البحرين وصفقة القرن.. مَلِك المهمات القذرة

ملك البحرين أصبح تابعاً للإمارات والسعودية وفقدت البلاد استقلاليتها جراء سياساته
ملك البحرين أصبح تابعاً للإمارات والسعودية وفقدت البلاد استقلاليتها جراء سياساته

2019-05-24 - 11:55 م

مرآة البحرين (خاص): لم يكد يمضي شهر على المؤتمر التطبيعي لريادة الأعمال الذي عقد في منتصف شهر إبريل الماضي، حتى أعلنت البحرين استضافتها للورشة الاقتصادية التي تنظمها الولايات المتحدة نهاية يونيو القادم، كجزء من الخطة المعروفة باسم «صفقة القرن». لماذا دائماً البحرين؟
في السينما هناك دائماً من يتبرع بالقيام بالأدوار التي لا يقبلها أحد إما بسبب صغر الدور أو حقارته أو هزالته، لكن دائماً ثمّة متبرعين يقومون بتأدية أي دور، مهما كان وضيعاً ومبتذلاً وساقطاً، من أجل الحصول على حفنة من الدولارات. يقول المثل الشعبي الدارج: كل ساقط وله لاقط.
والساقط في اللغة هو المتأخر عن الفضائل، البعيد عن الأخلاق الحميدة، اللئيم المائل عن جادة الصواب، الراسب في أمور حياته، الخامل الدنيء سقط المتاع، وإذا سقط الإنسان من عينك لم تعد له قيمة.
أما اللاقط فهو ما يرفع المُلقى على الأرض، واللقيط هو الوليد الذي يوجد مُلْقًى على الطريق لا يُعرف أَبواه.
لقد جعل النظام البحريني من نفسه هذا الممثل اللاقط، يلتقط كل ما يُلقى في ممرات القذارة والدونيّة الخسّة السياسية، يؤدي الأدوار اللقيطة (غير الشرعية) التي يتحفّظ من إتيانها (جهاراً نهاراً) حتى الممثلين الكبار المعروفين بابتذالهم.
لم يعد هناك شك أن الدولتين الخليجيتين الكبرتين السعودية والإمارات، جعلتا من البحرين مسرحهما لكل واجهات التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل الغاصب، البحرين التي تقدم نفسها اليوم باعتبارها "الحاضنة للمخططات الإسرائيلية والأمريكية لكل المشاريع التطبيعية والمعادية للقضية العربية المركزية" كما قال عبدالباري عطوان.
وواضح بالمثل أن البحرين التي حمّلها النظام فوق طاقتها من الديون وأفلس خزينتها بفساده، وجعلها تعتاش على معونات جاراتها، حتى صارت رهينة مواقفهم السياسية، بل صارت هي نفسها، تبادر بتقديم نفسها بأنها "المحطة الجاهزة لتقديم الخدمات" وفق ما عبر النائب الوفاقي السابق علي الأسود، مهما كانت هذه المهمات قذرة ومحل سخط شعبها واستيائهم الشديد، فهذا لا يهم، ما دام ذلك يمنحها رضا الممولين الكبار وعطاياهم.
البحرين التي تقوم قيامتها ما إن ينتقد أحد أوضاعها الداخلية السياسية والاقتصادية المأزومة ومشاكلها التي تغرق البلاد والعباد، تقدّم نفسها اليوم واجهة لتمرير صفقة القرن التي تمسّ الفلسطينيين وتخصّهم، رغم إعلان السلطة الفلسطينية أنه لم يتم التشاور معها بشأن عقد هذه الورشة، ورغم الإجماع الفلسطيني الرافض للمشاركة فيها، في الوقت الذي وجهت فيه الولايات المتحدة دعوة لحكومة الاحتلال الصهيوني لحضورها.
البحرين التي تعيش عجزاً اقتصادياً مخجلاً، وإفلاس لخزينة الدولة، ودين عام يتراكم كل عام، وفساد متضخم، وأزمات سياسية خانقة، وانتهاكات معيبة لحقوق الإنسان، وحريات مقموعة تصل إلى أدنى مستوياتها، هذه البلد المشحونة بالتوتر والاضطراب والغليان بين الشعب والنظام، هي من تستضيف الآن ورشة عمل تمرير صفقة القرن باسم "السلام من أجل الازدهار"، وتقدّم نفسها عرّابة التطبيع في المنطقة، وتتصدر كل الخطوات الخبيثة التي تتوالى واحدة وراء الأخرى من أجل القضاء على حقوق الشعب الفلسطيني وقتل القضية الفلسطينية، ومن أجل لعق حذاء أمريكا وإسرائيل وحلفائهم من دول الخليج.