كورونا: الحكومة طلبت مساعدة من إيطاليا لا من الإمارات أو السعودية... والبحرين تكسر حاجز الـ 30 ألف إصابة والـ 100 وفاة

ممرضتان في وحدة العناية المركزة بمستشفى سترة جنوب المنامة (أ.ف.ب)
ممرضتان في وحدة العناية المركزة بمستشفى سترة جنوب المنامة (أ.ف.ب)

2020-07-10 - 10:08 ص

مرآة البحرين (خاص): بينما ظهرت البحرين في المرتبة الرابعة على مقياس مستشفى جونز هوبكينز لأسوأ الأماكن في العالم من ناحية معدّل انتشار الوباء خلال 7 أيام، بمعدّل 2200 إصابة لكل مليون نسمة، كسرت البلاد اليوم حاجز الـ 30 ألف إصابة والـ 100 وفاة بالفيروس التاجي. 

وفي مقياس هوبكينز للسبعة أيام الماضية فاقت البحرين قطر وعمان من ناحية معدّل الإصابات بالنسبة لعدد السكّان، ولم تتفوّق عليها سوى بعض الولايات الأمريكية التي ضمّها المقياس كمناطق منفصلة وقارنها ببقية دول العالم.

على الصعيد الدولي ارتفعت البحرين لتكون الثالثة على الإطلاق على مستوى دول العالم بعد قطر وسان مارينو من ناحية المعدّل الإجمالي للإصابات بالنسبة إلى عدد السكّان، وظلّت بالطبع الثانية بعد قطر على مستوى الدول التي يزيد عدد سكانها عن 100 ألف نسمة. 

بخلاف تصريح لوكيل وزارة الصحة وليد المانع قبل أسابيع بأن الفيروس بدأ ينتشر في صفوف البحرينيين بمعدل أسرع وأكثر منه في صفوف الأجانب (داخل البلاد)، لا أحد يعرف كم يمثّل البحرينيون من الحالات القائمة ومن مجمل الحالات. 

صفحة تتبع أثر المخالطين على موقع وزارة الصحّة تظهر أن كثيرا من الحالات البحرينية تم اكتشافها عبر حملات الفحص العشوائية التي نظّمت في الشوارع وفي بعض المجمعات، في حين يبدو أن حالات أخرى (6 على الأقل) كانت لباكستانيين يحملون الجنسية البحرينية وقد وصلوا من باكستان مؤخّرا في حملة إجلاء. 

الأمر الغريب الآخر أن عددا من الحالات كانت مخالطة لعدد كبير من الأشخاص المصابين (من 7 إلى 10 مخالطين). 

وفي حين ادّعت وزارة الصحّة بأن العزل المنزلي للمصابين اختياري، أكّد أكثر من مصدر بأن السلطات أجبرت عددا من المصابين على العزل المنزلي، ورفضت عزلهم في المستشفى. 

وشكّك مواطنون في أرقام السلطات ونقلوا أن حالتي وفاة على الأقل حدثت في البيت لمُسنّين لم يشخّصوا بالمرض سلفا، لكن وفاتهم رُبطت بالمرض مع ذلك.

وعلى مدى 34 يوما وبشكل متواصل يوميا سجّلت البحرين 79 حالة وفاة بسبب المرض (بين 2 يونيو/حزيران و7 يوليو/تموز)، ولم تعلن عن أي وفيّات في اليومين الماضيين رغم عدم تراجع عدد الإصابات، لكن وزارة الصحّة أعلنت اليوم عن 4 وفيّات جديدة ليرتفع الإجمالي إلى 102. 

وروى مواطنون بأن الفيروس ضرب أحد أحياء البلاد القديم مؤدّيا إلى عدد كبير من الإصابات طالت الرادود فاضل البلادي. ويرقد في غرف العناية المركّزة 52 مريضا يتهدّد المرض حياتهم. 

تفشّي الكورونا في البحرين لا يزال يمنع البلاد من اللحاق بدول الجوار في تخفيف القيود عن الحركة وعودة الحياة إلى طبيعتها. الشوارع لا تزال هادئة من حركة السيّارات، المساجد مغلقة، الحدائق مغلقة، جسر السعودية مغلق، والمطار يستقبل 4 رحلات في اليوم فقط. المقاهي والمطاعم للطلبات الخارجية فقط، الفصل الدراسي الصيفي في الجامعة يعقد أون لاين، مصير التسجيل في الجامعات والمدارس غامض، السلطات تعلن رسميا انكماش الاقتصاد، والكثير من الموظفين تقطع أرزاقهم بدم بارد كل يوم. 

تصنّف البحرين في آخر مرتبة على مؤشّر الأمان الصحي (على مستوى دول الخليج). يقيّم هذا المؤشّر حتى الخطر السياسي والأمني على الصحّة ويعتبره عال في المنامة. ليست قيم مؤشّراتها كلّها سلبية، ولا يبتعد تقييم البحرين كثيرا عن قطر، لكنّها غير مستعدة لتحمّل كل هذا. طاقتها البشرية من أطبّاء وكوادر تمريض (وخصوصا بعد موجة الإقصاء والتهميش)، ومن مستشفيات وبنى تحتية وإدارة سياسية، لا تستوعب كل ذلك. 

قبل أيام استقبل رئيس المجلس الأعلى للصحة محمد بن عبد الله آل خليفة طبيبين رفيعين ضمن وفد طبي إيطالي يزور البلاد أو رُبّما استدعي لزيارتها على عجل. الطبيبان كانا هنا بشحمهما ولحمهما، ولم يجر اللقاء عبر أثير الإنترنت، كما هو الحال حتى في اجتماعات الحكومة. 

البيان الرسمي قال إن الوفد الطبي الإيطالي الزائر عرض تجربته في مكافحة فيروس كورونا مؤكدًا بأنه "يتطلع للعمل عن كثب مع الكوادر البحرينية... كما سيقوم بزيارات إلى كافة مراكز العلاج في المستشفى العسكري، ومستشفى سترة الميداني، ومركز أمراض الدم الوراثية، خلال فترة زيارته التي ستستمر لمدة شهر واحد".

من الواضح جدا أن زيارة الوفد الإيطالي زيارة استشارية لا لتبادل الخبرات كما تحاول أن تصوّر الحكومة. لم تستقبل الحكومة أي موفد أجنبي في البلاد منذ أشهر طويلة، لكنّها تفعل اليوم على حياء لأنّها بحاجة إلى المساعدة. 

ما العيب في طلب المساعدة؟ ولماذا لم تطلب البحرين المساعدة من دول الجوار بدلا من إيطاليا؟ لماذا لا تطلب المساعدة من الإمارات التي صنّفت من أفضل دول العالم في التعامل مع الوباء  وباتت على وشك السيطرة عليه وقامت بإرسال طائرة مساعدات حتى إلى إيران؟ لماذا لا تطلب المساعدة من السعودية، صاحبة أفضل مؤشر أمان صحّي في الخليج، والـ 47 على العالم؟ لماذا يا ترى كان الوفد الطبي إيطاليا وليس سعوديا أو إماراتيا؟ ولماذا لم نر ولا مسؤول واحد من أشقائنا السعوديين والإماراتيين يطل برأسه ليطمئن على هذا البلد المريض؟