مرآة البحرين: قال منتدى البحرين لحقوق الإنسان بأنَّه رصد عشرات الشكاوى للمعتقلين خلال الفترة الماضية بسبب انتهاك حقهم في تلقي العلاج المناسب واللازم وبالأخص في سجن جو المركزي؛ وذلك بسبب تحول الحرمان القاسي من العلاج إلى أحد أشكال التعذيب النمطية في البحرين نتيجة تردي أوضاع السجون، وعدم المسائلة القانونية للمتورطين بهذه الانتهاكات.
ولفت المنتدى إلى أنَّه: "بدلا من أن تبادر وزارة الداخلية إلى تحسين الأوضاع الصحية للمعتقلين لاسيما من يعاني من أمراض مزمنة أو مستعصية مثل السرطان فإنَّ الوزارة تبذل ما بوسعها لمساعدة بعض المؤسسات مثل الأمانة العامة للتظلمات والمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في مهمة إنكار الانتهاكات في السجون".
وأشار المنتدى إلى أنَّه "من حق السجين الحصول على العلاج اللازم مجانا لكل حالة تسترعي العلاج وإذا لم يتوفر بعيادة السجن ينقل للمستشفيات العامة، بينما بلغ الحال بتردي أوضاع السجون البحرينية أن يضطر بعض ضحايا الحرمان من العلاج لاقتلاع أسنانهم بمساعدة زملائهم، وعندما يسأل الضحية: لماذا فعلت هذا، يجيب: من شدة الألم لم أجد حلا آخر".
وذكر المنتدى "بالوفاة المفاجئة في سجن جو لضحية التعذيب محمد سهوان في 16 مارس 2017 والذي كان مصابا في منطقة الظهر والساقين والرأس برصاص الشوزن المحرم دوليا جراء استخدام القوة المفرطة من قبل الأجهزة الأمنية في 17 أبريل 2011، ولم يتلقى العلاج المناسب واللازم على الإطلاق ل 80 شظية في رأسه خلال فترة احتجازه التعسفي رغم أنه طالب بذلك عدة مرات ورفضت إدارة السجن والنيابة العامة طلباته وهو أحد النماذج التي لاتنسى في الحرمان القاسي من العلاج".
وأكد المنتدى على أن "شيوع أنماط مختلفة من أشكال الإساءة في السجون وأماكن احتجاز المعتقلين تؤكد عدم التزام البحرين بتعهداتها الدولية بوضع التدابير اللازمة لمنع التعذيب وسوء المعاملة التي ينص عليها القانون الدولي والوطني، كما أن سياسة الإفلات من العقاب وغياب الرقابة القضائية على أماكن الاحتجاز تجعل من هذه الأنماط وأشكال الإساءة منتشرة في سجون البحرين، والكثير منها يتم أثناء التحقيق أو قبله للضغط على المعتقلين للإدلاء باعترافات ضد أنفسهم أو ضد معتقلين آخرين يتم توظيفها للملاحقات القضائية، الأمر المخالف لمبدأ حق المتهم في التزام الصمت وعدم الإرغام على الشهادة أو الاعتراف بالذنب".