وداعًا ياوالد الشهيد.. موسى العبّار الرجل الذي هزم السلطة

موسى العبار مع أحفاده (إرشيفية)
موسى العبار مع أحفاده (إرشيفية)

2020-01-18 - 10:32 م

مرآة البحرين (خاص): رجل واحد في البحرين أرغم السلطة على إصدار شهادة وفاة ابنه الشهيد مقرونة بسبب الوفاة الحقيقي بعد أن زيّفته السلطة في باديء الأمر، هذا الرجل مات اليوم منتصراً.

توفي اليوم السبت 18 يناير 2020 الحاج موسى العبار وهو والد الشهيد عبدالعزيز العبار، قضى أيامه الأخيرة في مستشفى السلمانية في وضع صحي صعب إثر تعرضه لعدة جلطات.

قصة الشهيد عبدالعزيز العبار منذ إصابته، وبقائه نحو 52 يوماً في غيبوبة تلاها إعلان استشهاده، ثم معركة استخراج شهادة وفاة تحوي السبب الحقيقي لمقتله، استمرّت لمدة 80 يوماً، واحدة من القصص الخالدة لحراك 14 فبراير المطالب بالديمقراطية في البحرين.

بتاريخ 18 أبريل 2014 أصيب الشاب عبدالعزيز العبّار (27 عامًا) على يد قوات النظام بمقذوف ناري (رصاص الشوزن اﻻنشطاري) في رأسه في إحدى المواجهات خلال تشييع أحد النشطاء في منطقة سار، سقط على إثرها مصابًا ليدخل في غيبوبة لمدة 52 يومًا وافته المنية بعدها.

أنكرت السلطات الأمنية البحرينية السبب الحقيقي الذي أدّي لإصابته في تقرير شهادة الوفاة، وكتبت أن السبب تلف في المخ علما بأن الشهيد لم يكن يعاني من أية أمراض.

بدأت معركة عائلة العبّار من أجل تغيير التقرير المزيف، أحرجت الدوائر التابعة للسلطة.

ذهبت العائلة إلى النيابة العامة، ووحدة التحقيق الخاصة، ومكتب الطبيب الشرعي المعاين، ومسؤول قسم الأدلة الجنائية، والأمانة العامة للتظلمات، والمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، ومكتب وكيل وزارة الصحة، ومركز شرطة البديع للإبلاغ عن الإصابة وحثت عدد من الشخصيات والمحامين للسعي لاستلام نسخة من تقرير النيابة العامة، إلا أن السلطة البحرينية لم تبد أي لين لتغيير شهادة الوفاة التي كانت تعتبرها شهادة دامغة على تورطها في مقتله.

أثناء ذلك، تدفق المئات من أفراد الشعب والنشطاء الحقوقيين وعدد من السياسيين والإعلاميين وعلماء دين نحو منزل الشهيد من أجل التضامن مع موقف الأسرة ومطالبها.

عمل أهل الشهيد بقيادة الوالد الصلب المكافح موسى العبّار دون توقف، بقت الجثة في ثلّاجة الموتى نحو 80 يوما في انتظار إصدار التقرير الحقيقي الذي يثبت واقع وأسباب مقتله.

وفي اليوم العالمي لمناصرة ضحايا التعذيب اعتصمت عائلة الشهيد أمام مبنى الأمم المتحدة وطالبت الأمين العام للأمم المتحدة والمفوّضة السامية لحقوق الإنسان التدخل.

وبالفعل اضطرت السلطة بصورة نادرة للخضوع أمام الإصرار والصبر الاستثنائي لموسى العبّار وعائلته وتم تسليمهم شهادة وفاة تثبت تعرض الشهيد لطلق برصاص الشوزن في رأسه وهو السبب الحقيقي بالفعل.

بعد استلام الجثمان شيعت الجماهير الشهيد عبدالعزيز العبار في موكب حاشد رغم حصار القوّات الزمنية لقرية السنابس، خلّف الشهيد وراءه طفلين يتيمين، ووالدين لم يتركا حقيقة مقتله تضيع بين أضابير النيابة العامة أو وزارة الصحة.

اليوم بعد ست سنوات من رحيل الشهيد، يلحق به والده شاهداً على الظلامة، رحل وهو يحمل دليل هزيمته للسلطة القاتلة، شهادة دامغة بأنها قتلت أبنه.. غدًا يوم الحساب.