«وطن عكر» رواية جديدة لمعتقل عسكري تصدر عن «مرآة البحرين»

2020-07-13 - 6:41 م

مرآة البحرين (خاص): «وطن عكر» تجربة معتقل في السجون البحرينية، يتساءل فيها، العسكري السابق، ماذا يعني أن تقول «أن الولاء للبحرين».

بين ظروف الاعتقال والتعذيب والهروب يطوف المعتقل عبدالله عبدالجليل. يقول إن البزة العسكرية تكون متسخة بـ «الخيانة» عندما ترفض الانخراط في قمع المحتجين السلميين أو أداء التحية العسكرية لنقيب.

الرواية تُعد العمل الأدبي الثاني الذي يصدر عن «مرآة البحرين» بعد «رواية جو»، التي كشفت عما تغص به السجون البحرينية.

وطن عكر

في «وطن عكر»، يطالعنا الكاتب عن ذكرياته طفلًا، حيث يكبر وفي باله سؤال لا ينفك يراوده: «من هو البرلمان؟ ولماذا لا يخلو جدار في حيّنا من اسمه؟».

يتوظف عبدالله في السلك العسكري، مع وعود بالإصلاح السياسي مطلع الألفية الجديدة، لكن الوطن يضيق إلى الحد الذي لا يخلق له فيه «مكانًا للهرب من قوات الأمن»، يشهد عددًا من المخاضات السياسية في البلاد: جدل حول المقاطعة والمشاركة في الانتخابات، ومخطط طائفي خطير ينفذه الحكم لتهميش الطائفة الشيعية في البحرين «ينبئ بأيام حبلى بالأحداث والغضب، والسخط العام»، لكن أحلكها كان في الرابع عشر من فبراير/شباط.

ما قبل انتفاضة اللؤلؤة ليس كما بعدها؛ يروي الكاتب من زاويته الأحداث الاستثنائية التي شهدتها البحرين، يحاول أن يواكب الأحداث لحظة بلحظة. سيقف القارئ أمام الدبابات التي «جاءت لقتال جيوش أخرى لا شعبًا أعزل.»، وسينصت إلى هتافات التكبير في العاشرة ليلًا فوق أسطح البيوت.

في السلك العسكري، عانى عبد الله عبد الجليل ما عاناه، فكونه عسكريًا لا يعجب الدولة التي تتوجس منه: مطلوب أن يقف ضد أبناء جلدته، وأن يمارس الظلم عليهم، وهو ما لا يمكن له القيام به.

يتم اقتحام منزلهم واعتقاله؛ لرفضه أداء التحية العسكرية أمام نقيب، لكنه عميل، وبالنسبة له، العميل يبقى عميلًا مهما علَت رتبته!

"شفيه دريسك وسخ؟"

ليس هناك أسهل على السلطات في البحرين من توجيه الاتهامات بالخيانة، وفي سؤال «شفيه دريسك وسخ؟» الاتهام الأوضح والأبرز للكاتب، الذي حين نظر إلى ثيابه، فلم يجد عليها شيئًا، أيقن أن هذي الكلمات تحمل في طياتها اتهامًا بالخيانة.

من هنا كانت الشرارة الأولى لسلسلة من الانتهاكات؛ من الاعتقال مرة ثانية، إلى فبركة التهم، إلى ظروف التحقيق وأساليب التعذيب الجسدي والنفسي التي مورست بحقه وحق الكثيرين. لا يرضيهم أن يكون ولاؤك للبحرين، فيأتيك السؤال: «وجلالة الملك؟ ليس لديك ولاء له...» يتبعه ضرب وتعذيب، مع طلب محدد: «أريد أن أسمع كلمة (ولائي للملك) مع كل ضربة..»

في رواية «وطن عكر»، نطالع انتفاضة شعب البحرين وما لحقها من انتهاكات، لكن عنصر المفاجأة في الرواية يبقى موجودًا، فهي حتى وإن كنت على اطلاع على تلك الانتفاضة، فهي لا تكف عن إدهاشنا باختلاف تفاصيلها في كل مرة .

رابط الكتاب بصيغة PDF