على رأسنا يا كويت
2019-12-02 - 12:35 ص
مرآة البحرين (خاص): كيف قابل المسئولون البحرينيون إساءة المذيع السابق بتلفزيون البحرين محمد البشري (الشروقي) إلى دولة الكويت؟ بالصمت! قالت إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية في وزارة الداخلية بأنها اتخذت إجراءات بحق شخص "لم تعلن عن اسمه" لإساءته إلى دولة خليجية "لم تعلن عن اسمها". وبعد ساعات من ذلك ظهر المذيع المسيء محمد البشري من الإمارات مع "اليوتيوبر" الإماراتي طارق المحياس في بثّ حيّ لكي يشتم والدة الأمير القطري.
في البحرين حين تقول وزارة الداخلية إنها اتخذت إجراءات بحق شخص ما فعليك أن تضع ألف خط تحت ذلك؛ إذ لا أحد يمكنه التأكد بأن ذلك قد حصل فعلاً، خاصّة إذا كان الأمر يعني أحد رجالاتها.
في العام 2016 قضت محكمة الجنايات الكويتية بسجن النائب الشيعي والمحامي البارز عبدالحميد دشتي مدة 3 سنوات بتهمة "الإساءة إلى البحرين" و11 سنة بتهمة "الإساءة إلى السعودية". وتستطيع أن تتأكد من مدى مصداقيّة ذلك باضطرار النائب (الذي أسقطت حصانته البرلمانية بسبب ذلك أيضاً) إلى العيش في المنفى الذي يتواجد فيه إلى اليوم تفادياً لتنفيذ هذا الحكم.
أمّا في البحرين فليست لديك وسائل شفّافة لمعرفة أن شيئاً مثل هذا يمكن أن يحصل. وما إذا كان المذيع الشروقي يتواجد في البحرين أصلاً أو الإمارات، أو ما إذا كان قد أحضر منها أو لا، أو أنّ بيان إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية قد أُصدر لرفع العتب. هذه أشياء يمكنك معرفتها في دولة حقيقية بها أجهزة مستقيمة. أما البحرين فتحكمها منذ 2011 أجهزة متخاصمة متقاتلة طليقة اليد.
لقد قام فريق في العائلة الحاكمة بإيقاف البشري في العام الماضي فقط بتهمة الإساءة إلى رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة فقام فريق آخر منافس في العائلة الحاكمة بإخراجه ورمي قضيّته كلها على أطراف معارضة ليُغلق كامل الملف.
يعرف المذيع البشري الجهة التي تقف خلفه جيّداً، ومستوى نفوذها، تماماً كما تعرف الإعلامية السعودية سارة الدندراوي الجهة التي تقف خلفها حين أقدمت على الإساءة إلى الكويت على قناة "العربية" العام 2018 والتي كرّرتها أكثر من مرّة رغم الغضب الكويتيّ. وكذلك فعل على الدوام المغرّد الإماراتي حمد المزروعي عبر الإساءة إلى أمير الكويت. إنّ جميع هؤلاء يرعون تحت إمرة شيوخ. والشيوخ أبخص!
هناك أمر عمليّات سعودي - بحريني - إماراتي بمهاجمة دولة الكويت في وسائل الإعلام التابعة لها بسبب مواقفها المستقلة من أزمات الخليج. وقد مثلت محادثة وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة مع الرئيس السابق لصحيفة "الشرق الأوسط" سلمان الدوسري قائلاً "الكويت هي أكثر دولة مطلوب منها موقف واضح الآن؛ اضغطوا عليها ولا يهمكم" واحدة من أبرز الأدلّة المتوافرة على مصادر القصف الإعلاميّ الموجّه ناحية دولة الكويت حكومةً وشعباً.
لدى كل من السعودية والإمارات موارد اقتصاديّة ذاتيّة هائلة توفّر لها حرية نسبيّة في تقييم الموقف الكويتي من قضايا المنطقة. لكن ماذا لدى البحرين؟ تعد الكويت أكبر المساهمين الملتزمين في مشروع المارشال الخليجي لإنقاذ مالية البحرين منذ أزمة 2011. ففي العام 2013 أقرت الكويت منحة مالية إلى البحرين بقيمة 2.5 مليار دولار لتمويل مشاريع تنموية. وفي العام 2018 كانت الكويت على رأس المانحين الذين أعلنوا المشاركة في برنامج التوازن المالي المقدر بـ10 مليارات دولار لمساعدة البحرين على السيطرة على دينها العام وتحقيق التوازن بين الإيرادات والمصروفات.
هذه هي الكويت التي لم يتجرّأ أي مسئول بحرينيّ حتّى الآن، ومعه كل الإعلام الحكومي المتلتل، على الدفاع عنها أو قول كلمة خير واحدة في وجه إساءات مذيع مغمور. الشعب البحريني وحده من يقول على منصات التواصل الاجتماعي: على رأسنا يا كويت.