«أبو سعيد قراقوش» يلف الحبل على سبعة موظفين في «السياحة»
2019-08-02 - 1:44 م
مرآة البحرين (خاص): من بين الطرائف التي تروى عن أبو سعيد قراقوش الذي كان عاملا لصلاح الدين الأيوبي أنه صدر حكمٌ بشنق رجل قصير القامة، و لما رأى قراقوش أن الحبل لا يصل لرقبة الرجل القصير، أمر باستحضار رجل طويل القامة و شنقه بدلا منه.
في البحرين، لدى قراقوش طرائف جديدة من الأحكام، فبما أن حبل القانون يقصُر عن الجناة من العائلة الحاكمة ومقرّبيها، فإنه صار يُعاقب به كل من يتقدم بشكاوى ضدهم. وهذا ما فعله قراقوش بموظفي «هيئة السياحة».
لم يعرف 7 موظفين في السياحة أنهم تحت قضاء أبو سعيد الغريب، فقاموا بصياغة لائحة دعوى ضد الوزير المقرّب زايد الزياني، آملين أن ينصفهم وأن يعيد لهم كرامتهم التي امتهنها جناب الوزير.
ومما جاء في لائحة الادعاء أن الوزير المدلل يسخر ويهين ويهدد الموظفين بطردهم، وأنه يستخف بكل ما يقدمونه من أفكار للنهوض بعمل الهيئة. وليس ذلك بالعجيب، فالوزير يرى أن جميع البحرينيين يفتقرون للابداع ما عدا مقامه العالي.
ولأنه يرى أن الموظفين ليسوا في مقام اقتراح مشاريع وفعاليات سياحية، فقد قام بشطب العديد من المشروعات، كما قام بتأجيل تمرير ميزانية الهيئة مجمّدا بذلك قدرتهم على تنفيذ المشروعات التي أقرّها هو على مضض.
لائحة من 5 صفحات رفعها الموظفون السبعة إلى فهد بن عبدالرحمن آل خليفة مدير مكتب ولي العهد، ظنا منهم أنه سينتصف لهم من الوزير، لكن حدث ما لم يتوقعه أحد، فقد أمر ولي العهد بتشكيل لجنة تحقيق برئاسة وزير الداخلية.
كانت مهمة اللجنة النظر في «قصد الإساءة والتشهير وأي تجاوز إداري أو مخالفات بعدم الالتزام بالأنظمة وأحكام القانون». أعرض «أبو سعيد» عن ما تضمنته اللائحة الطويلة من تجاوزات، وصار الموظفون محل الاتهام.
وبعد شهر من التحقيقات التي أجرتها اللجنة برئاسة وزير الداخلية، خلصت إلى «ارتكاب الموظفين جريمة التشهير بالوزير المسكين»، وعليه فقد أمر مجلس الخدمة المدنية برئاسة ولي العهد نفسه بتوقيفهم وإحالتهم للجنة تأديبية.
لم يلتزم الموظفون المجرمون، في حكم قراقوش، الأدب في التعامل مع الكبار. فالقانون غير المكتوب في البحرين هو أن على الصغير أن يعرف حجمه عندما يتعلق الأمر بالوزراء، فالوزير محل ثقة الملك وعائلته وحاشى لهم أن يكونوا محل تشكيك.
لقد تمت إضافة الموظفين السبعة إلى رئيس الأوقاف الجعفرية المطرود الشيخ محسن العصفور الذي اشتكى وزير العدل خالد بن علي للديوان الملكي، وإلى مدير القسم الرياضي في الأيام عقيل السيد والصحافي عبدالله البابطين اللذين انتقدا عمل الوزير أيمن المؤيد القريب من نجل الملك ناصر بن حمد.
ستبقى قائمة الضحايا تلك مفتوحة، إلا إذا التزم البحرينيون الأدب في التخاطب مع الوزراء والمسؤولين المدللين، نزولا عند قضاء «أبو سعيد» وتجنّب إغضاب الشيوخ الذي يبدو أنه أحد من المشي على السيف.