إيران: مستعدون للأسوأ لإنقاذ الاتفاق النووي في المواجهة مع أمريكا

حسن روحاني
حسن روحاني

2019-08-02 - 1:37 م

مرآة البحرين (رويترز): قال الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الخميس إن إيران مستعدة للأسوأ في الصراع المجهد لإنقاذ الاتفاق النووي لكنه على ثقة من أن طهران ستنتصر في النهاية.

وتزايد القلق من نشوب حرب في الشرق الأوسط تأتي بتداعيات عالمية منذ أن انسحبت الولايات المتحدة العام الماضي من الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 وأعادت فرض العقوبات عليها بهدف حمل إيران على تقديم تنازلات أمنية أشمل.

وردت طهران باستئناف تخصيب اليورانيوم الذي يعتبره الغرب سبيلا محتملا لصنع قنبلة نووية لكنها تواجه ضررا اقتصاديا بالغا تحت وطأة العقوبات الأمريكية المشددة التي تهدف إلى خنق تجارة النفط الحيوية.

وقال روحاني في بث تلفزيوني حي "تنتظرنا معركة شرسة، لكن من المؤكد أننا سننتصر".

وأضاف "لا نتصرف على فرض أننا سنحصل على نتائج من خلال المحادثات والمعاهدات" في إشارة إلى مساعي القوى الأوروبية لإنقاذ الاتفاق الذي كبح جماح طموح إيران النووي لكنه لم يستطع حمايتها من العقوبات الأمريكية.

وأضاف "بدلا من ذلك نضع خططنا على أساس افتراض أننا لن نحقق هذه النتائج. ميزانيتنا لهذا العام والعام المقبل... ووزاراتنا تتصرف على هذا الأساس... نتحرك ونتقدم خطوة بخطوة بحرص على المدى الطويل".

وتنم التصريحات المتشائمة لروحاني، مهندس الاتفاق التاريخي الذي أبرم عام 2015 والذي يؤيد بقوة إجراء مفاوضات، عن أنه يفقد الأمل في تفادي الانهيار الأخير للاتفاق رغم أنه ترك الباب مفتوحا لمزيد من التواصل مع أوروبا.

* الهجوم على ناقلات نفط

بعد سلسلة هجمات على ناقلات نفط في مايو أيار ويونيو حزيران، اتهمت واشنطن إيران بالمسؤولية عنها وهو ما تنفيه طهران، يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشكيل تحالف عسكري لتأمين مياه الخليج برغم إحجام الحلفاء الغربيين عن الانضمام إليه خشية نشوب صراع مفتوح.

ودعا أطراف الاتفاق النووي الأوروبيون (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) إلى الدبلوماسية لنزع فتيل الأزمة لكن طهران وواشنطن اتخذتا نهجا متشددا وفرضت إدارة ترامب يوم الاربعاء عقوبات على وزير خارجية طهران محمد جواد ظريف في ضربة أخرى فعلية لأي دعوات أوروبية للحوار.

ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني روحاني قوله "يعودون إلى السلوك الصبياني... يرددون كل يوم 'نريد التحدث.. دون شروط مسبقة‘... ثم يفرضون عقوبات على وزير الخارجية".

وظريف شخصية محورية في الاتفاق النووي وتلقى تعليمه وعاش لسنوات في الولايات المتحدة. ورفض الإجراء الأمريكي وقال إنه لن يؤثر عليه في شيء إذ إنه ليست لديه ممتلكات أو مصالح في الولايات المتحدة.

* إيران تقول أمريكا تخشى حديث ظريف

قال روحاني "بلد يعتقد أنه قوي وأنه قوة عالمية عظمى خائف من مقابلات وزير خارجيتنا"، في إشارة على ما يبدو إلى مقابلات عديدة أجرتها وسائل إعلام أمريكية مع ظريف، الذي يتحدث الإنجليزية بطلاقة، خلال زيارته لنيويورك لحضور اجتماع للأمم المتحدة الشهر الماضي.

وأضاف "إذا كانوا جادين بشأن المفاوضات فمن أفضل من وزير خارجيتنا ليكون محاورهم؟".

وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين في بيان إنه تم فرض عقوبات على ظريف لأنه "يطبق أجندة الزعيم الأعلى الإيراني الهوجاء... (نحن نبعث) برسالة واضحة للنظام الإيراني بأن السلوك الذي انتهجه في الآونة الأخيرة غير مقبول بالمرة".

وفي انتقاده للاتفاق النووي الذي توصل إليه سلفه باراك أوباما، قال ترامب إنه يريد تأمين اتفاق أشمل لن يفرض قيودا أشد على أنشطة إيران النووية فحسب لكن سيحجم برنامجها للصواريخ الباليستية وسينهي دعمها لوكلاء في سوريا والعراق واليمن ولبنان.

وقالت إيران إن أنشطتها النووية بهدف توليد الطاقة لأغراض مدنية وإن صواريخها بغرض الدفاع والردع.

* بريطانيا تستبعد مبادلة الناقلتين

قفزت قضية أمن الملاحة في الخليج، الذي يمر عبر نحو خمس إمدادات النفط العالمية، إلى صدارة الأجندة العالمية منذ مايو أيار عندما اتهمت واشنطن طهران بالوقوف وراء تفجيرات ألحقت أضرارا بست ناقلات على مدى عدة أسابيع.

واتهمت واشنطن إيران بأنها المسؤولة عن الهجمات التي استهدفت ست ناقلات نفط في مايو أيار ويونيو حزيران.

واحتجزت إيران في يوليو تموز ناقلة ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز ردا على ما يبدو على احتجاز بريطانيا ناقلة إيرانية بتهمة انتهاك العقوبات الأوروبية بنقلها النفط إلى سوريا.

واستبعدت بريطانيا يوم الخميس مبادلة الناقلتين. وقال وزير الخارجية دومينيك راب "لن نقايض: إذا احتجز أشخاص أو دول ناقلة ترفع علم بريطانيا بشكل غير قانوني فإنه يتعين الالتزام بحكم القانون وحكم القانون الدولي".

وفي علامة على تزايد القلق بشأن الأمن في الخليج، قالت شركة رويال داتش شل يوم الخميس إنها لا تسير أي ناقلات ترفع علم بريطانيا عبر مضيق هرمز في الوقت الحالي.

وقالت السفارة الأمريكية في برلين يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة طلبت من ألمانيا الانضمام إلى فرنسا وبريطانيا في مهمة لحماية الملاحة عبر المضيق و"التصدي للاعتداءات الإيرانية". ورفضت ألمانيا الطلب.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لمحطة (زد.دي.إف) التلفزيونية الألمانية "الانضمام إلى الموقف الأمريكي، الذي نعتبره جزءا من استراتيجية ممارسة أقصى الضغوط (على إيران)، لم يكن قط السبيل الصحيح بالنسبة لنا ولن يكون كذلك في المستقبل".

وحث السفير الأمريكي لدى ألمانيا ريتشارد جرينل برلين يوم الخميس على تحمل مسؤولية عالمية تضاهي ثقلها الاقتصادي.

وقال "ألمانيا أكبر قوة اقتصادية في أوروبا. يرتبط هذا النجاح بمسؤوليات عالمية".