علي مشيمع: أصوم احتجاجًا أمام مهرجان ويندسور الملكي للخيول لإنقاذ والدي في البحرين

احتجاج علي مشيمع أمام مهرجان وينسور الملكي للخيول
احتجاج علي مشيمع أمام مهرجان وينسور الملكي للخيول

علي مشيمع - صحيفة الغارديان - 2019-05-12 - 4:38 ص

ترجمة مرآة البحرين

ترحب العائلة المالكة البريطانية هذا الأسبوع بحرارة بمئات الضيوف من جميع أنحاء العالم في مهرجان ويندسور الملكي السنوي للخيول، الذي بدأ يوم الأربعاء ويستمر حتى يوم الأحد. إنه جزء كبير من الأجندة الملكية، إذ تحضر فيه الملكة. من بين أكثر الضيوف المنتظمين للمهرجان، ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، الذي يُدعى كل عام للاستمتاع بمهرجانات الفروسية الفخمة، وأبناؤه.

يتمتع حمد بعلاقات ودية مع الملكة. في العام 2013، أهداها حصانين عربيين ثمينين من اسطبلات الملكية. في العام 2017، بادلته الملكة الهدية، حيث قدمت له حصانًا من اسطبلاتها الخاصة. ولحمد  فعالية حتى في المعرض - كأس الملك يوم السبت، التي تحمل اسمه.

مع ذلك، في حين  يجتمع الملك مع شخصيات بارزة، يقبع والدي المسن في زنزانة في البحرين، وقد حُرِم من الحصول على العلاج الطبي لمجموعة من الأمراض الخطيرة. إنه ليس وحيدًا: يملأ الآلاف من السجناء السياسيين الزنازين المكتظة في سجون البحرين. ويُحرم عدد كبير منهم عمدًا من الرعاية الطبية.

في البحرين، يحكم حمد بقبضة حديدية. منذ العام 2011، عندما خرج عدد كبير من الناس إلى الشوارع للمطالبة بإسقاط ديكتاتورية آل خليفة التي استمرت لقرون، أشرف [حمد] على حملة قمع عنيفة. تم حظر المعارضة السياسية كلّها. والبحرين، التي يبلغ عدد سكانها 1.5 مليون مواطن، تمتلك الآن النسبة الأعلى من المعتقلين نسبة لعدد السكان في العالم العربي. هذا الأسبوع، أيّدت البحرين أحكام الإعدام بحق اثنين من ضحايا التعذيب، سيتم إعدامهما وفقًا لقرار الملك.

والدي، حسن مشيمع، ضحية لهذا القمع. كزعيم لحزب معارض رئيسي، كان ناشطًا طوال حياته من أجل الديمقراطية، وهو شخصية محترمة في البحرين. مع ذلك، أدّى دوره القيادي في الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العام 2011 إلى اعتقاله وتعذيبه وسجنه مدى الحياة من قبل محكمة عسكرية، وتعذيبه وسجنه مدى الحياة.

أبي رجل مسن، يبلغ من العمر 71 عامًا، ويعاني من مجموعة من المشاكل الصحية المعقدة. يحتاج إلى فحوصات منتظمة لمراقبة عودة ظهور سرطان الليمفاوية. كما يعاني من مرض السكري والبروستات، بالإضافة إلى مشاكل في أذنيه، سببها التعذيب الذي تعرض له عند اعتقاله. كان التعذيب شديدًا لدرجة أنه احتاج إلى أربع عمليات مختلفة، ولا يزال يعاني من إصاباته حتى يومنا هذا.

مع ذلك، رفض النّظام مرارًا وتكرارًا تزويده بمستوى مناسب من الرعاية. لقد ألغوا بشكل روتيني أو أخفقوا في تحديد مواعيد مع اختصاصيين، وحرموه من الزيارات العائلية وحتى من الحق في [الحصول] على الكتب والنصوص الدينية. دانت جماعات حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، المعاملة القاسية والمهينة التي يتعرض لها، ودعت إلى إطلاق سراحه.

العام الماضي، بعد أن اتصل المئات من الناخبين بممثليهم دعمًا لوالدي، وجّه 15 نائبًا [بريطانيًا] رسالة إلى وزارة الخارجية  يطلبون منها الضغط على البحرين لوقف سوء معاملته. على الرغم من خطورة الموقف، رفضت وزارة الخارجية [البريطانية] مقابلتي، واستندت إلى تأكيدات كاذبة من السفارة البحرينية في لندن لتبرير تجاهلها لي.

بسبب استيائي وغضبي من وضع والدي، بدأت إضرابًا عن الطعام خارج السفارة البحرينية. ويائسًا، وجّهت رسالة للملكة حتى، ناشدتها فيها أن تتدخل  من أجل والدي. بعد 46 يومًا، فقدت خلالها 16 كجم من وزني، نصحني الأطباء بوقف الإضراب عن الطعام. هذا ما تطلّبه الأمر لتقوم [السلطات] في البحرين في النهاية باصطحاب والدي إلى مواعيده [الطبية] والسماح لعائلته بزيارته في السجن.

الآن، يحرم النظام والدي مرة أخرى من الوصول إلى الاختصاصيين الطبيين. ترفض السلطات في سجن جو اصطحابه إلى المواعيد ما لم يخضع للتفتيش الدقيق والتقييد بالأصفاد، ويُنقَل بالسلاسل إلى المستشفى. والدي مريض وكبير في السن، ولا تُشَكل مسألة هروبه أي خطر -هذه الإجراءات وُضِعت فقط لإهانته فقط، وهو يرفض الخضوع لمثل هذه المعاملة المهينة.

الفشل المتكرر للمملكة المتحدة في إدانة الانتهاكات في البحرين قد شجع قادتها [البحرين] فقط. في العام 2017، احتجزت البحرين أفراد عائلات النشطاء المحتجين في المملكة المتحدة، وأرسلت "بلطجية" مرتبطين بالأجهزة الأمنية على ما يبدو لمضايقة المتظاهرين.

سأقوم بأي شيء لإنقاذ حياة والدي. أريد أن أظهر للجميع أن الحكومة البريطانية تغض الطرف عن اغتياله  بشكل بطيء. هذا الأسبوع، الذي يصادف الأسبوع الأول من شهر رمضان، يتواجد حمد في المملكة المتحدة لحضور مهرجان ويندسور الملكي للخيول. أؤدي فريضة الصوم أمام موقع المهرجان احتجاجًا، لمطالبة البحرين بإنهاء معاملتها المشينة لأبي. التواطؤ البريطاني مع انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين يجب أن ينتهي الآن.

* علي مشيمع، ناشط سياسي مقيم في لندن، وهو ابن زعيم المعارضة البحريني المسجون ، حسن مشيمع.

 

النص الأصلي

 


 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus