صفقة القرن وجه آخر من بعد النظام عن الشعب في البحرين
2020-02-01 - 5:52 ص
مرآة البحرين (خاص): لم يعد الحديث عن بعد النظام البحريني عن شعبه يعتبر كلاماً مرسلاً يحتاج إلى أدلة كثيرة، وباتت الشواهد كثيرة ومتوفرة، كل ما تحتاجه قليلاً من القراءة والمتابعة المتأنية للأحداث فقط.
ما حدث قبل أيام في البيت الأبيض بواشنطن كان فضيحة من العيار الثقيل، لقد حضر السفير البحريني عبدالله بن راشد آل خليفة (الثلاثاء 28 يناير 2020) حفل إعلان صفقة القرن، بمعية سفير الإمارات يوسف العتيبة وسفيرة سلطنة عمان حنينة المغيرية.
لم يخجل السفير البحريني وهو نجل وزير الداخلية راشد آل خليفة، من الجلوس في الصف الخامس وهو يصفق لترامب ونتنياهو أثناء إعلانهما عن تفاصيل الصفقة التي لم تحظ بموافقة أي من الأطراف الفلسطينية، بل واصل تصفيقه موزعاً ابتساماته للكاميرات وهو يستمع إلى ترامب ونتنياهو يشكرانه هو وزميلاه من الإمارات وسلطنة عمان على حضورهم الاحتفال الذي غاب عنه بقية الأشقاء العرب.
ومنذ العام 2011 اعتمد النظام البحريني خطوات جريئة للتطبيع مع إسرائيل، بحثاً عن دعم دولي وغطاء للقمع المستمر لشعبه، وكان له (النظام البحريني) ما أراد، لقد استقبل عدداً من الوفود الإسرائيلية الرسمية في البحرين في اجتماعات كونجرس الفيفا ولجنة التراث التابعة للأمم المتحدة وفعاليات أخرى، كما لم يتوان وزير الخارجية البحريني المقال خالد آل خليفة عن إعلان دعمه الصريح لإسرائيل في هجومها على 3 دول عربية (العراق، سوريا ولبنان)، ودافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، واستنكر الرد من الجانب الآخر المعتدى عليه!.
بالغ الوزير البحريني في التطبيع، واجتمع علناً بنظيره الإسرائيلي في واشنطن وهو الأمر الذي لم يتجرأ بعد أحد من نظرائه الخليجيين فعله، كما قامت البحرين في خطوة لم يسبقها إليها أحد من دول الخليج على استضافة وسائل إعلام إسرائيلية علناً في المنامة، وذلك لتغطية الورشة الاقتصادية (الشق الاقتصادي لصفقة القرن) التي استضافتها البحرين دون غيرها من الدول.
وعلى هامش تلك الورشة أجرت وسائل الإعلام الإسرائيلية مقابلات مع خالد آل خليفة، وتحدثت لاحقاً بإعجاب عن النظام البحريني وجرأته في التطبيع مع تل أبيب.
لقد حول آل خليفة البحرين إلى دولة آمنة للإسرائيليين الذين باتوا يزورونها بشكل دوري ويلتقطون الصور في معالمها السياحية والتاريخية، ولم نعد نستغرب رؤية شخصيات إسرائيلية وهي تنشر صورا لها من معالم سياحية في البحرين، كما فعلت وزيرة الخارجية السابقة لإسرائيل تسيبي ليفني.
إلا أن التطبيع المتسارع مع إسرائيل يواجهه رفض شعبي مطلق من الشيعة والسنة، ولا يبدو أنه يلقى ترحيباً من أحد، بل بات واضحا جداً بُعد النظام البحريني عن شعبه في مثل هذه القضية.
ما حدث الثلاثاء في البيت الأبيض كان وصمة عار على نظام البحرين، وسيسجل التاريخ كيف أن أسرة آل خليفة كانت سبّاقة لتصفية القضية الفلسطينية والتنكّر للمطالب الفلسطينية المحقّة، أما شعب البحرين فقد تبرأ مما قام به النظام عبر مسيراته وكتاباته العلنية في وسائل التواصل الاجتماعي والتي قد تؤدي بعدد من نشطائه إلى السجن.