افتتاحية حصاد 2019: فزنا وما ربحنا

حافلة تقل لاعبي منتخب البحرين لدى عودتهم من الدوحة أمس الاثنين
حافلة تقل لاعبي منتخب البحرين لدى عودتهم من الدوحة أمس الاثنين

2019-12-30 - 9:39 ص

مرآة البحرين (حصاد 2019): لحظتا فرح أجمع عليها البحرينيون بكل أطيافهم، فرح مخاض الميثاق في 2001، وفرح الفوز بكأس خليجي 24. في اللحظتين كنا أمام إنجاز وطني لا تخالطه شائبة، اختبرنا أنفسنا ووطنيتنا وحلمنا الجماعي. تأكدنا أننا ما زلنا بخير، لم تصرم السنوات العجاف المساحة الخضراء المؤمنة بالأمل في زراعة وطن مشترك.

 الحكم الرشيد، يحتاج إلى سياسة راشدة تلتقط اللحظة الوطنية التاريخية، لتصحح أخطاءها وتراجع أداءها. القوة والتفوق والنصر تتحقق بالتقاط هذه اللحظة والبناء عليها، وفتح صفحة تاريخية في الوطن، أما العناد وتفويت الفرصة والدوران في آلة الضغينة والانتقام وتجاهل المعضلة، فهي مظاهر رعونة ومرض، لا مظاهر تمكن وقدرة.

حصدنا في الأعوام السابقة ما يكفي لهدم فكرة الوطن في قلوب الناس وعقولهم، لكن تبين في هذا العام أن الفكرة لم تُهدم، وأنها تنتظر نداء يلتقطها، من أين يأتي النداء؟ من القيادة، القيادة التي تملك مناقبية تاريخية تجعلها جديرة بأن تأخذ شعبها معها نحو منطقة آمنة للعيش المشترك.

الفكرة لم تهدم، بل مازالت تدور وتجول، ما كانت الكرة تدور وحدها في الملعب، فقد كانت أفكار مشتركة ومشاعر مشتركة وأحلام مشتركة تدور في أذهان وقلوب جماعة كبيرة اسمها البحرينيون، يحلمون أن يحصدوا ما فيهم من مشتركات في شكل وطن، وأن يتجاوزوا ما في واقعهم منذ 2011 من إعدام تمزيق وتشطير وسجن وتعذيب وإعدام وتهجير وتسقيط.

كان يمكن لمبادرة العقوبات البديلة وإرجاع الجنسيات أن تذهب بعيدًا لتكون لحظة تاريخية وطنية، نستعيد فيها عافيتنا المضروبة، لكن حصاد الخيبات هو ما يلوح في أفق نهاية هذا العام، لذلك نعتذر لكل البحرينيين لو وجدوا في تقاريرنا الحصادية، ما يعيدهم إلى ما في واقعهم لا إلى ما في أحلامهم التي دار عليها الزمان وجار.

كان يمكن أن يتحول فوزنا التاريخي لربح تاريخي لو كانت هناك قيادة تلتقط نداء اللحظة.