكتبه، وأعطيهن النصيحة بكلِّ أمانة، لا أفرّق بين الناس، طالما أنّهم يحملون صفة البشر، لا أتنصّل من هكذا مسئوليات أينما كنت، وفي أي ظرفٍ حللت. عملتُ أنا والكادر الطبّي كمُستشاراتٍ لكلِّ حالة مرضية تُعرض علينا، حتى استطعنا أن نكسب احترام بعض الشرطيات. هُناك عرفتُ أنّ الأطباء والمُمرّضات جنسيتهم سورية أبًا عن جد، أو مُجنّسين باكستانيين وهنود ذوي مستوياتٍ مهنيّة مُتدنّية، بل مُضحكة لشدّة ضحالتها.

نافذة الحرية تُعلن المطر

حين أسمع الأذان، أنزل من سريري العلوي، أهرع للنافذة، أمسك قُضبانها بتلاليب قلبي، أرفع عيوني للسماء، تأسرني الزرقة المُربّعة عبر النافذة الصغيرة، وقلبي يتّسع خارجًا إلى رحابة السماء. أُناجي ربّي وأبتهلُ بحُرقة، أدعوهُ بالفرج للزملاء والأطبّاء، أبكي حُبًّا للبحرين . هُناك لا يمرُّ الأذان عابرًا أبدًا، لا أُفوِّتُ على نفسي هذا الطقس أبدًا. أمّا الصلاة فهي فرضٌ ننتظر وقته ونؤدّيه بملء جوارحنا.

أطلقنا على تلك النافذة: نافذة الحرّية. ذات نهار، تناهى إلى سمعنا مطرٌ غزيرٌ يتساقط، تلقائيًا ركضنا جميعًا نحو نافذة الحرّية، مددنا أيادينا للمطر، تشاركنا مع الناس في أجمل ما يُمكن أن يحدث خارج القضبان، في البلل الذي روّى أرواحنا بالرحمة والأمل، الأملُ بلقاء أهالينا وأحبّتنا. كان المطر يهطلُ في الخارج، وعيونُنا تهطلُ في الداخل، بقينا ملتحماتٍ مع بعض، سعيدات، تشدّنا إلى بعضنا البعض المؤازرة والتعاضد والتلاحم، وأيدينا تستحمُّ بمرحٍ في ذلك الهطول الجميل. هذا المشهد الأثير لا يُنسى.

خلوة روح..

ينتابني شعورٌ أنني أقبعُ في مكانٍ ما ولكن ليس في البحرين. لا يُمكن أن يكون ما يحصل لي ولغيري من الصديقات يحدثُ فعلًا في البحرين. هذا الوجه القبيح لا يتناسب مع طيبة البحرين وأهلها. دائمًا أقول للزميلات سوف تخرجن جميعًا، وسوف تبقى اثنتان فقط، أنا واحدةٌ منهما. كثيرًا ما أُمازحهن باختيار الشريكة التي ستبقى معي، وأنا أضحكُ معهن، أُشاكسهن فأختار شريكةً أخرى، ثم أبدلها بأخرى، وأتضاحكُ معهن في ردّات الفعل، أقول لهن: سنبقى مدّةً طويلة، فلنعتبرها فترة استجمام، خلوةً روحية وتأمُّل، بعيدًا عن الحياة اليومية الاعتيادية، بعيدًا عن ثرثرة التلفون والمسؤوليات العائلية والواجبات الاجتماعية، بعيدًا عن فضاء النت، عشنَ في فضاء الروح، اغتنمن هذا الوقت الكثير، واعتبرن أنفسكن في سفرٍ وسوف ينتهي هذا السفر ونعود جميعًا إلى بيوتنا.

لقد صدق حدسي، أُخلي سبيلُ الجميع وبقينا وحدنا، أنا وجليلة السلمان، تفاجأتُ بأنّ الأخيرة كان حدسها يتّفق معي، حتّى قبل أن تأتينا من زنزانةٍ أخرى وتشاركنا المكان.

