البحرين انتقلت من التطبيع إلى التآمر على الفلسطينيين
2019-05-21 - 6:05 ص
مرآة البحرين (خاص): إذا كان الفلسطينيون أنفسهم يرفضون المشاركة في ورشة السلام والازدهار (أولى خطوات صفقة القرن) التي ستعقد في المنامة أواخر يونيو المقبل ، فماذا بقي لحكومة البحرين لتقوله في تبرير استضافة المؤتمر؟
بعد إعلان البيت الأبيض، أمس الأحد (19 مايو/ أيار 2019) أن البحرين ستستضيف المؤتمر، خرج وزير الصناعة والتجارة والسياحة زايد الزياني ليقول إن «الورشة ستتناول الجوانب الاقتصادية والاستثمارية لصالح الشعب الفلسطيني».
أما «الشعب الفلسطيني» فقد أعرب عن رفضه للخطة وعبّر فورا عن رفضه للمؤتمر. وأعلن وزير التنمية الاجتماعية في الحكومة الفلسطينية أحمد مجدلاني «لن يكون هناك مشاركون فلسطينيون في ورشة العمل بالمنامة».
ويضيف مجدلاني «أي فلسطيني سيحضر المؤتمر لن يكون سوى متعاون مع الأمريكيين وإسرائيل».
رجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري، الذي تلقى دعوة للمشاركة في المؤتمر، أعلن عن رفضه تلبية الدعوة. وقال المصري إنه «لن يتعامل مع أي حدث خارج الإجماع الوطني الفلسطيني (...) نحن الفلسطينيون قادرون على النهوض باقتصادنا بعيدا عن التدخلات الخارجية».
وتابع «فكرة السلام الاقتصادي فكرة قديمة يتم طرحها الآن بشكل مختلف، وكما رفضها شعبنا سابقا نرفضها الآن».
أما في دولة الاحتلال، فقد قال مسؤول بارز إن الإدارة الأمريكية وجهت لإسرائيل دعوة رسمية للمشاركة في المؤتمر المزمع عقده في البحرين الشهر المقبل. وقال إنه «من المتوقع أن ترد إسرائيل بشكل إيجابي وأن تشارك في المؤتمر».
عند هذا الحد يكون المؤتمر لسلام وازدهار إسرائيل لا فلسطين، فالأولى هي من ستحضر المؤتمر بينما قررت الأخيرة مقاطعته، واعتبرت المشاركة فيه تواطئا ضد حقوق الفلسطينيين. وعند هذا الحد لا يكون للزياني أن يقرر ما هو في صالح الفلسطينيين وما هو ضد مصالحهم.
ولكن ورغم علم الزياني ومن فوقه بالموقف الفلسطيني، إلا أنهم يصرّون على انعقاده؛ فالمؤتمر خطوة في سباق التطبيع الذي تشهده المنطقة، وخطوة بحرينية جديدة في اتجاه تصوير التعاون مع دولة الاحتلال على أنه أمر واقع.
وقال رئيس تحرير رأي اليوم عبدالباري عطوان إن البحرين تتجاوز الخطوط الحمراء باستضافة المؤتمر، لكنه قال إن ذلك غير مستغرب.
ويوضّح عطوان «لا نستغرِب أن تُرحّب دولة البحرين باستضافة هذا المُؤتمر الذي سيدخُل التّاريخ على أنّه سيكون لتصفية القضية الفلسطينيّة كليا، وتهويد المقدّسات، وإزالة اسم فلسطين من الخرائط، وتحويل الشعب الفلسطيني إلى خدم للإسرائيليين بدون أي هوية وطنية أو قومية، نقول لا نستغرب؛ لأن دولة البحرين باتت الحاضنة للمخططات الإسرائيلية والأمريكية لكل المشاريع التطبيعية والمعادية للقضية العربية المركزية».
لكن هناك فاصلة يعرفها عطوان بين البحرين الحكومة والبحرين الشعب. فالقرار البحريني مختطف من العائلة الحاكمة التي تسعى بأي شكل من الأشكال تأمين تفردها بالسلطة حتى لو كان ذلك في التحالف مع إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.