لماذا يريد نبيل الحمر الانتقام من الوزير أيمن المؤيد؟
2019-07-07 - 10:42 ص
مرآة البحرين (خاص): لماذا يريد نبيل الحمر الانتقام من الوزير أيمن المؤيد؟ ببساطة لأن مكتب المحاماة الذي يملكه الوزير يترافع أمام القضاء عن حقوق أربعة من مساهمي صحيفة الأيام، رفعوا شكوى ضد استيلاء نبيل الحمر على الصحيفة، وربما لأن توزير أيمن المؤيد يذكّره كل يوم بعمّه الوزير الراحل طارق المؤيد، ويذكره بتاريخ يده القذرة التي كانت منفضة سجائر للوزير، بالمعنى الحقيقي لا المجازي.
قصة نبيل الحمر المستشار الإعلامي للملك قصة ناقصة في الفضاء العام، تحتاج لأن يتم استكمالها، لنعرف كيف يصعد الفاسدون في الممالك المفلسة.
تخرج الحمر في العام 1968 من مدرسة المنامة الثانوية، وأرسله والده للقاهرة ليدرس الحقوق، لكنه فشل في سنته الأولى، فعاد للبحرين، ليعمل في جريدة الأضواء، الصحيفة الوحيدة في البلاد التي تصدر أسبوعياً ويرأسها الراحل محمود المردي. بعد فشل مشروع الصحيفة، عاد يعقوب الحمر ليرسل ابنه نبيل إلى بغداد، وبعد أربع سنين عاد خريجاً جامعياً من قسم الصحافة بجامعة بغداد، وبرتبة مُخبر ضد زملائه الطلبة.
عمل كمراسل لصحيفة الوطن الكويتية، وبسبب قرب والده من القصر، تحصّل الحمر على عرض من وزير الإعلام السابق طارق المؤيد لإدارة مجلة «هنا البحرين»، وبعد أن أقرّت دول الخليج والعراق إنشاء وكالة أنباء الخليج تم تعيينه مديراً لها، إنها قصة صعود سريع له ثمنه وحكايته.
طارق المؤيد كان ذا شخصية صارمة، هو من صنع نبيل الحمر بعد أن اجتهد في التقرب من الوزير بكل الطرق المذلة، كان يحمل له شنطته ومفاتيح سيارته، وحين كان الوزير المؤيد يدخن ولا يجد منفضة سجائر بجانبه، كان نبيل الحمر يمدّ يده لينفض فيها الوزير رماد سيجارته.
كان الحمر يعرف أنه لا شيء بالنسبة للمؤيد، وأن عليه أن يصبر ويتحمل كل شيء ليصعد فهذه هي قوانين اللعبة في البلد.
تَمكُّن الحمر من الوصول إلى عدة مناصب قرّبته من ولي العهد آنذاك حمد بن عيسى آل خليفة، وكان ولي العهد آنذاك يطمح لتكون لديوانه قناة خاصة يطل من خلالها على الوضع الداخلي للبلاد.
رغب ولي العهد في أن تكون هناك صحيفة تكون محسوبة عليه وتابعة له، وبالفعل عمل الوزير طارق المؤيد لتحقيق رغبة ولي العهد والاستفادة منها أيضًا، لذلك وفي أثناء سفر رئيس الوزراء للخارج في العام 1989، انعقد مجلس الوزراء بحضور ولي العهد، ووافق المجلس بحضوره على تأسيس صحيفة جديدة هي صحيفة الأيام.
تمّ رصد مبلغ نصف مليون دينار من قبل وزارة المالية لتأسيسها، وتخصيص مقر وزارة الإعلام السابق بالجفير مقراً لها. ووُزعت أسهم المؤسسة بنسب متفاوتة: 25٪ للوزير طارق المؤيد، 20٪ لنبيل الحمر، 5٪ لكل من إبراهيم بشمي وسلوى المؤيد، ونحو 3% لخمسة عشر صحافياً مساهماً آخر.
مع الوقت تضخّم الحمر، فاشترى حصص المساهمين لتصل نسبته إلى 59٪. فيما قام بتمليك عائلته: عبد الله نبيل الحمر، ومريم نبيل الحمر وراشد نبيل الحمر ويعقوب نبيل الحمر 1% لكل منهم، ولاحقًا استولى الحمر على نصيب الوزير الراحل طارق المؤيد، هناك من يقول إنه اشترى هذه الأسهم وهناك من يقول إن الوزير «تبرّع» بالأسهم لنبيل الحمر.
لكن عدد من الصحافيين الذين يمتلكون أسهمًا لم يعجبهم استيلاء نبيل الحمر على الصحيفة بطرق ملتوية، فقاموا برفع دعوى قضائية عليه عبر مكتب شركة المؤيد القانونية، وهنا بدأت قصة انقلابه على آل المؤيد وتحديداً وزير الشباب والرياضة الجديد أيمن توفيق المؤيد، وتوفيق هذا هو أخ الوزير الراحل طارق المؤيد الذي صعد بالحمر. فهل حان الوقت ليعض نبيل الحمر تلك اليد التي كانت تنفض رماد السجائر في يده؟