مرآة البحرين (خاص): ما هذا الاستخفاف الهابط بالمواطنين البحرينيين العالقين في مشهد؟ ما هذا اللعب السمج وغير المسؤول بعواطف الناس ومشاعرهم؟ للمرة الثالثة على التوالي تعلن الجهات الرسمية عن رحلة مقررة لدفعة  ثانية من الزوار العالقين، ثم يتم إلغاؤها في اللحظة الأخيرة.

يوم الإثنين 23 مارس 2020، ألغيت الرحلة التي كان مقرراً لها مغادرة مدينة مشهد باتجاه مطار البحرين الدولي حاملة عدداً من المواطنين العالقين في إيران منذ أكثر من شهر. تم إلغاء الرحلة بعد أن قضى البحرينيون ساعات طويلة ومنهكة في مطار مشهد في انتظار إقلاع رحلتهم. وزارة الصحة ألقت باللوم على الشركة المتعاقد معها وقالت إن سبب الإلغاء أسباب لوجستية لم تأت على ذكرها، وتم إعادة عشرات المواطنين من المطار، رغم إنهاء إجراءات سفرهم، إلى أحد الفنادق.

ثم أعلن في اليوم التالي استبدال الرحلة الملغاة بأخرى مساء الثلاثاء 24 مارس، وظل البحرينيون يترقبون خبر وصول الدفعة الثانية ليتفاجئوا مرة أخرى بإلغاء الرحلة (GAV3332) المقررة لإجلاء المواطنين المتواجدين في مدينة مشهد الإيرانية على الخطوط الجوية الأوكرانية. وحتى الآن لم يصدر تصريح من أية جهة رسمية عن سبب الإلغاء، هذا إذا كانت هناك خطة حقيقية لهذه الرحلة أصلاً.

هل نحن حقاً أمام دولة تعرف ماذا تريد أم أمام شرذمة لا قرار لها ولا دراية بما تريد؟ و هل العالقون مواطنون بحرينيون ملزمةٌ الدولة بتحمل كامل مسؤوليتها عن كل ما يتعرضون له في ظل وضع عالمي موبوء، أم أنهم مجرد نعاج لا راع لهم ولا مسؤول ولا يعنون أحداً؟ 

منذ 11 مارس، ومع استقبال الدفعة الأولى التي بلغ عددهم 165 بحرينياً من من أصل 1300، تفاءل البحرينيون أن العد التنازلي قد بدأ لإجلاء العالقين في مشهد وتنفسّوا الصعداء، لكن ذلك لم يدم سوى ساعات عندما أعلن تغيير الجدولة التي تم وضعها للإجلاء على شكل دفعات، وكان تعليق الحكومة: سيتم الاجلاء بحسب الطاقة الاستيعابية للفحص والحجر والعزل والعلاج. 

5  حالات وفاة بين البحرينيين العالقين في مشهد، وما زالت الطاقة الاستيعابية للفحص والحجر والعزل والعلاج غير واضحة. أكثر من شهر الآن والدولة مكانك سرّ فيما يتعلّق بإجلاء 1300 مواطن بحريني. لم تتوقف حركة الطيران إلى مطار البحرين من كل دول العالم، ويدخل البلاد بشكل يومي مئات القادمين من بلدان مختلفة يتم وضعهم في حجر صحي مخصص، رعايا أجانب وآسيويين تقوم وزارة الصحة باستضافتهم في فنادق لمدة 14 يوماً، لكنها تعجز عن تدبير مكان مناسب لدفعة ثانية من البحرينيين العالقين في مشهد. 

 ويبدو أن طاقة البحرين الاستيعابية للفحص والحجر والعزل والعلاج متاحة للجميع ولكل من يأتي من الخارج من كل دول العالم عدا البحرينيين العالقين في مشهد، لا طاقة استيعابية لهم.