تصاعد السخط تجاه (صفقة) البحرين.. تلميع أفعال الخيانة واستبدالها بمصطلحات السلام والازدهار
2019-05-29 - 9:51 م
مرآة البحرين (خاص): ما زالت الأصداء العربية والإسلامية الغاضبة تتوالى منذ إثر إعلان البحرين استضافة صفقة قرن ترامب في نهاية شهر يونيو المقبل، سخط واسع على البحرين التي جعلتها حكومتها وكل من السعودية والإمارات -دون شعوبهم الرافضة- مسرحاً علنياً لخيانة القضية الفلسطينية، وممراً لصفقات التطبيع مع العدو الصهيوني.
تحاول البحرين وشركاءها تلميع أفعال الخيانة والتآمر، واستبدالها بمصطلحات ناعمة وملساء مثل جلد الثعبان: (ورشة عمل اقتصادية)، (السلام من أجل الازدهار).
تقول صحيفة القدس العربي اللندنية في افتتاحية لها أن كل من ترامب، وجاريد كوشنر، صهره ومستشاره السياسي، والسعودية والإمارات والبحرين (التي انخرطت في مهمة تطويع الفلسطينيين ليقبلوا بهذا المخطط) يعملون من أجل إخضاع الفلسطينيين بالقوة، وهو المقصود الحقيقي بكلمة الصفقة. وتضيف أن "الشركاء إيّاهم ما زالوا يعتبرون أن المسألة لغوية بحتة، فما عليك سوى أن تسمّي الإخضاع (صفقة) حتى يقبل الطرف الضعيف بها، وحين لا يقبل فما عليك سوى أن تبتكر لفظة جديدة، وهو ما فعلته البحرين التي طرحت مصطلحا أكثر حيادية لتسمية اجتماع الترويج لـ(الصفقة) وهو (ورشة عمل اقتصادية)"، وتضيف: "ابتكر خبراء العلاقات العامة عنواناً ظريفا له هو (السلام من أجل الازدهار)"
وتقول صحيفة الأخبار اللبنانية إلى أن "هدف الورشة صار معروفاً، وهو إطلاق المرحلة الأولى لـ'صفقة القرن'، إذ ستسعى الإدارة الأمريكية إلى شراء فلسطين حرفياً، بإقناع الدول العربية والغربية بالاستثمار في فلسطين والدول المحيطة بها (لبنان، الأردن، مصر) بمشاريع بقيمة 68 مليار دولار.
الكاتب الفلسطيني صابر عارف انتقد البحرين في صحيفة رأي اليوم اللندنية قائلاً: "لم تكلف نفسها حتى عناء تبليغ السلطة الفلسطينية بما ستفعله مع الأمريكي والإسرائيلي، وهذا يؤكد مستوى ودرجة الانهيار الذي بلغته الدول الخليجية في التآمر المعلن والمكشوف على القضية والشعب الفلسطيني".
وقالت صحيفة العرب اللندنية أن تبرير البحرين استضافة الورشة جاء "بعد أن تصاعد الجدل حول المؤتمر، وبدأت دوائر إقليمية تدفع باتجاه تصوير احتضان المنامة له باعتباره مشاركة بحرينية في تمهيد الطريق لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتمرير الصفقة التي تواجه اعتراضات فلسطينية من زاوية أنّها تستعيض عن الحقوق السياسية للفلسطينيين بمجرّد امتيازات ومكاسب اقتصادية".
وكتب أحمد جميل عزم في صحيفة القدس الفلسطينية: "يمكن رؤية هذا اللقاء من منظارين، الأول أنّه مجرد لقاء يشبه لقاءات سابقة، جرت وانتهت 'كفقاعة' ليس لها نتائج، سوى التغطية وإشغال الإعلاميين. والثاني، رؤية هذه الورشة، جنباً إلى جنب مع لقاءات يعمل الإسرائيليون في الضفة الغربية، على عقدها مع نفر من الفلسطينيين.. لاستبدال السياسة بالاقتصاد".
ووصفت افتتاحية القدس العربي اللندنية الورشة بأنها "محكوم عليها بالفشل الذريع... ولعل بند النجاح الوحيد الذي ستنجزه 'ورشة' البحرين سوف يتمثل في إضافة صفحة جديدة إلى سجل المنامة في التطبيع مع دولة الاحتلال، وتحقيق فوز صريح على سوابق [ولي العهد السعودي] بن سلمان و[ولي عهد أبو ظبي] بن زايد في هذا الميدان".