الكاتبة فوزية رشيد: متى ترشدين؟
2020-04-27 - 2:34 ص
مرآة البحرين (خاص): تعيش الكاتبة البحرينية من أصل باكستاني، فوزية رشيد، وضعاً إنكارياً Denial تصعب رؤيته في بشر سويّ. فمشاركتها في مسيرة إلى دوار اللؤلؤة تراها "كذبة" لكنها تقر أنها شاركت فعلاً والملام على ذلك هو إدارة المؤسسة الأدبية آنذاك التي نظمت المسيرة. وتوقيعها على بيان معارض دعما لمطالب المعتصمين "كذبة" هي الأخرى لكنها وقّعت فعلاً بعد اتصال "قرأ عليها البيان بالتلفون فقط بينما الأصول تقضي أن يرسله لها المتصل بالبريد الإلكتروني" (راجع حلقة الراصد). ومشاركاتها في مؤتمرات الحكومة الإيرانية "كذبة" ولكنها تعترف بأنها شاركت لمرة واحدة في مؤتمر بطهران بسبب إلحاح القسم الثقافي في السفارة الإيرانية. واستلامها راتب تفرغ أدبي شهري من الحكومة "كذبة" ولكنها تقرّ بأنها استلمت الراتب فعلاً من 2005 إلى ما قبل ثمان سنوات حين توقف الراتب فجأة.
إنه نوع من الإنشاء الأعور في تفنيد القضايا حيث يتولّى فيه المُفنِّد إثبات الأمر الذي ينبري لتفنيده. تكتب فوزية رشيد منذ 40 سنة وما تزال تخفق في صوغ فقرة عربية صحيحة تخدمها متماسكة منطقيا حيث تقود جملتان سليمتان إلى نتيجة سليمة وتعبّر عن فهم سليم. نكتب حرفياً بالنص أنها "تقوم بتحيّتهم هناك [في مؤتمرات طهران] بالكلمات الفارسية التي تجيد معرفة بعضها عوضاً عن العربية التي تكتب بها" فترد علينا بزعم أننا قلنا إنها "تكتب باللغة الباكستانية" وتطلب إمعاناً في اللّت والعجن وخداع الذات أن نزودها بوثائق. لن نطعن في كتابتها العربية هذه المرة ولكن في شرف فهمها العربية! هل نحن نتحدث ونتحاور في الأفق الثقافي للسان واحد أم لسانين مختلفين!
لقد ذرّف عمرها على السبعين وهي ما تزال ترمي نتائج أفعالها على زيد وعمرو. تارة إدارة أسرة الأباء إبان أحداث دوار اللؤلؤة وتارة المتصل على الهاتف وتارة القسم الثقافي بالسفارة. "لقد خدعوني" مثلما راحت تتبكبك على شاشة تلفزيون البحرين كما تتبكبك طفلة في السابعة وليست امرأة بالغة راشدة.
متى تتوقف صاحبة "عذابات شهرزاد" المعذبة عن "قلقها السرّي" وتقف كي تتحمل لمرّة واحدة نتائج أفعالها من دون أن ترميها على أي أحد يميناً وشمال. "أنا فوزية رشيد أو أرشد لا أعيش عقدة إنكار أصولي ورشيدة بما يكفي كي أتحمل نتائج أفعالي وحدي".
