» تقارير
أم الشهيد علي الشيخ: كلما قلبني الهم سأشكـــــــو يا علي
2012-08-19 - 8:35 ص
والدة شهيد العيد علي الشيخ وفي الإطار صورة الشهيد
مرآة البحرين (خاص): لم يعد شهر رمضان في عائلة الشهيد علي الشيخ ينتظر عيداً، فالعيد اغتال صبيهم ذا الخمسة عشر عاماً قبل عام. رمضان يمر على العائلة مختلفاً هذا العام، منكسراً كئيباً ثقيلاً. يعود بذاكرة ممتلئة بالألم، لا الفرح.
لرمضان خصوصيته عند الشهيد علي، فقد ولد في شهر رمضان، واستشهد في أول يوم من بعد شهر رمضان. يا لهذا الشهر، كم هو محمول بذاكرة موجعة على هذا البيت وهذه القلوب التي فقدت شمعتها المضيئة.
في زاوية البيت الذي غادرته زهوة رمضان، تجلس أم الشهيد علي بذبول، تتلو آيات من القرآن لروح طفلها، ودموعها لا تزال تنهمر بغزارة كأنها لم تغادر اللحظة، هكذا تعيش أيامها في هذا الشهر الفضيل. بين فترة وأخرى تذهب إلى غرفة علي، تناديه وتسأل عنه إخوته الذين يقفون حائرين لا يعرفون ماذا يفعلون: علي يا أمي لن يعود أبدا.
تقول الأم المفجوعة لمرآة البحرين: رمضان هذا العام غير، حزين مؤلم، غصة في الحلق وحسرة على فقد أعز ما في الوجود، لم أستطع الجلوس في البيت في أول يومين من شهر رمضان فهجرته إلى بيت والدي علني أقوى على مقاومة الألم، فحرارة قتله وألم فقده لا يزالان يشتعلان مثل النار في صدري. طفل في عمر الزهور يقتل صبح يوم العيد، ما أكبرها من فاجعة علينا.
لرمضان خصوصيته عند الشهيد علي، فقد ولد في شهر رمضان، واستشهد في أول يوم من بعد شهر رمضان. يا لهذا الشهر، كم هو محمول بذاكرة موجعة على هذا البيت وهذه القلوب التي فقدت شمعتها المضيئة.
في زاوية البيت الذي غادرته زهوة رمضان، تجلس أم الشهيد علي بذبول، تتلو آيات من القرآن لروح طفلها، ودموعها لا تزال تنهمر بغزارة كأنها لم تغادر اللحظة، هكذا تعيش أيامها في هذا الشهر الفضيل. بين فترة وأخرى تذهب إلى غرفة علي، تناديه وتسأل عنه إخوته الذين يقفون حائرين لا يعرفون ماذا يفعلون: علي يا أمي لن يعود أبدا.
تقول الأم المفجوعة لمرآة البحرين: رمضان هذا العام غير، حزين مؤلم، غصة في الحلق وحسرة على فقد أعز ما في الوجود، لم أستطع الجلوس في البيت في أول يومين من شهر رمضان فهجرته إلى بيت والدي علني أقوى على مقاومة الألم، فحرارة قتله وألم فقده لا يزالان يشتعلان مثل النار في صدري. طفل في عمر الزهور يقتل صبح يوم العيد، ما أكبرها من فاجعة علينا.
تصف أم علي فقيدها: علي حيوي نشيط، طاهر القلب، نقي السريرة، بشوش، لا يحمل حقدا على أحد، مسالم لأبعد الحدود، حنون على إخوته ، يحب جدته كثيرا. تسترجع الأم ذكرياتها بحسرة وألم قائلة: كان علي رفيقي كنت أناديه دوما بحبيبي علاوي، مهجة قلبي علي، كل جزء بشهر رمضان يذكرني بعلي ، أشعر بوجوده معي في كل لحظة وأتخيله في كل زوايا البيت. تشير بإصبعها: هنا يجلس علي لتناول طعامه، وهنا يقوم بمشاهدة التلفزيون، وهناك يجلس على حاسوبه الخاص ليتابع كل ما هو جديد على الساحة البحرينية من قمع وبطش وتنكيل!!
تغص الأم بالكلام: وينك علي حبيبي؟... علي وينك؟ تهطل دموعها بغزارة، تتوقف عن الكلام. تتابع بعد برهة: لشهر رمضان ذكريات كثيرة مع علي، فقد ولد في هذا الشهر الفضيل، ولطالما كنت أقول له بأن هذا الشهر هو شهرك يا ولدي، لم أكن أعلم أنه سيكون لهذه الكلمة معنى آخر مخبوء تحتها، لم أعلم أن الشهر الذي شهد ولادته سيشهد قتله أيضاً. لقد أصبح شهر رمضان غصة في حلوقنا، بعد أن كان فرحة في قلوبنا.
