التعليق السياسي: السجن ثغر كورونا، والسجناء مناعة الوطن

السجن موطن معتاد لانتشار الأمراض فكيف بوباء مثل الكورونا؟
السجن موطن معتاد لانتشار الأمراض فكيف بوباء مثل الكورونا؟

2020-04-07 - 1:12 م

مرآة البحرين (خاص): مع كورونا العالم كله يتغير، (كيسنجر) يقول لكم في اليوم الأول الذي سينتهي فيه كورونا، العالم كله لن يكون كما كان. من هم في سجون البحرين هم ضحايا العالم السابق لكورونا، ليس هناك معنى سياسي لبقائهم في السجن أصلا، غير أنك تثقل نفسك وأنت بحاجة لتتخفف من أحمالك لتغير نفسك.
لماذا لا تريد حكومة البحرين أن تتغير؟ هل هي الضغينة والعناد، العناد صفة تلازم الشخص الأحمق، لكن كورونا لا تميز بين الشخص الأحمق والنظام الأحمق وغير الأحمق.
كورونا تعرف الخلايا الحية، تريد أن تدخل فيها لتنتعش، لتجعلها خرابا، والمساجين همُ الخلية الحية الأكثر اكتظاظا واستهدافًا وخطرا، هم الخلية الرخوة، هم داؤنا ودواؤنا، داؤنا لأن صفة المساجين تعني أن نظامنا السياسي والاجتماعي مريض، ودواؤنا لأن الإصلاح يبدأ بهم، فهم بلسم المجتمع وفرحة العوائل المثكولة.
كورونا تهاجم الجسم الضعيف وتتمكن من النظام الذي لا مناعة كافية فيه، جسمنا الاجتماعي ضعيف المناعة وعوائلنا هشة من غيرهم، هم قادرون على أن يمنحونا القوة والمناعة والقدرة على المقاومة. كيف يمكن لأم مثكلة بأولادها المهددين بالموت في السجن، أن تقاوم المرض والعدوى؟ كيف يمكن لعائلة تنتظر إعدام ابنها برصاص السلطة أو فيروس كورونا أن تقاوم فتك كورونا؟
السجن ثغر من ثغور كورونا، علينا أن نطهره من دماء سجناء الرأي، دمهم معلق في رقبتنا، ولن يغفر لنا التاريخ لو تسلل كورونا لهذا الثغر وفتك بخلية من خلايا مجتمعنا، سنصير مأثم ومأتم مثكول.
كورونا لاتهزم الجسم ذا المناعة القوية، لكنها تخنق البلاد المنقسمة، وتفتك بشعبه، تجد لذتها في الشعب الهوائية التي بها نتنفس، الشعب هو الشُعب الهوائية التي يتنفس الوطن من خلالها، أكثر من ثلاثة آلاف سجين رأي تتنفس آلامهم عوائل بحرينية. أفرجوا عنهم ليتنفس أحبتهم ومجتمعهم وطنهم بقوةٍ تقاوم كورونا.
الضغينة تخنق جهاز المناعة، إنها وباء، تضيق القلب وتحبس الهواء وتغلق نوافذ الخير، أغلقوا الضغينة وأبعدوا أصحابها عن مصادر القرار، وافتحوا عقولكم، وغيروا قلوبكم.
أيتها الحكومة، مكتوب في التاريخ: سجناء الرأي ليسوا خطرًا على الوطن، إنهم مناعته.