لم تشاركنا فوزية رشيد في الرد الأهبل السعيد فصل المقال بشأن دفاعها الطويل الأمد والتصالحي مع السياسات الإيرانية الذي كانت تحبّر به زاويتها في صحيفة "أخبار الخليج" بشكل منتظم على مدار عقد من الزمان والذي لم توقفه إلا مرغمة بعد 2011. وهو الأمر الذي يفسر لماذا كانت هي وليست أي أديب وكاتب آخر الشخص المحبذ لإلحاحات ودعوات وبدلات سفر القسم الثقافي في السفارة، كما تؤكد هي. انقلبت الآن على كل الأطروحات التي كانت تكتبها حول إيران لصالح أطروحات جديدة صقورية [أصبحت تكفر فيها الشيعة] لا ندري متى ستنقلب عليها وتمسحها بالممحاة لصالح أطروحات أخرى سوف تنقلب عليها هي الأخرى. وهكذا دواليك بحسب جنسية الخُريدات التي تجري قرقشتها في جيبها. ولا عجب في ذلك فاسم عمودها هو "عالم يتغير" ومعه تتغير فوزية وتتقلب وتتدحلب من دوار اللؤلؤة إلى تجمع الفاتح ومن هوى إيران الممضّ إلى كراهيتها المفجعة.
حدثتنا فوزية رشيد عن بطولات جيفارية لدى مشاركتها في مؤتمر بطهران ودفاعها عن تسمية "الخليج العربي" أمام المشاركين ما أثار ــ بحسب زعمها ــ اعتراض الأكاديميين الإيرانيين منها إلى حد تنبيه زميلها البحريني لها من خشية إيذائها من الحكومة الإيرانية. بُمْ! "على مين تلعبينها يا فوزية"؟ لماذا لم يظهر هذا الاستياء ولا هذه الخشية أو البطولة على أي من مقالاتك خلال سنوات الحب الإيرانية الغرّاء. هذا رجاء حار: اطلبي من قسم الأرشيف في "أخبار الخليج" بما لديك عندهم من موْنة وحظوة، أن يعيد نشر "المقالات الإيرانية" خلال الفترة من 2003 إلى 2010 واتركي للناس أن تحكم من الخائن والعميل!
أقررت أنك كنت تستلمين راتب تفرغ أدبي من الحكومة من 2005 إلى ما قبل ثمان سنوات حين توقف الراتب أي إلى سنة 2012. معنى ذلك أنك تسلمت راتباً شهريا مدة 7 سنوات كاملة من مالية الدولة من دون أن يكون لك أي إنتاج أدبي حقيقي أو شكلي خلال هذه الفترة والذي على أساسه تم تفريغك. فآخر كتبك هي رواية "القلق السري" التي صدرت في العام 2000 ـــ أي قبل حصولك على راتب التفرغ ـــ ثم نمت بعدها نومة كونية إلى اليوم تشبه ذلك البيت الذي سطره قيس بن ذريح وهو يمنّي نفسه لقاء حبيبته في منامته لعلّ وعسى يلتقي طيفها "إني لأهوى النوم في غير حينه/ لعلّ لقاءً في المنام يكونُ". فهل ترين أن هذا عادل؟ أن تستلمي راتباً من الدولة مدة سبع سنوات على روايات وكتب أدبية لم تكتبيها بعد وفي المقابل تحرضين السلطات على مواصلة سجن إخوتك في الوطن لمجرد حلمهم في وطن عادل يشعرون فيه بالمساواة ولا ينجو فيه سارق أو مفسد أو آكل من المال العام بغير وجه حق! أسئلة حبذا لو ضمّنتها شهرزاد متون التتمات المقبلة الطويلة الطويلة.
- 2024-11-13ملك المستعمرة أم ملك البحرين: كيف تتعامل المملكة المتحدة مع مستعمرتها القديمة؟ ولماذا لم تعد تثير أسئلة حقوق الإنسان على فارس صليبها الأعظم؟
- 2024-11-05الجولة الخائبة
- 2024-11-03هكذا نفخت السلطة في نار "الحرب" على غزة كتاب أمريكي جديد يكشف دور زعماء 5 دول عربية منها البحرين في تأييد عمليات الإبادة
- 2024-10-29هذه النماذج التي صدّرتها عائلة آل خليفة للعالم العربي
- 2024-10-2320 عاما وجامع الحاج حسن العالي معطّل... التطرف لا تمسحه معابد وكنائس