لكن ماذا عن رأس القصة كلها: نبيل الحمر؟
2019-07-05 - 11:31 م
مرآة البحرين (خاص): لقد جيء به من الحضيض، وذاق خمرة السلطة والنفوذ فبات وحشًا كاسرًا.
كل ما كان يملكه هو والده يعقوب الذي كان عمله مع الشيخة زوجة الأمير السابق، عمله كان تلبية شراء الطلبات اليومية لمطبخ القصر، لكن الزمن حمل ثلاثة من أولاده (نبيل، فيصل، باسم) إلى كرسي الوزارة، وصار ابنه نبيل، نديم الملك الخاص في الليالي الملاح، يجلس تحت قدمي الملك دائما ككلب مدلل، لكنه فجأة ودون مقدّمات عضّ ابنيّ الملك مرّة واحدة!.
نبيل الحمر، ربما تحت سكرة السلطة وخمرة النفوذ نسي نفسه، نسي أنّه كان الموظف العادي في وكالة الأنباء الرسمية التي أصبح بعد اقترابه من ولي العهد آنذاك (الملك الحالي) رئيسها، ثم رئيساً لصحيفة الأيام، وبعدها وزيرًا للاعلام، وبعدها مستشاراً خاصا ونديما للملك، واستطاع خلال سنوات بسيطة ضمان حصة لعائلته في الكابينة الحكومية بشكل دائم.
رغم زواجه من عائلة الزياني، لكنه وضع رأسه برأس الوزير زايد الزياني، فخلال شهر فبراير الماضي نشبت أزمة بين صحيفته وبين شركة طيران الخليج التي يرأس إدارتها زايد، ودخلت جمعية الصحفيين التي يتحكم بها نبيل الحمر، على الخط ودعمت صحيفة الأيام، تم إخضاع نائب رئيس مجلس الإدارة في طيران الخليج وليد العلوي وإجباره على الاعتذار للصحيفة، ولم تبد الصحيفة أي لين رغم ذلك.
وعلى غير عادتها قامت صحيفة الأيام بنشر الأخبار السلبية عن كل ما يخص الوزير زايد الزياني، الذي قال خلال مؤتمر صحافي «لا أحب صحيفة الأيام ولن أدلي لها بأي تصريح أو أجيب على أي سؤال منها»، وبعدها بدأت الحرب، استخدمت الأيام كل ما يمكنها ضده، كان نبيل الحمر هو الموجّه الأول لهذه الأخبار، ولم يهمّه أن الزياني هو الوزير الخاص والصديق القريب من ولي العهد، لقد كبر نبيل الحمر وصار لا يهتم.
وهكذا نشرت الأيام وأبرزت خبراً حول رسالة أرسلها بعض المسؤولين في هيئة السياحة لمكتب ولي العهد كشكوى ضد الزياني، وكان رد ولي العهد هو أمره يوم الاثنين (1 يوليو/ تموز 2019) بتشكيل لجنة تحقيق في شبهة التشهير. فصمت الجميع، وصمتت معهم صحيفة الأيام بوق نبيل الحمر.
لكن الخطأ الأكبر لنبيل الحمر، هو خطأه في حساباته مع الوزير أيمن توفيق المؤيد، فهذا الوزير الشاب، كانت هناك رغبة في إخضاعه من قبل نبيل الحمر لغاية مجهولة حتى الآن، ربما لأن الحمر تعوّد إخضاع الجميع كونه نديم الملك الخاص ومستشاره الاعلامي، ووفق معلومات من داخل صحيفة الأيام فإن الصحافي عبدالله البابطين لم يجر الاستطلاع الخاص بشأن وزارة الشباب والرياضة من تلقاء نفسه ولا من قدح أفكاره، بل بطلب خاص وصله، لكن لم يتوقع أحد أن يكون هذا الاستطلاع بمثابة عضة ثانية من نبيل الحمر لنجل الملك المفضل والأثير على قلبه ناصر بن حمد.
لذلك السؤال الآن، لقد تم إخراس منتقدي الوزير الزياني، وتم عقاب منتقدي وزير الشباب، عبر إزاحة عقيل السيد من رئاسة قسم الرياضة في الصحيفة، وإقالة الصحافي عبدالله البابطين، لكن ماذا عن رأس القصة كلها: نبيل الحمر؟.