ابتكار أشكال الحياة

 
في شهر رمضان، وفي الساعة 11 مساءً، أستنهِضُ الزميلات، أدعوهنَّ لمُمارسة الرياضة البدنية، وهنا يحضر طيف سهى بشارة (كانت تُمارس رياضة الأيروبك في زنزانةٍ ضيّقة، فقد عزمت ألا تخرج من السجن ضعيفة البنية والصحّة، وكان لها ما أرادت)، أقول لهن بمُزاح: "يلا قوموا يا الخيـّب، ما إلك إلا رولى" على غرار البرنامج الرياضي في إحدى القنوات اللبنانية "ما إلك إلا هيفا". أقودهن لممارسة التمارين وكنَّ يحترمنني ويتّبعنَ نصائحي إلى حدٍّ كبير. وبما أن المعتقلات من خيرة المجتمع توزّعنا الأدوار، عملنا صفوفًا لتعليم تجويد القرآن، خصّصنا دور مُفتي الزنزانة لنجاح الحداد (طبيبة)، وصحّة الأسنان من اختصاص رجاء كاظم (طبيبة أسنان). ذات يوم فتحنا عيادتها، أحضرنا كرسي من المطبخ وأخذنا أدورانا عليه وهي تفحص أسناننا. كنّا نُحاول أن نبتكر حياةً لائقةً بنا في الداخل ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، تعويضا عن الحياة الناقصة المُجبرات عليها. دوري يتعلق بالصحّة والرياضة والترفيه، وأحرص ألا ينام أحد وهو مكدر الخاطر، أُمسّيهن بنكتة وأوقظهن بضحكة.

آيات القرمزي أخذتْ دور تلاوة القرآن، وهي تتمتّع بصوتٍ صافٍ وعذب وتجويدٍ مُتقن، حتّى أنّ إحدى الشرطيات طربت لصوتها حيث اختبأتْ ذات يوم وراء النافذة تُصغي لها حتى نطقتْ: "إش هالصوت ذي من وين لكم؟"، ولصوت د. رجاء كاظم أيضًا لونٌ آخر في التلاوة والتجويد. أيّامنا هناك تكثر فيها الصلوات والأدعية وسرد قصص الأنبياء. تمضي الأيام رتيبةً مُملّة، لكنّنا نُخفّف عن بعضنا وطأة المحنة بالدعم النفسي والصمود. كلُّنا أخواتٌ مترابطات، نُدافع عن بعضنا البعض في الخلافات التي تحدث مع الشرطيات ومعاملتهن السيّئة، نُناقش مشاكلنا الاجتماعية، نتضاحك ولا نسمح لأحدٍ أن يَسقط في الاكتئاب، نستنهضُ المعنويات العالية دائمًا في ظلِّ الوَجَلِ والرعب، والتكهنات التي لا تُفضي إلا إلى مجهولٍ قاسٍ حدَّ الموت، فنمسي على بعضنا قبل النوم: تُصبحن على فرج.

حضن البياض..

 
أحيانًا لا أشعر بنفسي وقد أخذتُ على عاتقي رعاية الجميع. ذاتَ مرّة شعرتُ أن خلود الصياد (طبيبة) مُتواريةٌ عنّا، ليس لها حس، ذهبتُ لها فانفجرتْ باكية، حضنتها وطمأنتها: "لا تخافين بتطلعين". أحيانًا أسمع بُكاء ندى ضيف (طبيبة أسنان)، أو زهرة السمّاك (استشارية تخدير)، أو نهاد الشيراوي (استشارية العناية المُركّزة) وغيرهن، أحتويهن، أحتضنهن. كنتُ الحضن الدافئ في المُستشفى والزنزانة -تبتسم رولى- تمامًا كما قالت مرآة البحرين: حضن رولا الصفار فيض بياض.

