مرآة البحرين (خاص): لم تكد تنقضي حادثة إساءة مذيعة قناة "العربية" السعودية سارة دندراوي إلى دولة الكويت حتّى تبعها نائب رئيس مجلس الشورى البحريني جمال فخرو الذي أعاد الزجّ باسم الكويت في أجواء الحملات الإعلامية الخليجيّة. فقد صرّح في حسابه الخاص على موقع "تويتر" قائلاً "دور إخوان الكويت في دعم الإخوان في دول الخليج العربي. وشهد شاهد من أهلهم". وأرفق تعليقه بمقطع فيديو للمحامي المصري ثروت الخرباوي الذي تحدّث فيه عن ما أسماه "خطورة التنظيم الإخواني الكويتي". 

ورغم قيام إحدى المعلّقات الكويتيات بتنبيهه إلى أن كلامه يمثّل تدخلاً في الشئون الداخلية الكويتية فقد أصرّ فخرو على رأيه قائلاً "كل ما في الأمر أننا نشارك برأي أحد المنشقين عن الإخوان الذي ذكر بأن إخوان الكويت هم من نظم إخوان الخليج وهذا معروف تاريخيا. لا أعتقد أن هذا تدخل في الشأن المحلي للكويت". 

ويأتي ذلك بعد فترة وجيزة من قيام مذيعة قناة "العربية" سارة دندراوي بإقحامها اسم دولة الكويت بطريقة ساخرة في نهاية تقرير لها حول "قرار قطر خفض سعر الخمور". وقالت المذيعة في نهاية التقرير "ننتظر تعليقات أصحابهم في الكويت على الكرم القطري" في إشارة إلى إخوان الكويت. وهو الأمر الذي استدعى تدخل وزارة الإعلام الكويتية حيث استنكرت "إقحام الكويت بقضایا لا دخل لھا فیھا" معتبرة ذلك "إساءة بالغة غیر مقبولة تجاه الكویت وشعبھا". 

هذا وقد ردّت معلّقة كويتية على فخرو قائلة "شيطنة الإخوان في الدول المجاورة لايعني همزكم ولمزكم على إخوان الكويت.. هم وطنيون يعملون لخير الكويت ولن يستطيع أي أحد إلزام  الكويت على معاقبتهم (لأن هناك طرف شيطان يريد ذلك). الكويت حرة وشعبها حر لا تتلقى إملاءات من أحد ما لم يتبين أننا (مخترقون) كغيرنا". 

وأضافت بأن "السعي إلى شيطنتهم (الإخوان) والضغط على الكويت لمعاقبتهم رغم أنهم وطنيون جدا وأعمالهم بالخير مشهودة، وارتباطهم بالإخوان لايعني سوءهم؛ فكل حركة تتصرف وفقا للوضع في البلد الذي تعيش فيه"، على حد تعبيرها.

وإلى ما قبل الأزمة الخليجيّة كان إخوان البحرين يشغلون حقيبتين وزاريتين في الحكومة البحرينية وهما وزير حقوق الإنسان السابق د. صلاح علي (الرئيس السابق لجمعية المنبر الإسلامي ذراع الإخوان المسلمين في البحرين) ووزيرة التنمية فاطمة البلوشي (العضوة في نفس الجمعية المذكورة). لكنّ نائب رئيس مجلس الشورى البحريني جمال فخرو يتناسى ذلك ويفضّل الغمز من قناة دولة الكويت ضمن مساعٍ دؤوبة لتوريطها في الأزمة الخليجية التي تفضل أن تأخذ فيها دور الوسيط.

وسبق أن كشفت مراسلات خاصة بين وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ورئيس التحرير السابق لجريدة "الشرق الأوسط" السعودية سلمان الدوسري عن ضيق البحرين من الحياد الذي تتخذه دولة الكويت من الأزمة الخليجية. ففي رسالة خاصة إلى الدوسري والتي كُشِفَ عنها مع عشرات المراسلات الأخرى بعد اختراق حساب الوزير على موقع تويتر كتب الوزير "عمان موقفها مفهوم فهذا خطهم، أما قطر  فهي تنفذ أوامر غربية... الكويت هي أكثر دولة مطلوب منها موقف واضح الآن. اضغطوا عليها ولا يهمكم". 

وهو الأمر الذي استجاب له الدوسري عندما نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" بعد أيام من هذه الرسالة الخاصّة عنواناً رئيسياً على صفحتها الأولى: "الحوار الخليجي ـ الإيراني.. فكرة قطرية وصمت كويتي وتحفظ سعودي إماراتي بحريني". حيث ركز الدوسري على الموقف الكويتي العُماني القطري المتمايز عن ذلك الذي تتزعمه السعودية، ناقلاً يومها عن "مسؤول خليجي كبير"لم يذكر هويته، أن موقف الدول الثلاث يشكل "إضعافاً لموقف الحزم الذي اتخذته دول الخليج".