مفارقات مقابلة وزير الخارجية مع قناة إسرائيلية.. يريد حوارا مع المستوطنين ويهاجم الفلسطينيين!
2019-06-27 - 2:57 ص
مرآة البحرين (خاص): مفارقات عديدة احتوتها المقابلة التلفزيونية التي خص بها وزير الخارجية البحرينية خالد بن أحمد آل خليفة القناة 13 الإسرائيلية، ليس أعظمها أن يقبل الوزير التحدّث لمراسل القناة العبرية.
فالنظام الحاكم الذي يُطبق على المعارضة السياسية في البلاد منذ سحق الاحتجاجات العام 2011 يريد وزير خارجيته الحوار مع الإسرائيليين بوصفه الطريق الوحيد لتسوية النزاعات!
ويقول الوزير في مقابلة هي الأولى من نوعها لمسؤول خليجي مع القناة 13 الإسرائيلية إنه «يريد التحدث مباشرة إلى الجمهور الإسرائيلي (...) التحدث مع أشخاص تختلف معهم هو دائمًا خطوة من شأنها أن تؤدي إلى تخفيف التوترات».
ويحق لنا أن نستغرب، فنفس هذا الوزير كان صاحيا حتى الفجر ليكذّب ويهاجم بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية جاء فيه إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة لإجراء حوار سياسي شامل عندما التقاه في باريس 30 أبريل/ نيسان 2019.
وبغض النظر عن حقيقة الدعوة التي وجهها الرئيس الفرنسي، لماذا يستنكر وزير خارجية البحرين فكرة الحوار مع المعارضة إذا كان يعتقد أن الحوار المباشر هو الطريق الوحيد لتخفيف التوترات؟ أم أن في البحرين لا توجد توترات؟
منذ أكثر من 8 سنوات والبلاد تعاني من أزمة سياسية كبيرة، حيث يقبع أكثر من 4 آلاف معتقل سياسي في السجون، وتمت تصفية جميع أحزاب المعارضة، ولم تر العائلة الحاكمة أي أهمية للحوار لإنهاء الأزمة وما تبعها من أزمات اقتصادية.
الوزير الذي لم يكتفِ بعار استضافة باكورة أعمال صفقة القرن، راح يعمل أيضا خلال المقابلة على إظهار الفلسطينيين بمظهر الرافض أو المعرقل لعملية السلام من خلال مقاطعة المؤتمر الذي تحضره إسرائيل المهتمة بالسلام.
ويقول الوزير «الحكومة البحرينية حاولت إقناع الفلسطينيين بعدم مقاطعة المؤتمر (...) من الخطأ دائمًا تفويت فرصة لتحقيق السلام (...) كانت هذه فرصة. أردنا رؤيتهم هنا، لكنهم اختاروا عدم المجيء».
فماذا فوّت الفلسطينيون؟ هل فوّتوا 25 مليار دولار على أنفسهم؟ إذا كان الوزير يعتقد أن كل شيء في البحرين قابل للبيع مقابل بقاء عائلته في سدة الحكم، فإنه ليس بالضروري أن يؤمن الآخرون بهذه الفكرة أيضا.
وليس من الضروري أن يؤمن الفلسطينيون، بعد اليوم، بأن أمريكا وسيطٌ يلعب دورا محايدا في سبيل تسوية النزاع، كما يطلب الوزير في حواره الذي يوجه فيه النقد للفلسطينيين «لن تكون فكرة جيدة أن نتجنب دور الولايات المتحدة في عملية السلام».
لقد اتضح للفلسطينيين جيدا دور الولايات المتحدة عندما نقلت سفارتها للقدس بوصفها عاصمة إسرائيل، وأوقفت دعمها للأونروا، واعتبرت مرتفعات الجولان السورية أراضٍ إسرائيلية.
لا يملك الوزير موقفا آخرا إذا ما تعلق الأمر بأمريكا أحد الرعاة السياسيين لنظامه. لقد كشفت المقابلة التلفزيونية ذلك بوضوح، فالوزير الذي تشجّع بلاده توجيه ضربات عسكرية لإيران، يعتقد أن «أمريكا كانت حكيمة للغاية بضبط النفس» بعد إسقاط إيران طائرة تجسس أمريكية.