أصنع البهجة لنفسي وللآخرين باغتنام الفرص والحيل قدر ما أستطيع. ذات يوم برقت عندي فكرة، عرفتُ أنّ في الطابق الأول توجد طالباتُ التمريض، ولم يُسمح وقتها بالاختلاط بالنزيلات في الأعلى، وعرفتُ أنّ في مطبخهن تتوفّر الغسّالة. تذرّعت للشرطية بطلب غسل ملابسي هُناك مع أنني أغسلها بيدي عادةً. وافقتْ الشرطية، صعدتُ السلّم ودخلتُ عليهن في المطبخ، التفتن لي فلم أسمع إلا صرخة المفاجأة : "رولى .. أنت عايشة .. أنت هنا ولا نعلم". اششش .. نصحتهن : أخفضن أصواتكن كي لا تسمع الشرطيات فرحنا. عانقتهن وقبّلتهن واحدةً واحدة، كنتُ في غاية السعادة وأنا أرى لهفة الفرح في عيونهن، ثم ودّعتهن بسرعة، اسمحن لي : لا أستطيع أن أقضي معكن وقتًا أطول.

ننفض الألم بخلق أجواء ترفيهية، ولآيات دور في ذلك، وهي مُبدعة في قرض الشعر وفي تأليف الهوسات (والهوسة نوع من الأدب الشعبي العراقي). تختبئ في الحمّام ثم تخرج بابتكاراتها، تُنشدها لنا بشكل ساخرٍ ومرح. وإذا غادرتنا أي زميلة، لا نزعل ولا نحزن، بل على العكس نعمل لها حفلة وداع، نُصفّق ونُغنّي جميعًا بفرح : " شيلي قشك شيلي قشك طلعي عن بيتنا".

كنّا مصراتٍ أن نعمل من عنبرنا جنّةً، كي نستطيع مُواصلة الحياة القاسية والبخيلة، في كلِّ شيء، في نظافة مكاننا ومرافقه، وفي طقوس الذّكْرِ وتلاوة القرآن، فيما الوفاء عنواننا جميعًا.

العنبر والزنزانة..

ما الفرق بين الزنزانة والعنبر؟ هل هي زنزانةٌ كبيرة مُقسّمة إلى عنابر؟ أم هو عنبرٌ مقسم إلى زنزاناتٍ صغيرة؟ اختلفنا في التسميات أنا، وجليلة السلمان، وآيات القرمزي، ورجاء كاظم، ونجاح الحدّاد، وفاطمة البقّالي. انتهى الاختلاف إلى الاتفاق على تسميتها عنابر. شاء قدرنا البائس أن نُودَع سجيناتٍ في مركز مدينة عيسى للنساء، المدخل الرئيسي يُفضي إلى بهوٍ صغير، على جهة اليمين كرسيٌّ طويلٌ يشغل ثلاثة أنفار، بعده سلمٌ يؤدّي إلى الطابق الأول، في الطابق الأول مطبخ وبه الغسالة وعنابر أخرى، وتحت السلّم بساطٌ تنام عليه الشرطيات المُناوبات في الليل.

أمام السلّم بمسافةٍ صغيرة يرتفع (كونتر) عليه جهاز كمبيوتر. على نفس جدار المدخل الرئيسي، يسارًا، يرتفع عاليًا مكيّف هواء، ثمّ تتوسّط الجهة اليُسرى من البهو البوّابة الحديدية ذات القضبان التي تؤدّي إلى العنابر، ولنفس البوّابة أيضًا باب (جرّار) من البلاستيك (المغبش) يغطّيها بالكامل في حال دخول زوّار، أو مُعتقلات، وخصوصًا مُعتقلات السلامة الوطنية، ونميّزهن عن غيرهن بعصابة العين وقيود اليدين.

