تُكرم الأجانب وتعاقب شبابها المتفوقين وتفتح غرف الفنادق.. هذه هي البحرين بالأرقام

نجل الملك المفضّل ناصر بن حمد يستقبل مسؤولي المعبد الهندوسي ( أرشيف)
نجل الملك المفضّل ناصر بن حمد يستقبل مسؤولي المعبد الهندوسي ( أرشيف)

2019-11-21 - 1:29 م

مرآة البحرين (خاص): هي فترة عصيبة لم تعد البلاد تمرّ بغيرها منذ العام 2011 حتى الآن، الموالون الذين عارضوا الحراك الشعبي المتطلع للديمقراطية ظنّوا أنّ خسارة الحراك ستنعش فرصهم في الحياة على المدى الطويل، لكنّ فترة الانتعاش السريع مرّت لتحلّ سياسة أخرى تفضّل الأجانب بعد تجنيس أكبر عدد تمكّن منه النظام.
البحرين الآن، بها أكثر من 500 ممرض بحريني عاطل، و أكثر من 450 مهندسًا بحرينيا عاطلا، وأكثر من 310 طبيب بحريني عاطل، وأكثر من 600 محامي بحريني عاطل، وآلاف الخريجين من التخصصات الأخرى.
أهم التخصصات يدخلها الشباب البحرينيون ليبحثوا عن فرص أفضل لهم في الحياة، لكنهم يجتهدون في وقت لم يعد مرغوباً فيهم لا لدى القطاع العام وبالطبع ليس القطاع الخاص الذي يستولي الأجانب على أغلب الفرص فيه، فالتجار على دين حكومتهم منذ زمن بعيد.
لا تقبل الحكومة ولا التجار، توظيف بحريني أو بحرينية إلا بعد أن يضمنوا أن أكبر نسبة من راتبه سيدفعها صندوق العمل تمكين خلال عامين، وبعد العامين يجد البحريني نفسه عاطلاً مرّة أخرى. هكذا فعلوا مع قائمة 1912 من العاطلات، رموا أغلبه في الشارع بعد توقف دعم رواتبهم من صندوق تمكين.
هذا حال قطاع شبابي عريض، شباب صغار لا يتذكرون من 2011 شيئاً لأن أغلبهم كانوا صغار السن، لكنّ النظام قرر شق بطن البلاد وحشوها بالغرباء من كل أصقاع الأرض.
تسهيلات متعددة لدخول البلاد، مرّة باسم الاستثمار، ومرّة باسم السياحة، لقد بات البحرينيون لأول مرة منذ عقود أقلية في وطنهم فهم يشكلون 45٪ فقط من مجموع السكّآن.
وليس سرّا ما يتندّر به الشعب هذه الأيام من كون الحكومة تمنح رعايا تايلند، وأوكرانيا، وصربيا، وقريبا روسيا، تسهيلات خاصة لدخول البحرين، يعرف البحرينيون أن آل خليفة قرروا استعادة التوازن المالي من غرف الفنادق ذات السمعة السيئة.
مؤخراً رفضت غالبية مجلس الشورى (25 شوريًا) مقترحاً باشتراط تقديم شهادة حُسن السيرة والسلوك للعامل الأجنبي، على أن تكون صادرة من السلطات المختصة في بلده، ومصدقة من سفارة البحرين، في انحياز فاقع للأجانب، علماً أن البحريني لا يقبل في الجامعة الرسمية ولا يتم توظيفه إلا بعد حصوله على شهادة من وزارة الداخلية ثبت حُسن سيرته وسلوكه.
يبقى السؤال، ماذا يمكن للبحرينيين أن يفعلوا خصوصاً ممن لا يمتلكون الواسطة للحصول على الفرص المتوفرة، وليسوا من عوائل مقرّبة للنظام، والأسوأ إن كانوا من فئات يحاربها النظام، ويعاقب حتى صغارها؟
إنها فترة صعبة وسيئة بلا شك على أهل البحرين، مرحلة التهميش في الوطن، واستصغار المواطن من نواب أو شوريين أو مسؤولين أجانب في الشركات والهيئات، لكن دوام الحال من المحال، هكذا تقول تواريخ الأمم.