لماذا فجع البحرينيون العالقون في مشهد بوفاة الشاب أحمد ميرزا؟

 البحريني أحمد ميرزا أمام مقام الإمام علي (ع) في النجف
البحريني أحمد ميرزا أمام مقام الإمام علي (ع) في النجف

2020-04-19 - 6:43 م

مرآة البحرين (خاص): الشاب البحريني أحمد ميرزا (27 عاماً) الذي وافاه الأجل صباح اليوم الأحد 19 إبريل 2020 إثر سكتة قلبية، سيظلّ (عالقاً) في أذهان البحرينيين (العالقين) في مشهد، من عاد منهم إلى البحرين ومن لا يزال هناك، سيظلّ عالقاً في قلوبهم الممتنّة لما فعله من أجلهم وما قدّمه لهم في محنتهم، وستظل مفجوعة برحيله السريع وهو لما يزل في ريعان زهرة عمره، وحزينة لقضائه أجله في غربة باردة خارج وطنه. 

 

 

نذر أحمد نفسه لخدمة الزوار البحرينيين العالقين في مشهد منذ شهر فبراير الماضي، وهو ضمن مجموعة أخذت على عاتقها تقديم كل ما يلزم من عون للبحرينيين وله دور كبير في توفير العناية لمن يحتاجون إلى العلاج وتوفير الأدوية لكل من نفذت أدويته، يصفه العالقون في مشهد بأنه دينامو خدمة الزوار: "كان يربط الليل بالنهار دون أن يمل أو يتقاعس، ودون أن يبد أي تعب لمن يتصّل في طلب حاجة في أي وقت". 

 

 

في بداية العام 2020 تمكن أحمد من استئجار "هوتيل گل هاي محمدي" ليكون متعهداً له، يقع الفندق على شارع احمد بهجت غرب الحرم الرضوي، وكأنه كان يعدّه فندقه (الأبيض)، ليوم العالقين (الأسود)، سرعان ما احتضن فيه بالمجان ما شاءت سعته من العالقين البحرينيين، كأول دفعة تفتتح الفندق في عهده.

الشاب أحمد ميرزا من قرية كرّانة، هاجر من البحرين إثر أحداث 2011، وبقى في العراق لسنوات قبل أن يقدم إلى مشهد. لم يمهل القدر أحمد أن يتزوج ويكوّن عائلة ويكون له أبن يكنّى به، لكن عرفه البحرينيون بـ" أبو زمن"، لم يعرف البحرينيون سبب الكنية، لكن قد يفهموها الآن، فقد كان يسابق الزمن القاسي، ليجعل من عمره المحدود، عطاءات غير محدودة يخلد بها في قلوب من عرفوه.