تكمل: كان علي يحرص دائما على الذهاب معي لشراء حاجيات رمضان، يحرص على مساعدتي في إعداد الأطعمة الرمضانية والحلويات التي كان يفضلها. هذا العام لا أقوى على الدخول للمطبخ، كل زاوية فيه تذكرني بعلي، فهذا كأسه الخاص الذي يشرب فيه العصير وهذه الأدوات كان يستعملها في صنع طبقه المفضل (التبولة) وتلك الأدوات التي يستخدمها لصنع الحلويات. كل يوم في رمضان يمر علينا ثقيلا. عندما يحين موعد الإفطار يلفني حزن عميق. علي كان يحرص على المشاركة في المائدة الرمضانية بالمسجد القريب من منزلنا، ولا زال أصدقاؤه بالمسجد يتذكرونه ويفتقدوونه والمائدة أيضا التي كان يحرص على المشاركة فيها تفتقده.
يحين موعد تناول وجبة الإفطار. يتحلق أفراد الأسرة حولها. كل في مكانه المعتاد. ويبقى مكان الشهيد خالياً في وجوم. وتبقى والدته تحدق في مكان جلوسه، تغرورق عيناها بالدموع، فتتبعها دموع جميع من على سفرة الإفطار، بهذا يبدأ طقس الإفطار الرمضاني لدى هذه العائلة كل يوم.
لا تختلف وجبة السحور عن الإفطار، لا زالت مشاهد وجبة السحور في العام الماضي ماثلة أمام ناظريها. لعلي طبق مفضل في السحور هو السمك الصافي المقلي. كانت والدته تجهز وجبة السحور وتنتظره حتى يعود من المسيرات الليلة التي تخرج في منطقتهم (سترة-الخارجية). كان علي شديد الحرص على المشاركة في جميع التظاهرات السلمية بالرغم من صغر سنه. آه ما أقساها. الذكريات تجعل الجميع يبكون عليا في السحر كما في الفطور.
يعمد علي في شهر رمضان، إلى ترتيب صالة المعيشة مع أخيه، يحولانها لمجلس قرآني أسوة بالمجالس القرآنية الرمضانية، يجلس هو وأخيه ويطلب من والدته قراءة القرآن. يشاركها أملا في أن يأتي اليوم الذي يستطيع فيه أن يقيم مجلسا قرآنيا في منزلهم الجديد، ويدعو الناس إليه فسكنه الحالي لا يتسع للزوار.
ماذا عن ليلة العيد؟
انهمرت دموع أم علي بغزارة أكثر، تقول: كان يراودني شعور غريب طوال شهر رمضان العام الفائت، لكن لم أدرك السبب. فسرته بأن الوضع الأمني الذي نعيشه أثر في نفسيتي، وجاءت ليلة العيد، الوداع الأخير الذي لم أكن انتظره، أخرجت لعلي ملابس العيد وكان يهم بالخروج للمشاركة في المسيرات الليلية حاملا معه كاميرته الملازمة له في كل الأحوال، لم يعر ملابس العيد أي اهتمام وقال لي جملة واحدة: لا عيد والمعتقلون بالسجون لا عيد والرموز بالسجون، وغدا يا أمي سنرى.
أماه وداعا!! كلمتان كان يكررها علي الشيخ لوالدته التي لم تدرك أبدا بأنه يعنيها، بالنسبة لها كانت هاتان الكلمتان مجرد مقطع إنشادي حفظه علي، لم تنتظر يوماً أن تتحول إلى وداع حقيقي لن تراه بعدها. لم تعلم الأم أنه يوم رسم علي له قبرا، بجانب الشهيد علي المؤمن كان يقصد فعلا ما رسم، ولم تعلم أن زياراته اليومية للملا عباس مع رفيق دربه في الشهادة السيد هاشم، كانت مركزة على موضوع واحد فقط لا غير، ألا وهي الموت من أجل أن يحيا الوطن.
تأخذنا الأم إلى غرفة علي، تخرج ملابس العيد من خزانته الخاصة، تضمهم وتشمهم وتبكي بحسرة وحرقة وتناديه: وينك علي!! وينك علي!! تنوح عليه بصوت ملكوم: وينك يا قرة عيني وينك يا مهجة فؤادي. صباح عيد الفطر، وبعد قليل من الانتهاء من صلاة العيد، وقبل أن يرتدي حلّة العيد، يصاب علي بطلقة مباشرة (مسيل دموع) في الوجه من أحد أفراد قوات مرتزقة النظام، يختنق علي، يبلع لسانه، يسقط أرضاً، فترتفع روحه نحو السماء.
* تقرير مرآة البحرين عن شهادة علي الشيخ.
تغص الأم بالكلام: وينك علي حبيبي؟... علي وينك؟ تهطل دموعها بغزارة، تتوقف عن الكلام. تتابع بعد برهة: لشهر رمضان ذكريات كثيرة مع علي، فقد ولد في هذا الشهر الفضيل، ولطالما كنت أقول له بأن هذا الشهر هو شهرك يا ولدي، لم أكن أعلم أنه سيكون لهذه الكلمة معنى آخر مخبوء تحتها، لم أعلم أن الشهر الذي شهد ولادته سيشهد قتله أيضاً. لقد أصبح شهر رمضان غصة في حلوقنا، بعد أن كان فرحة في قلوبنا.
