فضيحة مسقط... العار الذي سيلاحق المسؤولين البحرينيين إلى الأبد
2020-03-28 - 7:59 ص
مرآة البحرين (خاص): لا يمكن بأي حال من الأحوال وصف ما حصل في مطار مسقط الدولي (الجمعة 27 مارس 2020) بأقل من الفضيحة، حين أظهرت الدولة بأرفع مسؤوليها طائفية فاقعة تجاه مواطنيها من الأغلبية الشيعية بطريقة لم يسبق لها مثيل، في قضية إنسانية بحتة تتلخص في رغبة هؤلاء بالعودة إلى وطنهم بعد أن تقطعت بهم السبل في إيران منذ أكثر من شهر وسط وعود حكومية لا تبدو إنها جادة في إجلائهم بأقرب فرصة ممكنة.
لقد يأس أكثر من 1200 بحريني (متواجدون في إيران منذ حوالي الشهرين) من الوعود الحكومية الكاذبة، صارت ملاحقة الوعود الحكومية أشبه بملاحقة السراب، مجرد وعود فارغة، والخطة كما تبدو تقضي بإجلاء 60 مواطناً كل 15 يوماً، وإذا سارت الأمور بتلك الوتيرة فإن الحكومة البحرينية ستحتاج إلى أكثر من 9 أشهر لإجلائهم.
قرر جزء من هؤلاء المواطنين التصرف بشكل شخصي، أنفقوا الكثير من الأموال، أما رحلتهم فكانت حكاية أخرى، لقد غادر جزء من هؤلاء البحرينيين مشهد على نفقتهم الخاصة، إلى طهران، ومن طهران إلى الدوحة ومن الدوحة إلى مسقط، وكان من المفترض لرحلة طيران الخليج القادمة من مسقط أن تقلهم إلى البحرين أخيراً.
عوائل 76 بحرينياً عائداً تواصلوا مع السلطات البحرينية، وأبلغوهم بقدومهم، وقامت الجهات الطبية المختصة بالتواجد في المطار لاستقبالهم وإجراء الفحوصات اللازمة لهم فور وصولهم، لكن أوامر عليا وصلت للطواقم الطبية تطلب منهم المغادرة لأنها لا تريد الآن استقبال المتواجدين في مسقط.
رفض قائد الطائرة السماح للـ 76 بحرينياً بصعود الطائرة، بداية تأجل موعد الإقلاع، ولاحقاً ألغيت الرحلة برمتها. فجأة أصبح مصير البحرينيين مجهولاً، السلطات العمانية ترفض استقبالهم، وتطلب منهم العودة إلى إيران عن طريق الدوحة (بالطريقة التي قدموا بها إلى هنا)، أما الدوحة فهي الأخرى ليست في وارد استقبالهم. لم يعد لشعار «خليجنا واحد» أي معنى، فالخليج كله لا يريد استقبال هؤلاء البحرينيين، بدءاً من وطنهم، لا لذنب اقترفوه سوى تواجدهم في إيران أثناء تفشي الفيروس اللعين.
المحزن لهؤلاء المواطنين، أن يروا وقاحة شخص مثل مستشار ملك البحرين نبيل الحمر، الذي تباهى باستقبال البحرين لـ 800 كويتي قادمين من أوروبا والولايات المتحدة. لقد قدم الأشقاء الكويتيون على متن الناقل الوطني للبحرين، وأجريت لهم الفحوصات، ووفق صحيفة الأيام فقد وضع المصابين منهم في العزل الصحي، لكن الناقل الوطني ذاته، رفض السماح لأبناء البلد بالصعود إلى الطائرة والعودة إلى الوطن.
بعض الأشقاء الكويتيين تعاطفوا مع البحرينيين. نشر النائب الكويتي صالح عاشور عبر حسابه في تويتر مناشدة إلى أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لاستقبال البحرينيين العالقين في مطار مسقط، فيما ترفض سلطنة عمان (العالقين فيها) ودولة قطر (القادمين منها) استقبالهم ويراد لهم العودة إلى إيران.
تراجعت السلطات البحرينية لاحقاً عن مطلبها بإعادة مواطنيها إلى إيران. قالت وزارة الصحة إنها تنسق مع السلطات العمانية لإجلائهم، لكن هذا لا يغير من حقيقة أن ما حصل كان فضيحة بكل المقاييس. صحيح أن المسؤولين لن يرف لهم جفن وما باتوا يخجلون من أي شيء، لكن الأكيد إن التاريخ سيدون ما حصل، ليبقى ما حدث وصمة عار يلاحقهم إلى الأبد.