انفجار بيروت... في البحرين شعب متضامن وجوقة نظام شاتم يفتقد الأخلاق والإنسانية

آثار الدمار الذي خلفه انفجار مرفأ بيروت - 5 أغسطس 2020
آثار الدمار الذي خلفه انفجار مرفأ بيروت - 5 أغسطس 2020

2020-08-06 - 12:29 م

مرآة البحرين (خاص): لا تزال مشاعر الصدمة تسيطر على الملايين حول العالم جراء الانفجار الأليم الذي هز العاصمة اللبنانية بيروت أمس الأربعاء 4 أغسطس 2020.

الانفجار خلّف حتى لحظة كتابة هذا التقرير أكثر من 135 قتيلا و5 آلاف جريح، وهو يعتبر الأعنف في العالم منذ انفجار قنبلتي هيروشيما وناكازاكي إبان الحرب العالمية الثانية، ما يكوّن صورة واضحة عن حجم المأساة الإنسانية التي خلفها الحادث.

ولأن الانفجار وقع في لبنان، كان لابد من تضامن عربي يسبق أي تضامن دولي. هكذا رأينا قطر والكويت اللتين أعلنتا منذ الساعات الأولى من وقوع الانفجار عن إرسال المساعدات العاجلة إلى لبنان، كما أعلن العراق على الرغم مما يعانيه عن إرسال مساعدات سخيّة طبية ونفطية بشكل عاجل إلى لبنان.

إلا أن اللافت كان التعاطي الحكومي السعودي الإماراتي (وتبعتهم البحرين طبعاً) مع الحادث، بيانات تضامنية هزيلة، ووسائل إعلام محرّضة لا تمتلك أي قيم أخلاقية وإنسانية، أما شعبياً في البحرين، فقد تضامنت جمعيات المعارضة مع لبنان، فيما غابت جمعيات الموالاة ومجلس النواب، أما مجلس الشورى المعيّن فقد سحب بياناً تضامنياً من وسائل الإعلام بعد توزيعه.

بينما كان اللبنانيون ينتشلون أجساد الضحايا ويحاولون لملمة جراحهم، كانت وسائل الإعلام في هذه الدول تحرض على حزب الله، وتتحدث عن مخزن أسلحة كان سبباً في الكارثة.

تلقّف الموالون في البحرين تلك الإشارات على الفور، نشر فيصل فولاذ (يرأس جمعية غونغو هدفها الوحيد منذ 2011 تلميع سجل البحرين الحقوقي الأسود، وشيطنة المعارضة واتهامها بالإرهاب) صورة للانفجار تم تعديلها بشكل فوتوشوبي ركيك، وتم وضع (عمامة سوداء) فوق الانفجار، في إشارة إلى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وكتب على الصورة (نحن نعرفك).

وزير الخارجية البحريني السابق خالد آل خليفة غرد في بداية الأمر متأثراً «كان الله في عون الشعب اللبناني الصابر. رحم الله المتوفين و شافى الجرحى»، لكن التعليمات وردته بعد ساعات فغرد مرة أخرى «لبنان يتنفس و إن أطبقت على خناقه العصابات. لبنان صامد وإن جثا على ركبتيه، إنه الصبر الجميل، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا».

 أما سوسن الشاعر التي تنطق بلسان الديوان الملكي فانتقلت إلى مرحلة أخرى من استثمار الحادث، ملؤه خسة ونذالة، كتبت «ارحموا لبنان قتلتموه ألف مرة ولم يرف لكم جفن كفى كم قتيل سيروي عطشكم لعنة الله على ايران وخدمها دمروا أجمل بلد عربي بيروت»، وواصلت الشاعر هجومها لكن هذه المرة على المعارضة في البحرين، حيث كتبت «لولا يقظة رجال الأمن في البحرين و لطف الله لتعرضنا لذات الحادث كما جرى في بيروت لأن تخزين المتفجرات الخطيرة في المناطق السكنية عادة ايرانية ما دام الضحايا عرب حتى و إن كانوا شيعة»، واضعة الفيديو المزعوم لوزارة الداخلية البحرينية عن اكتشاف مخزن متفجرات وأسلحة في النويدرات قبل أعوام.

الإمارات وكي لا تبدو أنها متخلفة عن قطر والكويت وإيران، قامت بإرسال مساعدات إلى لبنان، لكن ذلك أعقبته تغريدة للكاتب الإماراتي يعقوب الريسي الذي كتب «وطن الإنسانية دولة الإمارات كعادتها عبر الطائرة الرئاسية ترسل المستلزمات الطبية والأغذية إلى لبنان للتخفيف عن ما أصابهم من أيادي الغدر الإيرانية، دمت بلادي ذخراً للمحتاجين دوماً».

بعد إرسال الإمارات مساعدات للبنان، أعلن ملك البحرين عن إرسال مساعدات إغاثية إلى لبنان، لم يُعرف بعد طبيعتها وحجمها، موكلاً المهمة إلى المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية التي يرأسها نجله ناصر بن حمد. 

مع الأسف منزوعة الإنسانية هذه المساعدات، إذ تتحول إلى سُبّة وغُصة مع ما يرافقها من التحريض والشتم والاستثمار السياسي.

ليعذرنا الشعب اللبناني الشقيق، هو يعرف تمام المعرفة محبتنا له وللبنان، وهو يعلم تماماً أن النظام بشتّاميه ومحرّضيه لا يمثل شعب البحرين مطلقاً، وإن النظام الذي لا يملك إنسانية في التعامل مع مواطنيه، لن تتفجر لديه فجأة الأخلاق والإنسانية في التعامل مع الآخرين.

رحم الله الشهداء، والدعاء للجرحى بالشفاء العاجل.