هكذا كانت أجواء نهائي كأس الخليج في سجن جو بالبحرين
2019-12-10 - 1:48 م
مرآة البحرين (خاص): التقطت عدسات هواتف فاخرة لحظات الفرح التي شهدتها البحرين ليل أمس الأول بعد الفوز التاريخي ببطولة كأس الخليج التي تمّنعت 50 عاما على صاحب الفكرة ومستضيف أول نسخها.
تجمعات في الدراز والمحرق وأخرى في الرفاع وسترة لمشاهدة المباراة الختامية مع السعودية، قبل أن تنطلق، في مسيرات للشوارع العامة احتفالا باللقب التاريخي. ولكن، لسوء الحظ، لم تعكس لنا العدسات أجواء اللقاء من سجن جو المركزي.
لقد سمحت سلطات السجن للمعتقلين، في مرة نادرة، بمشاهدة مباراة المنتخب الوطني على الهواء مباشرة، عندها بدأ احتفال أحد المعتقلين: «بيسمحون لينا نطالع المباراة اليوم (...) بشوف صديقي ...» ليرد آخر «ولد عمتي ويّاهم (معهم) بعد».
كان البعض لديه الحماس لمشاهدة المباراة، بينما كان آخرون يفقدون الرغبة في متابعة الفريق الوطني من السجن حيث يقضي بعضهم أكثر من 8 سنوات على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح السياسي.
تسمّر معتقلون في إحدى غرف التلفزيون أمام الشاشة الصغيرة وتذمّر آخرون. إنها فرصة لن تتكرر لرؤية بعض الأصدقاء والأقرباء. كانوا يتصفحون الوجوه، وكلما عرض المخرج صورة للجماهير البحرينية في استاد عبدالله بن خليفة بنادي دحيل دققوا بعناية لعلّهم يرون صديقا أو زميلا سابقا على مقاعد الدراسة.
تحليلات لطريقة اللعب وتفاعل مع الهجمات الضائعة، وآخرون -لا يهتمون كثيرا في اللعبة- يضحكون على «حماسة معتقلين مُعذَّبين تحبس أنفاسهم محاولات الفريق السعودي وتطلق آهاتهم المحاولات البحرينية الضائعة!»
على عكس سير اللعب، وعند الدقيقة 69 من المباراة (الساعة 8:28 مساءً تقريبا)، يتقدم مهدي حميدان من الطرف الأيمن ليمرر كرة عرضية للمهاجم القادم من الخلف محمد الرميحي؛ ليودع الكرة بدوره في شباك فواز القرني.
هذه المرة لن تتدخل الشرطة لضرب من يصرخ من المعتقلين. صرخات احتفالية بالهدف اليتيم الذي ظلّت ترعاه دعوات الأمهات من خارج السجن، وتحرسه ابتهالاتُ أبناءٍ في داخله لا تخلو من الرجاء أن يكونوا قريبا خارج أسوار هذا المكان البائس.
وقوفا ينتظر بعضهم في تلك القاعة صافرة الحكم السويسري ليونيل تشيدي، ليعلن عن فرحة مُرّة لكنها رغم ذلك أكبر من زنزانة السجن، فيما لا يكترث آخرون كثيرا لأمرهم أو لأمر الفريق الذي يتابعونه.
في غرفة أخرى ليست بعيدة، كان لاعب نادي النجمة محمد إبراهيم الملا يتخيّل موقعه من تشكيلة المنتخب الوطني مرتديا قميصاً أحمرًا يحمل الرقم 4. لقد كان جناحا مميزا قبل اعتقاله في أكتوبر من العام 2014.
بالتأكيد، كان يفكر ماذا لو أنه كان مكان الجناح الأيمن مهدي حميدان، هل سيصنع أكثر مما صنع، هل سيمرر الكرة بالطريقة التي مرر بها للرميحي. كانت لحظات صعبة على عاشق لكرة القدم محروم من مداعبتها لأكثر من 5 سنوات.
بعبارات مليئة بالحسرة أرسل الملا تهنئته يقول «ألف مبروك للمنتخب ولاعبيه المميزين... رفعتم الرأس»، لكنه يضيف «أيها الشعب الذي فرح بأكمله للفوز البارحة، فكر بأكملك فينا، نحن أيضا نستحق منك وقفة».