تكمل: كان علي يحرص دائما على الذهاب معي لشراء حاجيات رمضان، يحرص على مساعدتي في إعداد الأطعمة الرمضانية والحلويات التي كان يفضلها. هذا العام لا أقوى على الدخول للمطبخ، كل زاوية فيه تذكرني بعلي، فهذا كأسه الخاص الذي يشرب فيه العصير وهذه الأدوات كان يستعملها في صنع طبقه المفضل (التبولة) وتلك الأدوات التي يستخدمها لصنع الحلويات. كل يوم في رمضان يمر علينا ثقيلا. عندما يحين موعد الإفطار يلفني حزن عميق. علي كان يحرص على المشاركة في المائدة الرمضانية بالمسجد القريب من منزلنا، ولا زال أصدقاؤه بالمسجد يتذكرونه ويفتقدوونه والمائدة أيضا التي كان يحرص على المشاركة فيها تفتقده.
يحين موعد تناول وجبة الإفطار. يتحلق أفراد الأسرة حولها. كل في مكانه المعتاد. ويبقى مكان الشهيد خالياً في وجوم. وتبقى والدته تحدق في مكان جلوسه، تغرورق عيناها بالدموع، فتتبعها دموع جميع من على سفرة الإفطار، بهذا يبدأ طقس الإفطار الرمضاني لدى هذه العائلة كل يوم.
لا تختلف وجبة السحور عن الإفطار، لا زالت مشاهد وجبة السحور في العام الماضي ماثلة أمام ناظريها. لعلي طبق مفضل في السحور هو السمك الصافي المقلي. كانت والدته تجهز وجبة السحور وتنتظره حتى يعود من المسيرات الليلة التي تخرج في منطقتهم (سترة-الخارجية). كان علي شديد الحرص على المشاركة في جميع التظاهرات السلمية بالرغم من صغر سنه. آه ما أقساها. الذكريات تجعل الجميع يبكون عليا في السحر كما في الفطور.
يعمد علي في شهر رمضان، إلى ترتيب صالة المعيشة مع أخيه، يحولانها لمجلس قرآني أسوة بالمجالس القرآنية الرمضانية، يجلس هو وأخيه ويطلب من والدته قراءة القرآن. يشاركها أملا في أن يأتي اليوم الذي يستطيع فيه أن يقيم مجلسا قرآنيا في منزلهم الجديد، ويدعو الناس إليه فسكنه الحالي لا يتسع للزوار.
ماذا عن ليلة العيد؟
انهمرت دموع أم علي بغزارة أكثر، تقول: كان يراودني شعور غريب طوال شهر رمضان العام الفائت، لكن لم أدرك السبب. فسرته بأن الوضع الأمني الذي نعيشه أثر في نفسيتي، وجاءت ليلة العيد، الوداع الأخير الذي لم أكن انتظره، أخرجت لعلي ملابس العيد وكان يهم بالخروج للمشاركة في المسيرات الليلية حاملا معه كاميرته الملازمة له في كل الأحوال، لم يعر ملابس العيد أي اهتمام وقال لي جملة واحدة: لا عيد والمعتقلون بالسجون لا عيد والرموز بالسجون، وغدا يا أمي سنرى.
أماه وداعا!! كلمتان كان يكررها علي الشيخ لوالدته التي لم تدرك أبدا بأنه يعنيها، بالنسبة لها كانت هاتان الكلمتان مجرد مقطع إنشادي حفظه علي، لم تنتظر يوماً أن تتحول إلى وداع حقيقي لن تراه بعدها. لم تعلم الأم أنه يوم رسم علي له قبرا، بجانب الشهيد علي المؤمن كان يقصد فعلا ما رسم، ولم تعلم أن زياراته اليومية للملا عباس مع رفيق دربه في الشهادة السيد هاشم، كانت مركزة على موضوع واحد فقط لا غير، ألا وهي الموت من أجل أن يحيا الوطن.
تأخذنا الأم إلى غرفة علي، تخرج ملابس العيد من خزانته الخاصة، تضمهم وتشمهم وتبكي بحسرة وحرقة وتناديه: وينك علي!! وينك علي!! تنوح عليه بصوت ملكوم: وينك يا قرة عيني وينك يا مهجة فؤادي. صباح عيد الفطر، وبعد قليل من الانتهاء من صلاة العيد، وقبل أن يرتدي حلّة العيد، يصاب علي بطلقة مباشرة (مسيل دموع) في الوجه من أحد أفراد قوات مرتزقة النظام، يختنق علي، يبلع لسانه، يسقط أرضاً، فترتفع روحه نحو السماء.
* تقرير مرآة البحرين عن شهادة علي الشيخ.