كوشنر يريد حلا "براغماتيا" لقضية اللاجئين الفلسطينيين

كوشنر متحدثا عن الشق الإقتصادي لصفقة القرن بحضور ولي عهد البحرين
كوشنر متحدثا عن الشق الإقتصادي لصفقة القرن بحضور ولي عهد البحرين

2019-07-05 - 12:39 م

مرآة البحرين (أ ف ب): ألمح جاريد كوشنر الأربعاء إلى أن خطته للسلام في الشرق الأوسط ستسعى إلى تحسين دمج اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية، فيما يعكف على الانتهاء من إعداد اقتراحاته رغم رفض القيادة الفلسطينية لها.

وبعد أسبوع من عقده ورشة عمل اقتصادية في البحرين عرضت تقديم استثمارات بقيمة 50 مليار دولار في إطار خطة السلام، قال صهر ومستشار الرئيس الاميركي دونالد ترامب إنه سيعلن عن الخطوات التالية في خطة السلام "خلال الأسبوع المقبل على الأرجح".

وقال كوشنر، الذي وعد بمقاربة جديدة في صنع السلام في الشرق الأوسط بعد عقود من المحاولات الفاشلة، إن إدارة ترامب تعمدت افتتاح الخطة بحوافز اقتصادية، وستكشف لاحقا عن تفاصيل حول المسائل السياسية الجوهرية.

ولكن في مؤتمر صحافي مع الإعلام العربي، بدا أن كوشنر يفضل تطبيع وضع اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا أو أجبروا على الفرار من بلادهم عند قيام دولة إسرائيل في 1948، وأبنائهم وأحفادهم.

وأشار كوشنر إلى أن عددا مماثلا من اليهود فروا أو طردوا من الدول العربية، وقال "ما حدث للاجئين اليهود هو أنه تم استيعابهم في أماكن مختلفة، بينما لم يستوعب العالم العربي الكثير من هؤلاء اللاجئين (الفلسطينيين) على مر الزمن".

وأضاف "هذا الوضع قائم لأنه قائم. وعندما نطرح حلا سياسيا سنحاول أن نطرح أفضل الحلول المقترحة التي نعتقد أنها براغماتية وقابلة للتحقيق والتطبيق في هذا اليوم والعصر".

وردا على سؤال حول لبنان الذي يرفض منح الفلسطينيين الجنسية ويعيش عدد كبير منهم في مخيمات فقيرة، قال كوشنر إنه يعتقد أن لبنان الذي يعاني من حساسيات طائفية، يريد حلا "عادلا".

وأضاف "أعتقد كذلك أن اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان والمحرومين من الكثير من حقوقهم ولا يعيشون في أفضل الظروف الآن، يودون كذلك وضعا يوفر لهم سبيلا يمكنهم من الحصول على المزيد من الحقوق وأن يعيشوا حياة أفضل".

وتعارض إسرائيل بشدة الإقرار بحق العودة للاجئين الفلسطينيين وتقول إنه سيؤدي إلى نهاية الدولة العبرية.

-تشكك فلسطيني واسع -

يتهم الفلسطينيون إدارة ترامب بمحاولة استخدام المال لفرض حلول تصب في مصلحة إسرائيل، وتشك في نوايا كوشنر، صديق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

واتخذ ترامب خطوة تاريخية بالاعتراف بالقدس المتنازع عليها عاصمة لإسرائيل. والمح كوشنر في وقت سابق إلى أن خطته لن تذكر إقامة دولة فلسطينية، التي كانت هدفا للدبلوماسية الأميركية لفترة طويلة.

وكشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه الأربعاء أن تسعة من كل عشرة فلسطينيين لا يثقون في إعلان الحكومة الأميركية بأن خطتها الاقتصادية التي كشفت النقاب عنها مؤخراً تهدف إلى تحسين وضعهم الاقتصادي

وقال المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في بيان كذلك إن "80% يرون ان مشاركة دول عربية في ورشة المنامة يعتبر تخليا عن القضية الفلسطينية".

كما ان حوالي 80% من المستطلعة آراؤهم يؤيدون قرار القيادة الفلسطينية مقاطعة الورشة، ويعتقدون أن الخطة الاقتصادية الأميركية "لن تجلب الازدهار الاقتصادي للفلسطينيين".

وبيّن الاستطلاع أن "ثلاثة أرباع الفلسطينيين يرفضون خطة ترامب للسلام المعروفة بصفقة القرن".

إلا أن كوشنر قال إن القيادة الفلسطينية بدت "حمقاء للغاية" بسبب مقاطعتها ورشة عمل البحرين، وقال إنها لم تعرض أية طريقة أفضل لتحسين معيشة شعبها.

وعن رد الفعل الفلسطيني قال كوشنر إنه كان "هستيريا وغريبا وليس بناء مطلقا".

ولكن كوشنر قال إ، ترامب، الذي يحب التعامل الشخصي، مستعد للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأضاف "ترامب يحبه كثيرا على المستوى الشخصي. وفي الوقت المناسب إذا كانوا مستعدين للحوار، أعتقد أنهم سيجدون أنه ستكون لديهم فرصة".

وقطعت الولايات المتحدة معظم التمويل الذي كانت تخصصه لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي توفر خدمات التعليم والصحة لخمسة ملايين فلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

ودعت إدارة ترامب إلى تفكيك الوكالة التي أنشئت قبل 70 عاماً على أن تتولى الدول المستضيفة للاجئين مهامها.