مرآة البحرين (خاص): ساعات تفصلنا عن انعقاد الورشة الممهدة لـ "صفقة القرن" في العاصمة المنامة تحت إدارة أمريكية، بحضور إسرائيل، ومشاركة كل من السعودية والأردن ومصر والإمارات وسلطنة عمان والمغرب، ومقاطعة كل من فلسطين وسوريا وليبيا وقطر ولبنان والعراق والكويت.

وإذا كانت قوى المجتمع المدني في الكويت عبّرت عن رفضها القاطع لهذه الورشة، وفي الأردن تظاهر المئات رفضاً للورشة، وإذا كانت الشعوب العربية التي تشارك حكوماتها في هذه الورشة تشعر بالعار، فإن البحرينيين يشعرون بعار مضاعف، ففي قلب بيتهم سوف تتم هذه الخيانة. أعلن البحرينيون رفضهم القاطع لهذه الورشة، في وسائل التواصل المجتمعي استبدلوا صور (البروفايل) الخاصة بهم بالعلم الفلسطيني أو الكوفية الفلسطينية، تصدرت صفحاتهم صوراً تضامنية مذيلة بهاشتاق  #فلسطين_ليست_للبيع  #لا_لصفقة_القرن. 

نشر البحرينيون في حسابات التواصل الخاصة بهم عبارة متضمنة أسمائهم تقول "أنا‫ (...........) بحريني الجنسية فلسطيني الهوى عروبي الانتماء، ارفض وبقوة التطبيع مع كيان العدو الغاصب واعتبر اقامة ورشة سلام من أجل الازدهار أو المشاركة فيها خيانة للشعب الفلسطيني، وأعلن برائتي من هذا الفعل الشائن ومن قام به ومن دعمه"، مذيلين العبارة بهاشتاج ⁧‫#بحرينيون_ضد_التطبيع‬⁩‬.

الفنان البحريني خالد الهاشمي المعروف برسومه الكاريكاتيرية الناقدة واللاذعة، نشر كاريكاتيراً جمع فيه بين شخصية "العُبد" الذي يعتبر أيقونة رسوماته منذ عشرون عاماً في وصف حال المواطن البحريني الفقير والمحمّل بالهموم، جمعه مع حنظلة الشخصية الأشهر للرسام الكاريكاتوري الفلسطيني ناجي العلي والذي أصبح رمزاً للهوية الفلسطينية، وقد صوّر خالد الهاشمي "العُبد" ممسكاً بيد "حنظلة" بإحدى يديه، وماسكاً العلم الفلسطيني باليد الأخرى. 

كاريكاتير الهاشمي تصدّر صفحات البحرينيين في مواقع التواصل المجتمعي، وجدوه معبّراً بقوّة عن موقفهم تجاه خذلان حكومتهم للقضية الفلسطينية ونكوصها المخجل. 

المبادرة الوطنية البحرينية لمناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني دعت إلى رفع العلم الفلسطيني على أسطح المنازل خلال انعقاد الورشة التطبيعية في المنامة اليوم وغداً 25-26  يونيو، لاقت هذه الدعوة رواجاً في وسائل التواصل المجتمعي من حيث نشرها والتحشيد لها بين مجموعات المحادثة والحسابات الخاصة.

حلقة نقاشية تحت عنوان "قراءة نقدية في ورشة السلام ودور المجتمع المدني البحريني في دعم الاقتصاد الفلسطيني" أعلنت المبادرة الوطنية لمناهضة التطبيع عقدها يوم الثلاثاء 25 يونيو عند الساعة الثامنة مساءً  في موقع جمعية نهضة فتاة البحرين، لكن لم يلبث أن أعلنت الجهة المنظمة التالي التالي: "بطلب من الجهات المعنية للجمعية المستضيفة نبلغكم بإلغاء الحلقة النقاشية"، فيما بدا واضحاً أن أوامر عليا منعت إقامتها. 

الحكومة البحرينية ماضية في احتقار الموقف الشعبي العام وعدم الالتفات إليه، ضاربة عرض الحائط بما يعتمل في وجدان هذا الشعب من مؤازرة مبدئية للقضية الفلسطينية، في مقابل هرولتها المخزية من أجل تحصيل رضا واشنطن وحليفتيها الرياض وأبوظبي.