السعودية والإمارات تدفعان البحرين للقيادة بينما تستمتعان بالطريق نحو إسرائيل

بسبب ارتهانها ماليّا للسعودية والإمارات تنفذ البحرين مطيعة أجندات خبيثة للدولتين في التطبيع مع إسرائيل
بسبب ارتهانها ماليّا للسعودية والإمارات تنفذ البحرين مطيعة أجندات خبيثة للدولتين في التطبيع مع إسرائيل

2019-05-23 - 2:57 م

مرآة البحرين (خاص): في بعض الأمثال الشعبية ما يغنيك عن ألف مقال، حيث توفّر بعض الأحيان وصفا عميقا لما يجري من أحداث سياسية. وهذا ما ينطبق على ما فعلته السعودية والإمارات اللتان تدفعان البحرين للأعمال القذرة التي لا ترغبان في تصدّرها.

وهذا بالضبط ما يقوله البحرينيون للشخص الذي يفعل ذلك ولكن بطريقتهم الخاصة: «لا تاكل على ضروسي بقل». لقد تجنب السعوديون والإماراتيون رائحة البقل في فمهم وقاموا بطحنه فوق أضراس البحرينيين.

أما البقل هنا فهو مؤتمر البحرين الاقتصادي الذي يعد باكورة خطة «صفقة القرن»، التي أعلن الفلسطينيون (أصحاب الشأن) رفضها، بل اعتبروا بكل صراحة المشاركة في مؤتمر المنامة «خيانة» ودعوا لمقاطعته.

وقال كبير المفاوضين أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن «فلسطين لن تحضر اجتماع المنامة»، مضيفا «لم نلزم أي شخص بالتفاوض نيابة عنا (...) يجب على المعنيين والذين يرغبون في خدمة مصلحة الشعب الفلسطيني احترام هذا الموقف الجماعي».

وعلى الرغم من تلك الدعوة الصريحة إلا أن السعودية والإمارات بادرتا، كأول دولتين، للإعلان عن مشاركتهما في المؤتمر، في دلالة واضحة على المنظّم الحقيقي لهذا التجمّع.  

ومع إعلان الفلسطينيين مقاطعة المؤتمر، لا يعتقد الخبراء أن "ورشة العمل الاقتصادية" في البحرين يمكن أن تنتج أي شيء جيد لمعالجة الصراع الفلسطيني باستثناء حفز التعاون الإقليمي بين حلفاء إسرائيل العرب.

في الحقيقة، لا تريد السعودية، الإمارات والبحرين حلا للقضية الفلسطينية بقدر ما يريدون تطبيع علاقاتهم مع إسرائيل. ووفقا لما يؤكده مسؤولون أمريكيون لن يكون هناك نقاش بشأن القضايا السياسية الأساسية لحل الصراع، بل سيركز الاجتماع على الجانب الاقتصادي.

وتقول صحيفة جورزاليم بوست إن «المؤتمر يأتي لحمل الدول ورجال الأعمال من جميع أنحاء العالم على الاستثمار في اتفاق سلام». وتصف الصحيفة الإسرائيلية المؤتمر بأنه مؤتمر للمانحين يسعى لجمع مبلغ 68 مليار دولار «لإقناع الفلسطينيين وبلدان أخرى في المنطقة بأن الأمر يستحق تقديم تنازلات من أجل السلام».

وهنا يمكن التساؤل كيف لبلد مهدد بالإفلاس أن يستضيف مؤتمرا للمانحين؟ فمثل هذه المؤتمرات تستضيفها، بالعادة، بلدان ثرية يمكن لها أن تقدم دعما ماليّا سخيّا للقضايا التي ترعاها.

وإذا ما تجنّبنا الأمر الاقتصادي، فما هي علاقة البحرين كبلد صغير في الخليج بعملية السلام في الشرق الأوسط؟ لماذا لا يستضيف الحدث الأردن أو مصر بوصفهما أحد أطراف النزاع، أو السعودية التي طرحت مبادرة السلام العربية في قمة بيروت 2002.

في الحقيقة، لا تريد السعودية والإمارات (الراعيان الاقتصاديان للبحرين) التورط في رائحة «بقل صفقة القرن»، لكنهما تدفعان البحرين تحت وطأة الإفلاس للتورط في تلك الرائحة النتنة.