من البوّابة الحديدية ندخل إلى العنابر، أبوابها معنونة بالأرقام وتتوزّع على الجانبين، جهة اليمين المطبخ، يليه عنبر 3، بعده مكتبٌ للشرطيات به خزاناتهن الخاصّة وحمّام، وفي الزاوية عنبر5، جهة اليسار تصطف العنابر 1، 2، و4، والعنابر بمساحات مُختلفة، وفي الغالب تتكدّس بالنزيلات بأكثر من طاقة استيعابها، وهذا أمرٌ مألوف، كلُّ الأمور تجري غير مألوفة، لكنّا من نجعلها مألوفة كي نتعايش معها. في نهاية الممر بابٌ خشبي مُغلقٌ على الدوام ومنه نخرج إلى ملعبٍ صغير نتمشى فيه مرّةً في الشهر، ومنه أيضًا نذهب إلى العيادة الجديدة التي جُهزّت، على عُجالة، بأدواتٍ جديدة قبل زيارة بسيوني، وإلا قبل ذلك كانت العيادة في الطابق الأعلى، وتفتقدُ إلى أبسط معايير النظافة والأدوات الطبّية التجهيزية، فحين قدمنا لم تكن موجودة أصلًا لكنهن اضطررن إلى توفيرها بسبب الحاجة الماسّة لعلاج المعذَّبات القادمات من التحقيقات.

كانت إقامتنا المؤقّتة في عنبر 2 مساحته 3X4 متر، حين تدخله يُقابلك في الزاويتين سريران ذوا طابقين بينهما نافذةٌ صغيرة، تُطل على جدار سور المجمع، ويُمكننا رؤية السماء الشاسعة حين يرتفع النظر للأعلى. على اليمين يقع الحمام، به حمام إنجليزي، و(دش)، ومغسلة، وبين تلك العنابر الخمسة يُوجد ممر هو فُسحتنا الصغيرة هناك. أَعطينا تلك العنابر أسماءً مثل عنبر الصمود، عنبر الحب، عنبر الأمل. كان عنبر 2 قريبًا من المطبخ ويُقابل مكتب الشرطيات، لذا فهو يكشف لنا حركة دخولهن وخروجهن وكذلك حركة الزوار، كما أنّه يضعنا تحت العين والمُراقبة الشديدة. وبالمبنى أجهزة المناداة Intercom وتتعمّد الشرطيات إزعاجنا من خلاله في التخاطب فيما بينهن في أمورٍ تافهة.

أنا في عمر أمك

ولمزيدٍ من (التنغيص)، علينا أن نستجيب مُكرهات إلى أوامر الشرطيات حيث تجري العادة اليومية هناك بـتفقد السجينات يسمى Names Checking– تأتينا الشرطية في ثلاثة أوقات من اليوم، الساعة السابعة صباحًا، والواحدة ظهرًا، والحادية عشر مساءً، تُنادي على أسمائنا، فنخرج في الممر واقفات في طابور بالوعيد والتهديد المتواصل علينا حيث تصرخ في وجوهنا: لا أريد أن أسمع غير كعب حذائي. تتركنا مُترنّحات نُغالب النعاس ولاسيما في الليل وتذهب لمكتبها. وبعد أن تكتفي من عذابنا تعود لتسمح لنا بالعودة لما كنّا فيه ونكون أنا وجليلة آخر ناس.

لكن الأدهى من ذلك هو تفتيشنا في كلِّ مشوار خارج السجن كالذهاب للمحكمة أو غيره، قبل الخروج وبعد الرجوع. تأخذنا شرطيتان تفتشاننا بتعريتنا بالكامل، ثم تأمراننا بثني الركبتين كوضعية الجلوس، لمزيدٍ من التأكّد من خلوّنا من حمل أي شيءٍ عالق، بل لمزيدٍ من الإهانات. ذات مرّة انتقدتُ شرطيةً شابّة على شتيمتها: "عيب، استحي على وجهك، أنا في عمر أمّك".




التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus