وزارة التربية: لن أنشر نتائج توزيع البعثات وغير مسموح لكم أن تعلّقوا

وزارة التربية والتعليم
وزارة التربية والتعليم

2019-08-15 - 12:24 م

مرآة البحرين (خاص): حسناً، لنقل أنها الإسطوانة المشروخة ذاتها التي تثار كل عام، والتي تتكرر بعد ظهور نتائج توزيع البعثات وسط شكاوى الأهالي والطلبة المتفوقين الحاصلين على نسب تتجاوز 95٪ والذين حرموا من رغباتهم الأولى أو البعثات الدراسية التي يستحقونها، لنقل أنها تشويش وإثارة كما تزعم وزارة التربية الموكلين بالدفاع عنها، فما الذي يمنع كشف هذه الحقيقة وفضح كذب أصحاب الاسطوانات والإثارات وإظهار زيف تشويشهم مقابل تأكيد أمانة وزارة التربية في توزيع البعثات؟! هل أسهل من هذا؟ أليس كل مخفي محل شك وشبهة؟ ما الذي يجعل وزارة التربية والتعليم تصرّ على وضع نفسها محل الشبهات وليس لديها ما تخافه أو تخشاه من تلاعبات وتوزيعات غير عادلة؟ ولماذا تصرّ على إبقاء الأسماء ونسب التفوق سرية بعد أن كانت تُنشر في الصحف الرسمية منذ أن تفتح وعينا على هذه الدنيا؟ أليس في هذا تشويش وإثارة كافيين؟

مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بمجرد ظهور نتائج توزيع البعثات والمنح، الأهالي والطلبة والمهتمين والمتابعين. النائب عبد النبي سلمان كتب تغريدة قال فيها "الكثير من أولياء الأمور تواصلوا معنا مبدين رفضهم لنتائج #توزيع_البعثات والمنح لهذا العام وعلى #وزارة_التربية_والتعليم أن تظهر  للرأي العام شفافية التوزيع وعدالته. جريمة أن تكسر قلوب طالبات وطلاب وأولياء أمور المتفوقين الذين سيدخل الكثير منهم نفق الاقتراض لتدريس أبناءهم #البحرين

6 نواب هم كلثم الحايكي، ممدوح الصالح، محمود مكي البحراني، عمار آل عباس، سيد فلاح هاشم،  عبدالنبي سلمان، ⁣طالبوا وزير التربية بنشر نتائج البعثات لإنهاء أي جدل أو استغلال أو طعن بعدالة توزيعها، معتبرين أن هذه الخطوة من شأنها تعزيز مبدأ الشفافية الذي تقول الوزارة أنها تتبعه، وكذلك إنهاء أي جدل أو استغلال أو توظيف لهذه العملية التي تطال المتفوقين من أبناء البحرين بكافة أطيافهم ومشاربهم، وقالوا إن امتناع الوزارة عن نشر هذه المعلومات سيثير الكثير من علامات الاستفهام وسيشكل مادة للطعن في مصداقية وعدالة توزيع البعثات الدراسية. 

وقالوا، بأن عدم استجابة الوزير لمطلب الشفافية المحق، يضعهم في موقف ملزم لاستخدام الأدوات الدستورية تفعيلا للدور الرقابي، وذلك عبر توجيه الأسئلة البرلمانية الملزمة دستوريا أو تشكيل لجنة تحقيق إذا ما استمرت الوزارة في سياسة تغييب البيانات والمعلومات في هذا الشأن. 

القيادي ابراهيم شريف كتب مغرداً "البعثات وسرقة لقمة الطعام من فم الفقراء.. يجتهد أبناء الفقراء ومحدودي الدخل في تحصيل العلم لنيل درجات عليا لدخول أفضل الجامعات، فرصتهم الوحيدة للخروج من دائرة الفقر المغلقة بسبب تدخل الواسطات والتمييز الممنهج. لكنهم يصابون بالإحباط عندما يحصل من لا يستحق على بعثة استحقوها بجدارة".

فيما نشرت الناشطة التربوية جليلة السلمان نماذج لحصول متفوقين على رغبات متأخرة بينها حصول طالبة نسبتها 98٪ على الرغبة السابعة بدراسة اللغة العربية!

المغرد خالد كتب في صفحته في تويتر "أوكد لكم هذا الأمر. إن أكثر البعثات والمنح لا تظهر للجمهور. إنها هدايا لأبناء المسئولين والمستشارين ومن لف لفهم. إنها خطة أحمد عطية الله الرئيس التنفيذي لعصابة الديوان. #البحرين_في_خطر".

وكان جواب التربية على مطالب البحرينيين بشفافية النشر الرد أن ما تتعرض له الوزارة هو "حملة تشكيك مغرضة وظالمة تستهدف نتائج البعثات سنوياً"، ما جعل الكاتب الصحافي قاسم حسين يعلّق على ذلك بقوله "نتحداكم يا #وزارة_التربية_والتعليم ان تنشروا الأسماء والنسب المئوية والتخصصات التي فرضتموها على الطلبة المتفوقين ليعرف الرأي العام الحقيقة. تعاملوا بصدق وشفافية مع الناس ودعوا عنكم هذه الكلاشيهات القديمة التي لا تقنع أحدا.."

فيما غردت الناشطة هدى المحمود "لا يحق لوزارة أن تتهم الناس بالتشويش والإثارة! عندما تُحجب المعلومة في عصر الشفافية والمعلوماتية، يعني إن هناك ما يُراد إخفاءه! كانت نتائج البعثات تُنشر في الصحف! لماذا الحجب الآن، اليوم نُطالب بنشرها على موقع الوزارة الإلكتروني! ثم النقد البناء مُتاح بتوجيه القيادة في البحرين".

النائب بدر الدوسري أراد أن يتكفّل بمهمة الدفاع عن وزارة التربية، فصرّح مهاجماً الناس  بأن التشكيك في "شفافية البعثات هي إسطوانة مشروخة للمعارضة"، فردّ عليه المغرد عباس العماني قائلاً "الإتهام المُستمر لكل من يختلف معكم أو يطرح نقدًا لا يَعجبكم أو تساؤلات مشروعة بأنهُ يستهدف البحرين هو الاسطوانة المشروخة التي سأم الجميع منها ياسعادة النائب". وقال له منتقداً  "ممثّل الشعب يجب أن يقف مع أي دعوة تِطالب بالشفافية سواء أكانت في البعثات أو غيرها".

 لكن بدلاً من أن تعمل الوزارة على إزالة اللبس والتشويش عند الناس، وبدلاً من أن تستجيب لمطالبهم بالشفافية في إظهار نشر توزيع البعثات والمنح، فإنها لم تكتف بذلك، بل أضافت إلى تجاهلها لمطالب الناس حركة إضافية جديدة، قامت بحظر التعليقات على الخبر الذي وضعته متضمناً ردها على شكاوى الناس تحت عنوات "رداً على التشكيك في توزيع البعثات: أغلبية الطلبة حصلوا على رغبتهم الأولى"، فكأنها تقول لهم: لن أنشر توزيع البعثات وغير مسموح لكم أن تعلّقوا.