تلفزيون البحرين "اعمل نفسك ميّت"... مقدّمة مسروقة وخاتمة "تلزيق"

قام تلفزيون البحرين بسرقة مقدمة فيلم
قام تلفزيون البحرين بسرقة مقدمة فيلم "الجزيرة" واستبدل الصوت المرافق

2019-07-18 - 11:20 ص

مرآة البحرين (خاص): دع عنك المضمون الساذج للبرنامج الذي بثه تلفزيون البحرين وتعال إلى الجانب الفني فقط. إنه فضيحة يا رجل! لم يُتعب التلفزيون نفسه على الإطلاق. فحتى تتر البداية قام بسرقته من قناة "الجزيرة". نحو 50 ثانية من مقدمة البرنامج البالغة مدته 8 دقائق والذي أريد له أن يكون رداً على برنامج "اللاعبون بالنار" اقتطعت حرفيّاً من مقدّمة برنامج "اللاعبون بالنار" نفسه! وقام المخرج الكسول الذي يستحق إنذاراً مغلّظاً باستبدال الصوت المرافق للمقطع بصوت بديل له "Voice Over" والذي لم يكن غير كلام إنشائيّ بلا فائدة تذكر. إذ لم ترد فيه ولا معلومة مهمّة واحدة. 

الأمر مضحك فعلاً؛ كيف يعدّ تلفزيون البحرين برنامجاً تلفزيونياً للرّد على برنامج خطير حوى تهماً جمّة من دون صورة للمقدّمة. وأدهى من ذلك أن يقوم بسرقة صور البرنامج الذي يردّ عليه ويركّب عليها مقدّمة صوتيّة أخرى ويعرضها لجمهوره. هل يحتاج فريق العمل التعبان إلى درس في أبجديّات العمل التلفزيوني وأنّ الكتابة التلفزيونية هي كتابة لصورة في الأساس وليس العكس؟ إذ الأصل هي الصّورة أوّلاً وأخيراً أما الكلام المرافق لها فمجرّد تعليق. كيف وقد انتهى بنا الحال إلى صورة مسروقة وكلام "أي كلام"!

دع عنك هذا وتعال إلى تتر الخاتمة المثيرة للشفقة حقّاً والتي تثبت مستوى ضحالة خيال من أنتج هذا البرنامج الفلتة. فقد انتهى بصورة وصوت المذيع فيصل القاسم مع جرافيك برنامجه "الاتجاه المعاكس". بالله عليك يا وزير الإعلام ويا مدير إذاعة وتلفزيون البحرين: ما دخل برنامج "الاتجاه المعاكس" في هذه القصة! هلاّ سألتما فريق العمل ما علاقة هذا ببرنامج "ما خفي أعظم" والرد على ما جاء فيه! وما هو مغزى ذلك؟ وما قيمة هذه الصّورة من الأساس وأي خدمة تضيفها إلى مضمون البرنامج الذي يُراد تسويقه.

لقد تبرع جهاز الأمن الوطني بتوضيب الضيوف و"تسنيعهم" وعمل المقابلات معهم وأحضرها جاهزة إلى التلفزيون. فماذا عمل فريق التلفزيون غير القصّ واللّزق! إحدى التهم التي وجهها البرنامج القنبلة إلى قناة "الجزيرة" طعناً في مصداقيّة فيلمها هي أنها قامت باقتطاع الشهادات التي سجّلتها الخلية الإرهابيّة. إن هذا يعني بأنّ على تلفزيون البحرين أن يرينا النموذج الأمثل في الحجّة والإقناع بأن يقوم هو بعرض الشهادات التي سجّلها لهذه الخليّة كاملة. لكنّ هذا لم يحصل. فما شاهدناه في الحقيقة هي مجموعة من الشهادات المقطّعة المجتزأة (5 دقائق) بطريقة ليست فيها أيّ احترافيّة ولا أيّ جهد يذكر. وخاصّة التسجيلات الصوتية لمحيي الدين خان التي لفرط العبث فيها وقصقصتها لا يمكن فهم منها أي شيء. إن كانت تدلّ على شيء في الحقيقة فهي تدل فقط على أن جهاز الأمن الوطني قام بالتجسس عليه كما فعل مع كثيرين غيره ولكن ليس أبعد من ذلك.

إن هذا البرنامج هو نموذج حقيقي للخيبة التلفزيونيّة والكسل في العمل. فأي مبتديء في الـ"Adobe Premiere" يستطيع أن يعمل مادّة مقنعة وحيلاً فنيّة أفضل مما رأيناه بكثير. لو كانت هناك سلطة محاسبة حقيقيّة لأقيل وزير الإعلام وجميع طاقمه الإداريّ. لقد أرادوا رداً مجلجلاً على "الجزيرة" فجعلوها فضيحة بجلاجل.

صورة ليس لها معنى في تتر الختام: فيصل القاسم مع برنامج "الاتجاه المعاكس"