حميد الخاتم... لن تشعر بعد اليوم بآلام السجن

المرحوم الشاب حميد الخاتم
المرحوم الشاب حميد الخاتم

2020-02-01 - 5:55 ص

مرآة البحرين (خاص): مر يوم الجمعة 31 يناير 2020 حزينا على قرية سماهيج وعشرات النشطاء من البحرين، بعد تلقي نبأ وفاة الشاب حميد الخاتم.

توفي الخاتم (38 عاماً) بعد صراع مرير مع مرض السرطان في المعدة، أصيب به في السجن، حيث كان يقضي حكماً لمدة عام بتهمة "إهانة الملك" عبر تويتر.

حميد الخاتم لمن لا يعرفه، شاب رياضي يعشق كرة القدم ولا يفوّت أي مسابقة رياضية في قريته، محب لوطنه يشارك في المسيرات والفعاليات الاحتجاجية دون كلل أو ملل، لا يعرف عنه عداوته لأحد أو عداوة أحد له في سماهيج.

الابتسامة لا تغادر وجهه، وعلى الرغم من عشقه لخوض النقاشات السياسية، لكنه دائما يمتاز بالهدوء والصوت المنخفض.

قاده إصراره في الدفاع عن المعتقلين والمظلومين من أبناء شعبه إلى السجن، حيث فقد وظيفته وحريّته لكنه كان صلباً شامخاً، لم يشعر بندم على ما كتب أو نشر دفاعاً عن مبادئه.

يقول رجل الدين الشيعي المعتقل سابقاً الشيخ محمد منسي إنه تعرف على حميد الخاتم في السجن، حيث أودع مبنى 4 عنبر 5، وهناك "كان يتمتع بصحة جيدة ونشاط ويلعب كرة القدم بحماس، ولكن بعد فترة بدأت لديه آلام في البطن وقل نشاطه وكان يظهر عليه التعب، وكلما أسأله يبدي تصبراً وتعلو وجهه تلك الابتسامة الهادئة المتعالية على الآلام.. وكان يغيض السجانين حتى بمشيته شامخ الرأس".

وفي السجن كان حميد الخاتم مثل المئات من رفاقه المعتقلين لأسباب سياسية، محروماً من العلاج ويعاني من إهمال طبي، فتمكن السرطان منه حيث وصل إلى المرحلة الرابعة مع خروجه من السجن، ليغادر بعدها البلاد لتلقي العلاج في الهند، حيث بقي لحوالي 6 أشهر هناك قبل أن يعود إلى البحرين.

في البحرين ما لبث قليلاً حتى عاد إليه المرض بشراسة أكثر، كان يشعر بآلام مستمرة في المعدة، لكنه لم يكن يشكو من شيء أمام أحد، كان دائم الابتسامة، بل إن اتصالا أجراه بأحد أصدقائه قبل يوم من وفاته، قال فيه إنه بخير وإنه لا يعاني من أية آلام.

كان حميد واحداً من خيرة أبناء البحرين، شاب من أسرة فقيرة لكنها كريمة، محبوبة ومحبة للناس، كان حميد شاباً اجتماعياً شعر كل من عرفوه بأنه صديق لهم، ومن صفاته إنه كان عنيداً في الدفاع عن آرائه ومعتقداته لكن بصدر رحب للآخرين المختلفين معه، وكان عنيداً أيضاً في صراعه مع مرض السرطان، لقد حارب المرض لأكثر من ثلاثة أعوام، لكن المرض هزمه أخيراً ليغادر هذه الدنيا حاملاً معه مظلوميته إلى ربه، تاركاً وراءه زوجة وأربعة أبناء (ابنين وبنتين)، ومئات المحبين المتألمين لفراقه.